عندما هرع الأفغان الذين تجاوز عددهم 100 ألف شخص إلى متن رحلات الإجلاء في أغسطس/آب 2021 بعد استيلاء طالبان على السلطة، كانت المحطة الأولى لهم هي القواعد العسكرية الأميركية في الخارج. بدأت رحلتهم من خلال إجراء فحوصات أمنية أولية، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية لاحقاً أرسلت العديد منهم برفقة شركائهم وأطفالهم إلى معسكر بوندستيل في كوسوفو بعد أن تم وضع علامة عليهم لإجراء فحص إضافي أثناء عملية التدقيق الأمني، والتي تضمنت مقابلات وفحص بيانات.
هذه الفحوصات الأولية، التي كان يُفترض أن تكون سريعة، تحولت إلى محطة طويلة من الانتظار استمرت إلى هذه اللحظة.
أما الآن، فإن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات لإرسالهم إلى دولة سورينام الصغيرة في أميركا الجنوبية، حيث لم يستطيعوا تلبية متطلبات الدخول للولايات المتحدة، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة.
في السياق، أكد سفير سورينام لدى الولايات المتحدة أن المحادثات مع واشنطن لا تزال في مرحلة أولية، وأن البلاد تدرس ما إذا كانت ستمضي قدماً في هذه الخطوة. وأضاف السفير مارتين شالكويك "نحن ندرس الأمر"، مضيفاً أن بلاده ستعين فريقاً للتعامل مع الملف إذا لزم الأمر.
أما وزارة الخارجية، فرفضت التعليق على أي محادثات مع سورينام بشأن استقبال الأفغان. وبينما التقى رئيس سورينام بوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الخميس، أبلغت مجموعة الأفغان المحتجزين في كوسوفو الولايات المتحدة أن لديها مخاوف بشأن خطة إرسالهم إلى سورينام بسبب مستويات الجريمة في البلاد وانخفاض الإنتاج الاقتصادي، وفقًا للعديد منهم تحدثوا إلى "وول ستريت جورنال".
كما أضاف آخرون للصحيفة أن 16 حالة في المجمل مُنعت من الدخول منذ إجلائهم من أفغانستان، وقد اختار ستة منهم الانتقال إلى دبي حيث كانت لهم علاقات سابقة، أو العودة إلى أفغانستان.
من بين أفراد الأسرة المتبقين في المخيم، امرأة أميركية متزوجة من رجل أفغاني وأطفالهما الثلاثة، ومن المقرر أن تلد في الأسابيع المقبلة، لكنها رفضت حتى الآن الجهود المبذولة للانتقال إلى الولايات المتحدة من أجل الولادة، بعد أن مُنع زوجها، وهو رجل أعمال أفغاني، من دخول الولايات المتحدة.
كما أن كوسوفو ليست الدولة الوحيدة التي احتُجز فيها الأفغان منذ إجلائهم على متن طائرات عسكرية أميركية العام الماضي، إذ إن هناك عدة آلاف ينتظرون النتائج فيما يتعلق بقضايا الهجرة الخاصة بهم في الإمارات العربية المتحدة، ومئات آخرون منتشرون في جميع أنحاء جنوب شرقي أوروبا.