اليوم العالمي للاجئين.. حصيلة قياسية جراء الحروب والصراعات وأزمة المناخ

20 يونيو 2024
لاجئون فارون من القتال في دارفور، 20 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يُحتفل باليوم العالمي للاجئين لتسليط الضوء على التضامن معهم وتقدير عزيمتهم، مع التشديد على أهمية دعمهم وإيجاد حلول لمحنتهم بما في ذلك تسهيل عودتهم الآمنة واندماجهم في المجتمعات.
- أنطونيو غوتيريس يؤكد على المسؤولية الجماعية في دعم اللاجئين وحماية حقوقهم، مع الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت الاحتفال بهذا اليوم سنويًا في 20 يونيو/حزيران.
- زيادة عدد اللاجئين بنسبة 7% ليصل إلى 43.4 مليون شخص، مع التأكيد على تأثير تغير المناخ على النزوح القسري وضرورة التحرك العاجل لمواجهة التحديات الإنسانية ودعم اللاجئين عالميًا.

يحتفل العالم، الخميس، باليوم العالمي للاجئين الذي يأتي هذا العام في ظل استمرار الحروب والصراعات والعنف والانتهاكات الحقوقية التي يدفع ثمنها اللاجئون الهاربون من جحيمها بحثاً عن الأمان والحماية.

ويركّز اليوم العالمي للاجئين هذا العام على "التضامن" مع اللاجئين وتسليط الضوء على عزيمتهم وإنجازاتهم، والتأمل في التحديات التي يواجهونها في ظل اضطرارهم إلى الفرار وإيجاد الحلول لمحنتهم وإنهاء الصراعات حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان، وضمان حصولهم على الفرص للازدهار في المجتمعات التي رحبت بهم، وتزويد البلدان بالموارد التي تحتاجها لإدماج اللاجئين ودعمهم.

في اليوم العالمي للاجئين: دعوة للتضامن معهم

وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من خلال منشور له على "إكس"، الخميس بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الموافق لـ20 يونيو/حزيران سنويا، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000 تأكيده من جديد المسؤولية الجماعية للعالم في مساعدة اللاجئين والترحيب بهم، وفي دعم حقوقهم الإنسانية - بما في ذلك الحق في طلب اللجوء - وفي نهاية المطاف، في حل الصراعات حتى يتمكن أولئك الذين أجبروا على ترك مجتمعاتهم من العودة إلى ديارهم.

عدد اللاجئين حول العالم: 43.4 مليون شخص

وبلغة الأرقام، فقد ازداد عدد اللاجئين حول العالم بنسبة 7%، ليصل إلى 43.4 مليون شخصٍ خلال هذا العام. ويتضمن هذا العدد 31.6 مليون لاجئ وشخص في وضع شبيه بوضع اللاجئ، و5.8 ملايين شخصٍ آخرين بحاجة للحماية الدولية تحت ولاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فضلاً عن 6 ملايين لاجئ فلسطيني تحت ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا). وقد أصبح عدد اللاجئين أكثر بثلاثة أضعاف مما كان عليه قبل عقدٍ من الزمن، وفقاً لأحدث تقرير صدر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ووفقاً للمصدر نفسه، فقد استمر النزوح القسري بحسب تقديرات المفوضية في الازدياد على مدى الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، وبحلول نهاية إبريل/نيسان 2024، فإنه من المرجح أن يكون عدد النازحين قسراً قد تجاوز الـ120 مليوناً.

117,3 مليونا في عداد النازحين بحلول نهاية عام 2023

أما في نهاية عام 2023، فقد اضطر أكثر من 117.3 مليون شخصٍ حول العالم للفرار من ديارهم في نهاية عام 2023، وتمثل هذه الزيادة ارتفاعاً بنسبة 8% – أو ما مجموعه 8.8 ملايين شخص – مقارنة بنهاية عام 2022، كما أنها تعد استمراراً لسلسلة من الزيادات السنوية المتعاقبة على مدى السنوات الـ 12 الماضية.

