كشف بحث استند على استبيان دولي، عن توقعات ومخاوف جديدة بشأن استخدام التكنولوجيا في التعليم، وأوضح أن معظم قادة التعليم يضعون التعليم الفردي كأولوية في مدارسهم، وأن جائحة كورونا ساهمت في تسريع تبنّي هذا النوع من التعليم.
وضمّ التقرير الذي أطلق خلال مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" 2021 المنعقد حاليا في الدوحة، مئات من التربويين والقادة في تكنولوجيا التعليم.
وسلّط الضوء على جائحة كورونا، وكيف أثرت على التوجه نحو التعلّم الفردي في كلٍ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية. كما بحث دور التكنولوجيا في دعم التعلّم الفردي، وما يعنيه تبنّي هذا الأسلوب التعليمي بالنسبة للمعلّمين، وما إذا كان سيُسفر عن تحسين النتائج بالنسبة للطلاب.
وتوضح النتائج التي توصّل إليها البحث، اعتقاد التربويين بأن تزايد استخدام تكنولوجيا التعليم هو أمر لا مفر منه، وأن التمويل قد يؤثر على جودة وفعالية الحلول التي تستطيع المدارس والجامعات تبنّيها، فضلا عن المخاوف المتعلّقة بخصوصية الطلاب، واستخدام البيانات والاعتبارات الأخلاقية.
هل تعلم أن لجائحة فيروس كورونا تأثيرًا متفاوتًا على دول العالم من جهة الحصول على التعليم، فالبلدان ذات البنية التعليمية التكنولوجية الصلبة تغلبت لحد كبير على قيود إغلاق المدارس أما البلدان الأخرى فقد خسر طلابها الكثير.
— WISE (@WISE_Tweets) December 8, 2021
قمة وايز 2021 #WISEsummit #WISEAwards
وقالت رئيسة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، عبير آل خليفة، في بيان اليوم الأربعاء، إنّ جائحة كورونا أدت إلى الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم بصورة غير مسبوقة. لافتة إلى أن البحث الجديد برعاية مؤسسة قطر يؤكّد التوقعات العالمية بتزايد استخدام التكنولوجيا في الأنظمة التعليمية، في حين تبقى المخاوف المرتبطة بالتمويل قائمة.
ويؤكّد البحث على ضرورة أن تكون التكنولوجيا مُصممة بطريقة تتناسب مع التعليم والتعلّم، وليس العكس، لتجنّب تبنّي أدوات تكنولوجيا منخفضة التكلفة ولكن غير قادرة على تحقيق الأهداف المرجوّة والمتمثلة في تطوير تجربة التعلّم للطلاب.
وأملت أن يكون التقرير "نقطة البداية في الحوار حول سُبل تصميم أدوات تكنولوجية في التعليم ليتم استخدامها على نطاق واسع، بحيث تركّز أكثر على القدرات الفردية للطلاب، بدلاً من السعي إلى استخدام البرامج التكنولوجية كمجرد وسيلة لزيادة الإنتاجية".
أوضح البحث، أنّ 92% ممن شملهم الاستطلاع يتعاملون مع تجربة التعلّم الفردي كأولوية في مدارسهم، وأن معظمهم يعتقدون بأن جائحة كورونا ساهمت في تسريع تبنّي الأدوات التكنولوجية في التعليم، كما كشف التقرير عن اعتقاد سائد بزيادة ميزانيات المدارس المخصصة للتعليم الفردي.
ويرى غالبية المشاركين في الاستطلاع، أنّ التعلّم الفردي سيعود بالفائدة على الطلاب ذوي التحصيل المنخفض مقارنة بأقرانهم ذوي التحصيل المرتفع، وكذلك بالنسبة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يرى 95% من المشاركين في الاستبيان أن التقنيات المستخدمة في التعلّم الفردي ستضمن ملاءمة الأساليب التعليمية مع احتياجات المزيد من الطلاب المهمّشين.
وبيّن البحث أن الطلاب وأولياء أمورهم أقل دعمًا للتعلّم الفردي مقارنةً مع المعلّمين والإداريين بالمدارس، إذ أوضح ربع المشاركين في الاستطلاع أن ضغط الطلاب كان من العقبات الرئيسية في إدخال تقنيات التعلّم الفردي التكنولوجية، في حين يرى 98% منهم أن التحوّل المفاجئ إلى نظام التعلّم عن بُعد خلال الجائحة ساهم في زيادة التركيز على الجانب التكنولوجي من التعلّم الفردي، إذ أعرب نصف التربويين الذين شملهم التقرير عن قلقهم إزاء زيادة اعتماد الطلاب على الوسائل التكنولوجيّة، ومخاوف 61% منهم من أن يؤدي التعلّم الفردي إلى الحد من التفاعل بين الطالب والمعلّم ويعرقل التنمية الاجتماعية.
وتهدف قمة "وايز 2021"، التي تختتم فعاياتها غداً الخميس، إلى أن تكون المنبر الذي يرفع القيود عن صوت الشباب في جميع أنحاء العالم، لا سيّما وأنّهم يتحمّلون وطأة وأعباء أكبر اضطراب في التعليم.
وتطرقت الجلسة العامة الأولى في القمة، وعنوانها "صدمة كبيرة وإصلاحات كبرى"، إلى الأفكار الصادمة كجائحة "كوفيد-19" التي قد تكون المحفز الأكبر للإبداع والابتكار.
وناقش المشاركون في الجلسة، تأثير التكنولوجيا على الإصلاحات بعيدة المدى في مجال التعليم وتشكيل العلاقات بين الطلاب والمعلمين، والتداعيات الواسعة لإصلاحات التعليم التي يتردد صداها في أرجاء المجتمع.
يشار إلى أنه في ذروة الجائحة، تعطل تعليم نحو 1.6 مليار طالب في أكثر من 190 بلدا.