استمع إلى الملخص
- **دور النقاط الطبية الميدانية في تخفيف معاناة النازحين**: افتتحت المؤسسات المحلية والدولية نقاط طبية ميدانية لتقديم الرعاية الصحية للنازحين، تشمل خدمات الطب العام، وطب الأطفال، وعيادة النساء والولادة، والباطنة، والمختبر والصيدلية، وخدمات التمريض، وإدارة الحالة، والخدمات النفسية والاجتماعية.
- **التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع الصحي في غزة**: يواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة مثل الانقسام والحصار المالي وندرة الموارد البشرية، وتفاقمت هذه التحديات خلال العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المستشفيات والمراكز الصحية وأغلق المعابر ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
تشهد مخيمات ومناطق النزوح في قطاع غزة افتتاح عدد من النقاط الطبية الميدانية المؤقتة للتعامل مع الأزمات الصحية للفلسطينيين، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها، الذي تسبب بانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. ويتسبب العدوان بتأثيرات قاسية على مختلف نواحي الحياة المنهكة أصلاً جراء التبعات السلبية للحصار الإسرائيلي، وفي مقدمتها التأثيرات الكارثية في القطاع الصحي، عبر الاستهداف المباشر للطواقم الطبية واستشهاد 885 منهم، وإخراج 34 مستشفى، و68 مركزاً صحياً عن الخدمة، إلى جانب استهداف 162 منشأة صحية، و131 سيارة إسعاف.
ودفع تواصل العدوان المتزامن مع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الأدوية والمستهلكات الطبية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مجموعة من المؤسسات المحلية والدولية إلى افتتاح نقاط طبية ميدانية في أماكن تجمعات النازحين، في مسعى للتخفيف من معاناتهم، والاستجابة لاحتياجاتهم الطبية والعلاجية وفق الإمكانات المتاحة، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع الأمنية، والاقتصادية، وعدم قدرتهم على التحرك والوصول إلى المستشفيات المحدودة بسبب الأزمة الخانقة في النقل والمواصلات.
النقاط الطبية تدعم النازحين في غزة
وتقول الفلسطينية بسمة وادي، النازحة برفقة أسرتها من حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع إنها عرضت طفلها محمد (5 سنوات) على أطباء إحدى النقاط الطبية القريبة من خيمة أسرتها، بعد معاناته على مدار أيام من الاستفراغ المتواصل، والآلام الشديدة في المعدة، حيث تلقى طفلها العلاج اللازم، فيما لم تتمكن من توفير العلاج المطلوب، واستبدلته بأصناف أخرى تؤدي الفاعلية المطلوبة، في ظل النقص الحاد في الأدوية الضرورية والحاجة إلى استبدالها بما هو متوافر في النقاط الطبية من المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين.
وتشير وادي في حديث مع "العربي الجديد" إلى الإرهاق الشديد الذي كانت تواجهه على مدار شهور النزوح بفعل بُعد أماكن المستشفيات والازدحام الشديد في الشوارع، إلى جانب عدم معرفتها بالمناطق التي لم يسبق لها العيش فيها أو زيارتها وعدم توافر المواصلات، "إلا أن افتتاح نقطة طبية قريبة خفف من صعوبة الوصول إلى الأطباء".
وتوافر النقاط الطبية في أوقات الأزمات والأوقات غير الطبيعية من شأنه التقليل من حدة الأزمة، والتخفيف من آلام النازحين وأوجاعهم، على الرغم من ضعف الإمكانات، وعدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة بفعل الإغلاق الإسرائيلي التام للمعابر، ومنع دخولها.
وافتتحت جمعية العودة الصحية والمجتمعية ومؤسسات صحية أخرى محلية ودولية مجموعة من المراكز الصحية الميدانية في محافظات قطاع غزة المختلفة، التي تقدم خدمات طبية متنوعة لتوفير عيادة الطب العام، وطب الأطفال، وعيادة النساء والولادة، والباطنة، والمختبر والصيدلية وخدمات التمريض، كذلك خدمات إدارة الحالة، والخدمات النفسية والاجتماعية.
ويتحدث المدير العام للجمعية رأفت المجدلاوي لـ"العربي الجديد" عن أنّ منظومة الرعاية الأولية في قطاع غزة تتمثل بثلاثة مكونات أساسية، هي: وزارة الصحة، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، والقطاع الأهلي، مبيناً أن المكونات الثلاثة كانت تضم قبل العدوان 158 مركز رعاية أولية، منها 80 – 90 مركزاً فعالاً، والباقي متعطل بسبب الحصار الإسرائيلي وعدم توافر الموارد والإمكانات والأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية، فيما تعرّض معظم مراكز الرعاية الأولية للاستهداف منذ بدء العدوان، وتدميرها أو إغلاقها أو تعطيلها.
ويلفت المجدلاوي إلى أن جمعية العودة كانت تمتلك قبل العدوان مستشفى في جباليا ومستشفى في النصيرات، إضافة إلى ستة مراكز رعاية أولية منتشرة في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومدينة غزة وخان يونس ورفح، علاوة على ثمانية مراكز للحماية المجتمعية، الخاصة بالدعم النفسي وإدارة الحالة داخل مختلف المرافق الصحية التابعة للجمعية.
وبعد تدمير الاحتلال لمراكز الرعاية الأولية خلال العدوان، بدأت الجمعية بإنشاء نقطة طبية في مدينة خانيونس جنوبيّ القطاع، وأخرى في مدينة دير البلح وسط القطاع، إلى جانب ترميم وتفعيل مركزي بيت لاهيا وجباليا شماليّ قطاع غزة، إلى جانب مركز حماية في جامعة الأقصى وثلاث عيادات متنقلة في جباليا ودير البلح والنصيرات وخانيونس. ويشير المجدلاوي إلى أن إنشاء وترميم النقاط الطبية خلال العدوان الذي يستهدف مختلف مكونات القطاع الصحي يأتي انطلاقاً من الالتزام الأخلاقي والمهني المتمثل بحق وصول وحصول الفئات الأكثر هشاشة على الخدمات الصحية، بشكل مجاني أو شبه مجاني، كذلك تشتمل كل نقطة طبية على أربع خدمات طبية أساسية، وهي الاستقبال والطوارئ، والنساء والولادة، والباطنة والأطفال، إلى جانب وجود مختبر وصيدلية، وموظف لإدارة السجل الطبي.
ويلفت المجدلاوي إلى مجموعة من التحديات والمعوّقات التي كانت تواجه القطاع الصحي، ومنظومة الرعاية الأولية، قبل الحرب ومنها الانقسام والحصار المالي وندرة الموارد البشرية والإمكانات، كذلك تفاقمت تلك التحديات خلال العدوان جراء استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وإغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية والأجهزة والمستهلكات الطبية والكهرباء والوقود، ما تسبب بحصول اعتلال واختلال في منظومة الصحة العامة وظهور العديد من الأمراض التي كانت مختفية من قطاع غزة.