بداية مبكرة لحرائق الصيف في الجزائر

29 يونيو 2023
من حرائق سابقة أتت على مساحات خضراء ممتدة في الجزائر (مصعب رويبي/ الأناضول)
+ الخط -

يبدو أنّ حرائق الصيف انطلقت مبكراً هذا العام في الجزائر، على الرغم من حزمة تدابير كانت قد اتّخذتها السلطات قبل أسابيع للوقاية منها والحدّ من أضرارها.

واضطرت الجهات الجزائرية المعنية إلى استخدام طائرتَي إطفاء لإخماد حريق اندلع في غابة سبكتو بولاية سيدي بلعباس، غربي البلاد، بعدما أخفقت فرق الإطفاء الميدانية في إطفائه، في حين أنّ 70 شاحنة إطفاء كانت قد وُضعت في جهوزية وكذلك عدد كبير من عناصر الدفاع المدني.

وقد تعذّر على فرق الإطفاء الميدانية الوصول إلى مناطق مشتعلة عدّة في داخل غابة سبكتو، بسبب صعوبة المسالك التي تسمح بالوصول إليها وانعدام الرؤية بسبب الدخان الكثيف وارتفاع درجات الحرارة التي تسبّبت فيها النيران. لكنّ السلطات الجزائرية أعلنت، صباح اليوم الخميس، أنّها تمكّنت من إخماد الحريق، من دون الكشف عن حصيلة الخسائر التي تسبّب فيها هذا الحريق الذي اندلع يوم الثلاثاء الماضي. يُذكر أنّ وحدات من الجيش والسكان المحليين عمدوا إلى مساعدة فرق الإطفاء.

وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت في وقت سابق عن تدابير وقائية مبكرة ضدّ حرائق الغابات في فصل الصيف. وقال وزير الداخلية إبراهيم مراد في تصريحات صحافية إنّ خطة تدخّل سريعة وُضعت، وهي تتضمّن إجراءات وتدابير لضمان السرعة في التدخّل عند نشوب أيّ حريق وتفادي وقوع سيناريوهات السنوات الماضية. وأفاد مراد حينها بأنّ ستّ طائرات متوسطة الحجم مخصّصة للحرائق وُضعت في تصرّف فرق الإطفاء، وقد استؤجرت من دولة تشيلي، إلى جانب أخرى كبيرة، كذلك جُهّزت مهابط للطائرات في عشر ولايات لرفع مستوى التدخّل، إلى جانب استنفار 15 ألف عنصر من الدفاع المدني.

وكانت الجزائر قد شهدت في العامَين الماضيَين أكبر موجة حرائق منذ عقود، تسبّبت في سقوط ضحايا وتلف آلاف الهكتارات من الغابات والمحاصيل الزراعية وتدمير مساكن وحدائق عمومية.

وفي صيف عام 2021، شهدت الجزائر سلسلة حرائق في 16 ولاية، تركّزت في ولايات منطقة القبائل، لا سيّما تيزي وزو وبجاية. وقد أدّت الحرائق، بحسب التقارير الرسمية، إلى إتلاف أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات والمحاصيل الزراعية، خصوصاً أشجار الزيتون التي تُعرف بها المنطقة، ودمّرت مئات المنازل. وفي عام 2022، أتلفت الحرائق التي تركّزت في منطقة الطارف وعنابة وسكيكدة، شرقي البلاد، ما بين 30 ألف هكتار و40 ألفاً.

وفي يونيو/ حزيران من عام 2022، كشفت الحكومة الجزائرية أنّها طلبت تمويلاً من صندوق المناخ الأخضر التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، لدعم خطة استكمال مشروع السدّ الأخضر بهدف مكافحة التصحّر ووقف زحف الرمال. فهي كانت تسعى إلى للحصول على حزمة تمويل بقيمة 128 مليون دولار أميركي لترميم جدار السدّ الأخضر في الأعوام السبعة المقبلة، والذي كان قد شُيّد في سبعينيات القرن الماضي. تجدر الإشارة إلى أنّ الجزائر تطمح إلى زيادة مساحة الغطاء الغابي لتصل إلى 4.7 ملايين هكتار بحلول عام 2035.

المساهمون