بريطانيا تسعى إلى تعليم التلاميذ العربية والبولندية

25 أكتوبر 2021
في إحدى مدارس ويلز (ماثيو هوروود/ Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الدولة البريطاني للمعايير المدرسية روبن ووكر، أن "المدارس يجب أن توسع نطاق اللغات التي تدرسها لتعبّر بشكل أفضل عن بريطانيا الحديثة"، لافتاً إلى ضرورة تعليم عدد أكبر من الطلاب لغات أجنبية مثل العربية والبولندية. وجاء كلام ووكر بعد زيارة إلى مدرسة الكاردينال هيوم الكاثوليكية في غيتسهيد بشمال شرق انكلترا، والتي تستخدمها الحكومة كأحد "المختبرات" لطرح أساليب جديدة في تعليم اللغات.
وقال ووكر في حديثه لصحيفة "آي" البريطانية منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إنه لدى إنكلترا فرصة "لزيادة قدرة الناس على الانخراط في تعليم اللغات"، لافتاً إلى أن "هناك مجالاً لتدريس المزيد من اللغات إضافة إلى اللغات الرئيسية الثلاث وهي الفرنسية والإسبانية والألمانية". كما تحدث عن وجود الكثير من الأشخاص الذين يتحدّثون لغات مختلفة في المملكة المتحدة. 
وما أثار اهتمامه خلال زيارته المدرسة أن الطلاب لم يلتحقوا بها لدراسة اللغتين الفرنسية والإسبانية فقط، بل كانوا يدخلون أيضاً، ولو بأعداد أقل، لتعلّم اللغة البولندية والعربية من المنزل، وخصوصاً عند التقدم لشهادة الثانوية العامة.
في هذا الإطار، يقول كارل (25 عاماً)، وهو لبناني الأصل يحمل الجنسية البريطانية: "وصلت إلى بريطانيا وأنا في الخامسة عشرة من العمر، والتحقت في إحدى المدارس التي كانت توفّر تدريس اللغتين الفرنسية أو الإسبانية. يتابع أنّه كان يجيد اللغة العربية، وكان على يقين أنّه سيحصل على درجة امتياز بها في امتحان الثانوية العامة، الأمر الذي سيرفع من درجاته بشكل عام ويمنحه فرصة الدخول إلى جامعات أفضل". يضيف: "سألت الإدارة عن إمكانية اختيار اللغة العربية لتقديمها في الامتحانات ولم يمانعوا، لكنّهم أبلغوني بوجوب دراستها وحدي من المنزل لأن المدرسة لا توفرها. توتّرت قليلاً، لكنّني بالفعل تقدّمت لامتحان باللغة العربية وحصلت على درجة امتياز". ويرى كارل أنّ اقتراح ووكر هام لأنّ الكثير من الطلاب العرب سيستفيدون، وخصوصاً عندما يلقون الدعم الكافي لدراسة هذه اللغة في مدارسهم.

بدورها، تقول يولاندا (38 عاماً)، وهي بولندية، لـ "العربي الجديد"، إنّها أرادت أن يتعلّم أطفالها البولندية، وراحت ترسلهم خلال عطلة نهاية الأسبوع لتعلّمها، لكنّهم تذمّروا بسبب حرمانهم من الاستمتاع بإجازتهم. تتابع: "حاولت أن أوضح لهم أهمية كتابة وقراءة لغتهم الأم، وإقناعهم ببذل مجهود إضافي. لكنني في النهاية استسلمت أمام إصرارهم. أعتقد أنّ اقتراح وزير التربية سيساعدنا على تلقين أطفالنا لغتهم الأساسية خلال الدوام الدراسي، وهي خطوة إيجابية بالفعل تعكس صورة بريطانيا الحديثة والتنوّع اللغوي الموجود فيها". 
ولم يقلّل ووكر من شأن اللغات الأوروبية الأساسية في المدارس الإنكليزية، قائلاً إن "اللغة الفرنسية قيمة للغاية، واللغة الإسبانية ذات قيمة هائلة وتتحدّث بها قارة بأكملها. إنها اللغة الثانية للولايات المتحدة". أضاف أنها "بالتأكيد لغات عالمية يجب أن نواصل متابعتها، إلا أن هناك شيئا ما يتعلق بالنظر في اتساع اللغات التي تقدمها بريطانيا". ويبدو أنه يرغب في استكشاف كيف يمكن أن تعبّر اللغات الأجنبية الإضافية عن بريطانيا الحديثة مع ازدياد اللغات المحكية في البلاد. كما يسعى إلى تدريس اللغة العربية ودعمها على غرار الماندراين (اللغات التي يتحدث بها الصينيون في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من جمهورية الصين الشعبية) التي تدرس بشكل مكثف في 75 مدرسة ثانوية تقريباً.
ويشير إلى أنه يدرك أن القوى العاملة في التعليم كانت تقليدياً تركز بشدة على لغتين أو ثلاث لغات أوروبية التي تشكل تحدياً في حد ذاتها. في الوقت نفسه، يرجح أن طرح "مناهج جديدة" للتدريس في مراكز الحكومة يمكن أن "يخلق بعض الفرص لتوسيع قاعدة اللغات".

وبحسب تعداد عام 2011 في إنكلترا وويلز، كانت البولندية اللغة الأكثر شيوعاً بعد الإنكليزية والويلزية (لغة من الفرع البريطاني يتكلمها بعض أهل بلاد ويلز غربي البلاد). يشار إلى أن الويلزية والإنكليزية هما اللغتان الرسميتان في ويلز، وقال 546 ألف شخص (1 في المائة من السكان) إنها لغتهم الرئيسية.
وكانت اللغات الرئيسة التالية الأكثر شيوعاً من جنوب آسيا وهي: البنجابية (273 ألف شخص) والأوردو (269 ألف شخص) لكل منها 0.5 في المائة، والبنغالية (221 ألف شخص) والكجراتية (213 ألف شخص) لكل منهما بنسبة 0.4 في المائة، تليها العربية (159 ألف شخص) والفرنسية (147 ألف شخص) لكل منهما بنسبة 0.3 في المائة.

المساهمون