انطلاق عمليات إجلاء نحو 300 مهاجر أفريقي من تونس بعد حملات عدائية ضدهم

04 مارس 2023
خيم للمهاجرين أمام مقر المنظمة الدولية للهجرة في تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق، السبت، من تونس عمليّات إجلاء نحو 300 مهاجر من مالي وساحل العاج إلى بلادهم بعد حملات عدائية تجاه المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء أجّجها خطاب الرئيس قيس سعيّد.

وقال السفير العاجي في تونس إبراهيم سي سافاني: "من المقرر مغادرة الخطوط الجوية العاجية السبت الساعة 7 صباحاً (06.00 ت غ) وعلى متنها 145 راكباً". وأضاف: "عدد المسجلين للعودة بلغ 1100 حتى الآن".

يُقدّر عدد الجالية العاجية في تونس بنحو سبعة آلاف شخص، وفقاً لإحصاءات رسمية.

وصرّح دبلوماسي مالي في تونس لوكالة "فرانس برس" بأن بلاده استأجرت طائرة لإعادة ما يقرب من 150 شخصاً، بناءً على أوامر رئيس المجلس العسكري الذي أعطى "تعليمات صارمة للغاية" للتعامل مع موضوع عودة الرعايا إلى بلدهم.

وهذه أولى رحلات الإجلاء إلى هذين البلدين منذ خطاب ألقاه سعيّد الأسبوع الماضي، شدّد فيه على وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكّداً أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم".

وندّدت منظمات حقوقية تونسية ودولية عدة بتصريحات سعيّد واعتبرت خطابه "عنصرياً" و"يدعو إلى الكراهية".

وتحدث غينيون عادوا في أول رحلة إجلاء، الأربعاء، إلى بلدهم، عن "تصاعد الكراهية" بعد هذا الخطاب وعن "كابوس" عاشوه إثر ذلك في الشارع وفي الأحياء السكنية التي يقطنونها في العاصمة التونسية وفي المحافظات.

وقد فَقَدَ عدد كبير من الـ21 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء المسجّلين رسمياً في تونس، ومعظمهم في وضع غير قانونيّ، وظائفهم وطردوا من منازلهم بين ليلة وضحاها.

وأوقِفَ العشرات خلال حملات للشرطة وسُجن بعضهم، وقدّم بعضهم الآخر شهادات لمنظمات حقوقية عن تعرضهم للتعذيب الجسدي، منددين بوجود "مليشيات" تقف وراء ذلك.

سبّب هذا الوضع المشحون تدفق عشرات المهاجرين إلى سفاراتهم، ولا سيما مقرا سفارتي ساحل العاج ومالي اللتين سرعان ما استقبلتا مئات الطلبات للمغادرة الفورية من تونس.

في المقابل، توجّه مهاجرون متحدّرون من بلدان ليست لها سفارات في تونس، إلى مقر المنظمة الدولية للهجرة حيث نصبوا خياماً وتمركزوا أمام المقر لضمان حمايتهم.

عنف 

وقال الدبلوماسي المالي: "يجب أن يغادر 149 شخصاً السبت، وسيُنقَلون على متن حافلات ستغادر السفارة نحو المطار في الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (05.00 ت غ) بعد أن يمضوا الليلة هناك".

وأضاف أن تونس أعلنت أنها ستتراجع عن مطالبة المهاجرين غير القانونيين بدفع غرامات مالية مقابل الإقامة بشكل غير قانوني في البلاد، التي تقدر بثمانين ديناراً (نحو 25 يورو) شهرياً.

وتراكمت الغرامات على بعض المهاجرين لتصل إلى أكثر من ألف يورو، وهم لا يقدرون على سداد هذه المبالغ.

ومن بين المهاجرين العائدين طوعاً، عشرات الطلاب المتحدّرين من عائلات ثرية أو المتحصلين على منح دراسية من الدولة الذين التحقوا بجامعات خاصة مرموقة في العاصمة التونسية.

ندد "اتحاد الطلاب الأجانب" بأحداث العنف التي وقعت الأحد الماضي واستهدفت "أربعة طلاب من ساحل العاج"، وبتعرّض "طالبة غابونية أمام منزلها" للعنف.

وطلب الاتحاد من طلاب دول جنوب الصحراء "البقاء في المنزل والخروج فقط في حالة الحاجة القصوى".

(فرانس برس)

المساهمون