وبحسب التقرير، أصبح 1.5% من سكان العالم بأسره الآن في عداد النازحين قسراً – أي واحدٌ من بين كل 69 شخصاً – ويقارب ذلك ضعف ما كان عليه عدد النازحين قسراً قبل عقد من الزمن، أي واحد من كل 125 شخصا.

النزوح القسري وتغير المناخ

وفقاً لتقرير المفوضية، يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم احتياجات الحماية والمخاطر التي يواجهها النازحون قسراً ويتسبب في نشوء حالات نزوح جديدة ومستمرة وطويلة الأمد. وفي نهاية عام 2023، كان نحو ثلاثة أرباع النازحين قسراً يعيشون في بلدان معرضة للمخاطر الناجمة عن المناخ بشكلٍ مرتفعٍ أو حاد. ونحو نصفهم كانوا يعيشون في بلدانٍ معرضة للصراعات.

وأفاد بأن الظواهر الجوية القاسية، مثل الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة، باتت أكثر تواتراً وشدةً، وقد أثرت في كثير من الأحيان على البلدان التي تعاني من صراعات جديدة أو قائمة، داعية إلى التحرك على نحوٍ عاجل للتكيف والوقاية بغرض معالجة الخسائر والأضرار، متوقعة أن تطاول تأثيرات تغير المناخ – بشكل متزايد وغير متكافئ – الدول والمجتمعات المعرضة للمخاطر الناجمة عن المناخ، بما في ذلك النازحون قسراً.

كم عدد اللاجئين الذين عادوا إلى ديارهم؟

عام 2023، قرر نحو 1.1 مليون لاجئ من 39 دولة العودة إلى ديارهم من 93 دولة كانوا قد لجأوا إليها. وقد شكل الأوكرانيون أو جنوب السودانيين أربعة أخماس العائدين. ومع ذلك، نظراً لأن معظم حالات العودة حدثت في سياقات لا تساعد تماماً على العودة بأمان وكرامة، فإنها قد لا تكون مستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، عاد 5.1 ملايين شخص من النازحين داخل بلدانهم إلى ديارهم الأصلية خلال العام. وكان نحو 62% من إجمالي النازحين العائدين داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية (1.8 مليون) وأوكرانيا (1.3 مليون).

وفقاً للبيانات الحكومية الرسمية التي أوردها تقرير المفوضية، جرت إعادة توطين 158,700 لاجئ في بلدان ثالثة عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 35% (40,000) مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في الأعداد، إلا أن هذا لا يمثل سوى 8% مما يقدر بنحو 2 مليون شخص على مستوى العالم حددتهم المفوضية على أنهم بحاجة إلى إعادة التوطين. وحصل 30,800 لاجئ على جنسية البلد المضيف لهم خلال العام وتم إدماجهم محلياً.

الصراع في السودان

اندلع الصراع في السودان في إبريل/نيسان 2023، ليضطر ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص للفرار من البلاد بحلول نهاية العام، مع استضافة البلدان المجاورة لكافة اللاجئين السودانيين تقريباً. واضطر 9.1 ملايين سوداني للفرار داخل البلاد، بما في ذلك أولئك النازحون بسبب الصراعات السابق. يوجد في السودان الآن أكبر عدد من السكان النازحين داخلياً جرى الإبلاغ عنه على الإطلاق.

وقبل الصراع كان السودان يستضيف أيضاً نحو مليون لاجئ، معظمهم من إريتريا وجنوب السودان وسورية. وأجبر العديد منهم على العودة إلى بلدانهم الأصلية قبل الأوان أو الانتقال إلى بلدان أخرى. ووفقاً للمفوضية، ما زال آلاف الأشخاص يضطرون للنزوح في السودان يومياً. وينتشر الجوع على نطاق واسع، حيث يواجه 20 مليون شخص (42% من مجموع السكان) مخاطر انعدام الأمن الغذائي الحاد.

أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني

أما في فلسطين فيأتي اليوم العالمي للاجئين، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر ضد الشعب، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

وبحسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، فقد تجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والشتات ستة ملايين. وجاء فيه "أكثر من ستة ملايين لاجئ مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في فلسطين والشتات، ويعانون اللجوء نتيجة تهجيرهم من أراضيهم قسرا إبان نكبة عام 1948".

المساهمون