الهجرة التركية: حدودنا مفتوحة للجميع ولا نطرد اللاجئين أو نتاجر بهم

17 مارس 2021
رئيس دائرة الموائمة الاجتماعية بمديرية الهجرة كادي أوغلو (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد مدير إدارة الهجرة التركية، سواش أونلو، الأربعاء، أن بلاده تستضيف نحو 6 ملايين من الفارين من الحروب في بلادهم، ومنهم نحو 3.6 ملايين سوري، وأنها قررت فتحت حدودها لاستيعاب موجات التهجير التي يشهدها العالم، خاصة خلال العقد الأخير الذي اقترن بثورات الربيع العربي.

وعقدت إدارة الهجرة التركية، الأربعاء، لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، بمشاركة مسؤوليها في المحافظات التركية، ضمن مشروع "الدعم التقني لزيادة الوعي المجتمعي بمواضيع الهجرة والحماية الدولية"، والذي يتم بتمويل مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي والجمهورية التركية.

واعتبر مدير الهجرة التركية أن جغرافية بلاده المجاورة للمناطق الساخنة، والإرث التركي في حسن معاملة الضيوف، فضلاً عن القوانين، زادت من استقبال بلاده للاجئين والمهجرين، كما جعل منها منطقة عبور إلى الدول الأوروبية، كما تطرق إلى الخدمات التي تقدمها لهم في مجالات التعليم، والصحة، وتسهيل الاندماج في المجتمع التركي، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاون مع تركيا، عبر إيقاف الحروب، وإنهاء أسباب تهجير الشعوب.

وأوضح مساعده، غوكتشة أوك، أن لدى بلاده "خريطة طريق تحددها القوانين، والمعاملة الإنسانية، إذ يمكن أحياناً تغليب الحالات الإنسانية على القانون، والضمير الإنساني هو المعيار الأهم، ولن تكون تركيا يوماً كالبلدان التي تتاجر باللاجئين، أو تسيء لهم، أو تعرضهم للمخاطر عبر البحار والحدود".

صدر قانون الحماية المؤقتة التركي في عام 2013، وبدأ تطبيقه في أبريل/نيسان 2014

وأضاف أن الأرقام الدولية تؤكد أن "272 مليون إنسان تركوا بلادهم، و80 مليون منهم هاجروا عنوة، منهم 26 مليوناً فقط احتسبوا لاجئين. تركيا تمنح صفة اللاجئ للقادمين من دول الاتحاد الأوروبي، والقادمين من البلدان الأخرى، ويتم تحديد نوع إقاماتهم، سواء إقامة وفق قانون الحماية الدولية، أو إقامة مؤقتة، أو إقامات سياحية، وإنسانية، أو للدراسة، لمن يدخل بجواز سفر، ويتقدم للحصول على إقامة".

وأشار إلى "ضرورة معرفة الفارق بين اللاجئ والمقيم وفق قانون الحماية المؤقتة الصادر عام 2013، والذي بدأ تطبيقه في إبريل/ نيسان 2014، فالسوريون مثلاً ليسوا لاجئين في تركيا"، داعياً إلى ضرورة التعاون الدولي ضد من سماهم" الأيادي الدموية" التي تهجر مواطنيها، والسعي إلى حل مشكلات الفقر والفساد والجهل، لأنها من أهم أسباب الهجرة بعد الحروب.
وقال رئيس دائرة التواصل والمواءمة الاجتماعية بمديرية الهجرة، آيدن كسكين كادي أوغلو، إن "مطالبة الضيوف وحدهم بالانسجام فيها إجحاف، إذ على المضيف أيضاً أن يتفهم خصوصية الضيوف، كما على اللاجئين تفهم قوانين وعادات تركيا، ونحن لا نسميه (اندماجاً) لأن هذا المصطلح له أبعاد سياسية".

وأوضح أوغلو أنه "يتم دعم اللاجئين عبر خدمات وتسهيلات بالمشاركة مع رجال الدين والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية، لمعرفة كل ما يمكن القيام به لدعم التكيف والانخراط في المجتمع التركي، فضلاً عمّا تنشره وسائل الإعلام، واستطلاعات الرأي للوقوف على حقيقة معاناة اللاجئين والضيوف، ولدى المديرية موقع متخصص لإعطاء المعلومات الدقيقة، إذ ثمة خلط في بعض المصطلحات، وسوء فهم للإجراءات".
وقال رئيس دائرة الحماية الدولية، هارون باشيبوك، خلال اللقاء الذي جمع نحو 250 إعلامياً، إن بلاده تعتمد مبدأ "حفظ الكرامة الإنسانية من دون النظر إلى دين اللاجئ، أو قوميته أو غيرها، فاللجوء يطاول القادمين من أوروبا كما القادمين من الشرق الأوسط، وقوانين الحماية يتمتع بها الجميع، وكل من لا يحصل على الحماية والحقوق له الحق في اللجوء إلى القضاء للحصول على صفة الحماية، أو الحصول على إذن عمل يتم تقديمه عبر رب العمل".
واستعرضت مسؤولة الاتصال المؤسسي، سيفدا يلماظ، ما تقدمه المديرية من خدمات ومنشورات مطبوعة، مع التركيز على الأفلام الوثائقية التي تهدف إلى التوعية، وإظهار نجاح الضيوف واللاجئين، وسرعة التكيف ضمن المجتمع.

المساهمون