يزدحم شاطئ قطاع غزة يومياً بالمصطافين، مع دخول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وإنهاء الطلاب عامهم الدراسي، وانحصار وباء كورونا الذي عصف بالقطاع على مدار العامين الماضيين.
ويشهد الشاطئ، منذ مطلع يونيو/ حزيران الجاري، توافداً كبيراً من الأهالي لقضاء أوقاتهم في ساعات ما بعد الظهيرة، خصوصاً مع أزمة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل بشكل كبير هذه الأيام.
ويتسابق المصطافون للسباحة في البحر مع تراجع التلوث بصورة واضحة، مقارنة مع ما كان عليه الواقع في بحر القطاع قبل عدة سنوات نتيجة لعمليات الضخ الهائلة لكميات كبيرة من مياه الصرف الصحي إلى البحر.
وكانت عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي تُضخّ بصورة يومية إلى البحر دون أن تتم معالجتها في محطات خاصة، ما ساهم في تحويل البحر إلى منطقة غير آمنة للسباحة واقتصارها على بعض المناطق فقط.
وأدى تلوث مياه البحر إلى اتجاه سكان القطاع نحو إيجاد بدائل، مثل المنتجعات السياحية أو ما يعرف بـ"الشاليهات"، التي تضم أحواضا للسباحة، نظراً لصعوبة السباحة والتنزه في أوقات الإجازة الصيفية خلال الفترة من عام 2014 وحتى العام الماضي.
وفي أعقاب التفاهمات التي تلت مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بين الفصائل والاحتلال بوساطات عربية ودولية، تم إنشاء عدة مشاريع دولية تمثلت في محطات معالجة مركزية يتم بموجبها وقف ضخ مياه الصرف نحو البحر.
في الأثناء، يقول مستشار وكيل وزارة الحكم المحلي في غزة زهدي الغريز إنّ هناك تحسناً بنسبة 40% في ما يخص مياه شاطئ البحر مقارنة بالعام السابق، وبنسبة 50% في العام السابق عن العام الذي سبقه نتيجة لوقف الضخ باتجاه شاطئ بحر غزة.
ويوضح الغريز، لـ"العربي الجديد"، أن هناك 3 محطات مركزية، توجد الأولى في جباليا، شمال القطاع، وتعالج 42500 متر مكعب من مياه الصرف الصحي، ومحطة أخرى في البريج، وسط القطاع، تعالج 60 ألف متر مكعب، ومحطة جنوب القطاع تعالج 27 ألف متر مكعب.
ويبين مستشار وكيل وزارة الحكم المحلي أنّ قرابة 100 ألف كوب كانت تضخ يومياً في البحر بإجمالي 36 مليون كوب من مياه الصرف الصحي تضخ في شاطئ البحر، وهو ما تم إيقافه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ما انعكس إيجاباً على شاطئ البحر.
ويؤكد المتحدث ذاته أن هناك تطوراً ملحوظاً في انخفاض نسبة التلوث في شاطئ القطاع، "فلن يسمح خلال الفترة المقبلة بأي ضخ استثنائي تجاه البحر من أجل الحفاظ عليه خالياً من التلوث ودون تأثير على السكان وحياتهم".
ويشير إلى أن إجمالي عمليات الضخ التي تتم حالياً لا تتجاوز 3 آلاف متر مكعب، ولأسباب متعلقة بأعطال فنية ناتجة عن منع الاحتلال في بعض المرات إدخال مواد خاصة بمحطات المعالجة الخاصة بمياه الصرف الصحي.
وتنتشر المئات من الاستراحات والأكشاك على طول الشريط الساحلي للقطاع البالغ أكثر من 40 كيلومتراً، والذي يعتبر موسم الصيف مصدراً لدخل المئات من المتعطلين عن العمل والشبان من خلال المشاريع البسيطة، كالمشروبات ووجبات الطعام.
في موازاة ذلك، يؤكد مسؤول الإعلام في بلدية مدينة غزة حسني مهنا أن هناك تحسناً كبيراً وملحوظاً في معدل انخفاض التلوث، وهو ما انعكس بالإيجاب على إقبال المصطافين على شاطئ البحر من أجل التنزه وقضاء عطلة الصيف.
ويوضح مهنا، لـ"العربي الجديد"، أن مدينة غزة لا تقوم بضخ أي كميات من مياه الصرف الصحي خلال الفترة الأخيرة باتجاه شاطئ البحر في ظل وجود المضخات التي تعمل لتصريف مياه الصرف الصحي إلى محطة المعالجة.
ويتوقع مسؤول الإعلام في بلدية غزة أن يشهد بحر القطاع مزيداً من التحسن نتيجة للمشاريع التي تم تنفيذها خلال الفترة الأخيرة، من أجل تجويد الواقع البحري، إلى جانب المشاريع الأخرى التي تنفذ لتحسين الواجهة البحرية.