اتهم ستة مختطفين يمنيين، الخميس، جماعة الحوثيين بارتكاب سلسلة انتهاكات وعمليات تعذيب طيلة فترة احتجازهم، قبل أن يتم الإفراج عنهم الأسبوع الماضي ضمن صفقة تبادل شملت 1056 أسيراً ومحتجزاً برعاية أممية.
وقال المختطفون، خالد النهاري، عبدالجليل الجرادي، محمد شهبين، عصام الزنداني، بكيل الخالدي وحايز حجيل، في جلسة استماع نظمتها المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين بمدينة مأرب، شرقي اليمن، إنهم تعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي منذ اللحظات الأولى لاختطافهم وفي السجون الحوثية، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية.
وذكر المختطفون، أن صور التعذيب التي طاولتهم، تنوعت بين التعليق والضرب بالعصي والأيادي والركل أثناء جلسة التحقيق الواحدة، التي تستمر لعدة أيام دون نوم أو أكل أو شرب، حيث تتركز عمليات الضرب على الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري والمفاصل وعظام الأيدي والأرجل.
ووفق الشهادات، تسبب التعذيب الحوثي بإعاقات وانزلاقات وكسور، كما كان يتم سجنهم في غرف مظلمة لعدة أشهر ثم إخراجهم إلى غرف إضاءتها قوية جداً، ما أثر على أعصابهم ونظرهم، فضلاً عن وضعهم في زنازين بشكل جماعي بعد جلسات التعذيب لا تتسع لشخص واحد ويوضع فيها ثلاثة إلى أربعة مختطفين.
واتهم المختطفون، جماعة الحوثيين بممارسة تعذيب نفسي خلال فترة الاحتجاز، ابتداءً بالترهيب والسباب والتهديد بالقتل والتصفية، وتهديدهم بإحضار أطفالهم وأمهاتهم وزوجاتهم لتعذيبهم أمامهم لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، إلى جانب حرمانهم من النوم والأكل والشرب واعطائهم مياهاً ملوثة في السجون.
ووفق الشهادات، كانت جماعة الحوثيين تحرم المحتجزين من استخدام المراحيض إلا مرة واحدة في اليوم، والاغتسال مرة في الأسبوع، وإخفائهم قسرياً لسنوات عن أسرهم، ومنع زيارات أسرهم، وإذا تم السماح بالزيارة فلا يتعدى ذلك 5 دقائق بعد أشهر من الحرمان.
كما اتهم المختطفون الستة، القيادات الأمنية الحوثية المشرفة على السجون، بنهب التحويلات النقدية التي كانت تصل إليهم من أسرهم، حيث كانوا يضغطون عليهم للاتصال بأهاليهم لإرسال الأموال لشراء أدوية وأكل نظيف، لكنهم يقومون بالسطو عليها.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الاتهامات، كما لم يصدر أي تعليق فوري من جماعة الحوثيين أو لجنة شؤون الأسرى التابعة لها حيال ما أورده المختطفون الستة الموالون للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
والجمعة الماضية، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نجاح المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى والمعتقلين وذلك بالإفراج عن 1056 يمنياً من سجون الحوثيين والقوات الحكومية، عبر 11 رحلة جوية بين مطارات صنعاء وسيئون وعدن داخل اليمن وأبها والرياض في السعودية.