يُعقَد المؤتمر العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (كوب 10) في بنما، ابتداءً من يوم غدٍ الاثنين، في حين يحاول المصنّعون جذب مزيد من المستهلكين، لا سيّما من الشباب، عبر منتجات جديدة "شديدة الإدمان".
وسوف يشارك مندوبون من أكثر من 180 دولة في هذا المؤتمر الذي سوف يركّز على إعلانات التبغ والمنتجات الجديدة ذات الصلة، مثل السجائر الإلكترونية التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب.
The WHO FCTC is working & making a difference around the globe🌎🌍🌏🚭– that is why the tobacco industry is insisting it must be changed.
— FCTCofficial (@FCTCofficial) January 31, 2024
Staying the course at #COP10FCTC#FCTCSavesLiveshttps://t.co/5EbgHWc0Mp pic.twitter.com/Jy6MazlmlG
تفيد منظمة الصحة العالمية بأنّ التبغ يقتل في الوقت الراهن أكثر من ثمانية ملايين شخص سنوياً في كلّ أنحاء العالم، من بينهم 1.3 مليون شخص يتعرّضون للتدخين السلبي.
وبحسب ما يجمع الخبراء، فإنّ مكافحة التدخين لا تحصل مثل ما يجب. وفي هذا الإطار، صرّح نائب وزير الصحة السابق في تشيلي ريكاردو فابريغا لوكالة فرانس برس بأنّ "التدخين لا يحظى إلا بقليل من الاهتمام مقارنة بالأضرار الكثيرة التي يتسبّب فيها".
وأضاف فابريغا، الذي يشغل كذلك منصب عميد كلية الصحة في "جامعة سانتو توماس دي سانتياغو"، أنّ بالإضافة إلى ذلك ثمّة "صناعة متخصّصة في تشجيع استهلاك التبغ في سنّ مبكرة جداً".
من جهتها، تؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ صناعة التبغ تستهدف القصّر بمنتجات جديدة شديدة الإدمان. وهي كانت قد أشارت، في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى أنّ عدد البالغين المدخّنين في كلّ أنحاء العالم انخفض بطريقة مطّردة في السنوات الأخيرة.
وأوضحت المنظمة في عام 2022، كان بالغ واحد من بين كلّ خمسة بالغين في العالم يدخّن أو يستهلك منتجات التبغ، مقارنة ببالغ واحد من بين كلّ ثلاثة بالغين قبل 20 عاماً.
وعلى الرغم من ذلك، أفاد مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديغر كريش، في وقت سابق من شهر فبراير/ شباط الجاري، بأنّ صناعة التبغ تستخدم "جهوداً إجرامية" لتقويض هذا التقدّم (تراجع عدد المستهلكين) وجذب الشباب.
وحتى لو استمرّ عدد المدخّنين في الانخفاض، تقدّر منظمة الصحة العالمية أنّ الهدف الموضوع لتخفيض استهلاك التبغ بنسبة 30 في المائة بين عامَي 2010 و2025 لن يُحقّق.
مكافحة التبغ صراع مفتوح
ولفت فابريغا إلى أنّ التدابير اللازمة للحدّ من استهلاك التبغ عديدة، من بينها زيادة الضرائب، وتقييد الإعلانات وتنظيمها، والحدّ من الاستهلاك في الأماكن العامة والمؤسسات التعليمية والصحية وفي أماكن العمل.
وعشية انعقاد المؤتمر العالمي العاشر بشأن مكافحة التبغ والذي يمتدّ من الخامس إلى العاشر من فبراير/ شباط الجاري، عبّرت أمانته عن قلقها بعد "تلقّي جهات اتصالات من ممثلي صناعة التبغ وغيرها من الصناعات لتقديم دعم تقني ومساعدة في السفر".
وعلى موقعها الإلكتروني، أشارت أمانة المؤتمر إلى "الصراع المتأصّل والمتضارب ما بين مصالح صناعة التبغ ومصالح سياسة الصحة العامة".
وكان المؤتمر العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ مقرّراً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لكنّه أرجئ بسبب الاحتجاجات التي أصابت بنما بالشلل لأسابيع، على خلفية المطالبة بإغلاق منجم للنحاس.
وتعقب الاجتماع الرئيسي للمؤتمر، الذي تبدأ أعماله غداً الاثنين، محادثات حول القضاء على تجارة منتجات التبغ غير القانونية، من المقرّر أن تشارك فيها نحو 70 دولة. وهذا بروتوكول معمول به منذ سبتمبر/ أيلول 2018، كجزء من الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي اعتُمدت في عام 2003 ودخلت حيّز التنفيذ في عام 2005، وهو يهدف إلى وضع حدّ لتصنيع منتجات التبغ وتهريبها بطريقة غير قانونية.
ويُعقَد الاجتماع الرئيسي في هذا المؤتمر وكذلك المحادثات في مركز للمؤتمرات يقع عند طرف قناة بنما.
(فرانس برس، العربي الجديد)