استمع إلى الملخص
- أطلقت الحكومة مخططًا تجريبيًا بـ40 مليون جنيه إسترليني لمدة عامين، يشمل تقديم حقن "سيماغلوتيد" لإنقاص الوزن، والتي أظهرت دراسات فعاليتها في تحسين الصحة العامة حتى بدون فقدان وزن كبير.
- الخبراء يؤكدون على أهمية التوعية الغذائية منذ الصغر ودور الفقر في زيادة معدلات السمنة، مع التأكيد على ضرورة توفير وسائل لتناول غذاء صحي والتركيز على أهداف قابلة للتحقيق في رحلة فقدان الوزن.
يستمر الاتجاه التصاعدي لزيادة الوزن في بريطانيا، حيث ارتفعت النسبة من 61.2 في المائة بين عامي 2015 و2016 إلى نحو 64.0 في المائة عامي 2022 و2023، في حين بلغت هذه النسبة 63.8 في المائة عام 2021، بحسب بيانات أصدرها مكتب تحسين الصحة والفوارق في المملكة المتحدة. وهذه الزيادة تقلق الحكومة البريطانية التي تحاول مكافحة السمنة بوسائل مختلفة.
وأطلقت الحكومة هذا العام برامج تقديم الحساء والوجبات الغذائية لأكثر من 10 آلاف شخص يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والوزن الزائد أو من السمنة، بحسب ما أورد موقع خدمات الصحة الوطنية في 15 مايو/ أيار الماضي. ويدعم البرنامج إعادة إدخال مشاركين وصلوا إلى الوزن المطلوب الأطعمة الصحية في أنظمتهم الغذائية من أجل الحفاظ على الوزن الصحي، وهو متاح في 42 منطقة مقارنة بـ21 العام الماضي.
والعام الماضي أعلنت الحكومة مخططاً تجريبياً لمدة عامين بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في معالجة السمنة وتقليص قوائم انتظار خدمات الصحة العامة. وشمل المخطط تقديم حقنة "سيماغلوتيد" التي تُباع باسمي "أوزمبيك" و"ويغوفي".
وأظهرت دراسة موّلتها شركة لصنع الأدوية وشارك فيها 17604 بالغاً فوق سنّ الـ45 من 41 دولة، أن الجرعات المضادّة للسمنة، مثل عقار "سيماغلوتيد"، يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، حتى لدى الأشخاص الذين فشلوا في فقدان الكثير من الوزن. وبعد 20 أسبوعاً من تناول عقار "سيماغلوتيد"، فقد 62 في المائة من المرضى أكثر من 5 في المائة من وزنهم.
وكشفت الدراسة أيضاً أن توقف المرضى عن تناول الجرعات المضادّة للسمنة تدريجياً يمكن أن يكون فعّالاً في مساعدتهم على تجنب استعادة الوزن. ويقول الباحثون إن جرعة أقلّ من الدواء مع تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تكون فعّالة أيضاً في إنقاص الوزن.
وتتوافر جرعات "ويغوفي" و"ساكسندا" المضادّة للسمنة لدى خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، ويصفها الأطباء بشروط محددة، أهمها أن يبلغ مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر، أو 32.5 أو أكثر للأشخاص من أصول آسيوية أو صينية أو شرق أوسطية أو إفريقية سوداء أو كاريبية.
ومن شروط الحصول على عقار "سيماغلوتيد" أيضاً معاناة الشخص من مشاكل صحية بسبب وزنه أو من ارتفاع في نسبة السكر في الدم، أو أن يكون معرضاً لخطر كبير للإصابة بمشاكل في القلب بسبب حالات مثل ارتفاع ضغط الدم أو نسبة الكوليسترول.
وبالنسبة إلى عقار "أوزمبيك" لا يمكن وصفه إلا للمرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، علماً أنه غير مرخّص كدواء لإنقاص الوزن في المملكة المتحدة، لكن الحكومة تعترف بأنه يُستخدم خارج نطاق القانون، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا إندبندنت".
يقول البروفيسور ندي حكيم، المتخصص في زراعة الأعضاء والجراحة العامة في "كليفلاند كلينيك - لندن"، لـ"العربي الجديد": "من الضروري أن نبدأ بتوعية الطلاب الصغار في المدارس على ما يجب تناوله أو تفاديه من أطعمة. الفقر يلعب دوراً في رفع نسبة السمنة، لأنّ الفقراء يتناولون غالباً الكثير من الأطعمة غير الصحية، علماً أنه يجب العثور على وسيلة لمساعدة الناس على تناول غذاء صحي، لأن السمنة حالة كارثية، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض عدة منها السرطان ومشاكل في القلب والرئة والمفاصل والعمود الفقري بسبب الوزن الزائد".
وعن أنواع جراحات إنقاص الوزن المتوافرة، يقول حكيم: "هناك أربعة أنواع من هذه العمليات، أبسطها عملية بالون المعدة التي تجري عبر إدخال بالون من طريق المنظار أو بلع كبسولة. ويبقى البالون داخل المعدة لمدة عام، علماً أن (بالون ألوريون) الأكثر حداثة يبقى أربعة أشهر في المعدة، ثم يختفي تلقائياً. ونتائج عملية بالون المعدة جيدة وآمنة للغاية. تنفذ العملية الثانية عبر ربط المعدة، وتعتبر نتائجها ممتازة، أما الثالثة فهي تكميم المعدة التي تتطلب إزالة جزء من المعدة. وهي تنجح في إنقاص وزن المريض، لكن قد ينجم عنها خسارته الكثير من الوزن، والحاجة إلى إجراءات خاصة لإطعامه. أما الطريقة الرابعة فهي المجازة المعدية التي قد ينجم عنها مشكلات أبرزها تسريبات في الجهاز الهضمي، وقد تؤدي أحياناً إلى وفاة المرضى، لذا يُنصح بإجرائها في مركز متخصص".
ويشير حكيم إلى "شعبية تقنية حقن إنقاص الوزن اليوم، بعدما أطلقت في البدء لعلاج مرضى السكري، لكنها نجحت أيضاً في إنقاص الوزن، علماً أنه يجري تحذير المرضى من الأثر الجانبي الوحيد لها، الذي عُثر عليه لدى الحيوانات، وهو سرطان الغدة الدرقية".
من جهتها، تتحدث اختصاصية التغذية ديزي إسطفان، عن أهمية إيجاد نظام غذائي لإنقاص الوزن يمكن الحفاظ عليه على المدى الطويل. وتوضح أن نظام "كيتو" الغذائي مقيّد للغاية رغم فعّاليته، ويجعل تناول الطعام في المواقف الاجتماعية أمراً صعباً، أما النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، فهو أسهل على المدى الطويل لمعظم الناس، ويحقق نتائج رائعة لأنه يساعد على إدارة مستويات الجوع والسكر في الدم.
وتنصح إسطفان الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد بالتفكير أولاً في الدافع الذي يحفزهم على إنقاص الوزن، والتركيز على الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق والواقعية. وتقول: "عندما يشرع شخص في رحلة إنقاص الوزن، من المهم أن يكون لطيفاً مع نفسه، فالرحلة لن تكون مثالية وستواجه تقلبات، وهذا أمر طبيعي تماماً. وعلى سبيل المثال إذا فاتت شخصاً المشاركة في تمرين أو تناول طعاماً غير صحي ليوم أو يومين، لا يجب أن ينظر إلى الأمر باعتباره انتكاسة".