النساء الأفغانيات قلقات إزاء فرض "طالبان" قيوداً على العمل والتعليم

20 سبتمبر 2021
أفغانيات يحملن لافتات في احتجاج من أجل التعليم (Getty)
+ الخط -

يتصاعد القلق بين الأفغانيات المتعلمات اللواتي يخشين من مستقبل غير واضح المعالم، بعدما أغلقت حكومة "طالبان" الجديدة أمام ملايين النساء والفتيات أبواب العمل أو التعليم، معتبرة أنها بحاجة لمزيد من الوقت للسماح لهن بذلك.

ورغم تأكيدها أنها ستحكم بشكل أكثر اعتدالا مقارنة بفترة حكمها للبلاد بين العامين 1996 و2001، تفرض الحركة قيودا مشددة على حرية النساء بعد شهر من استيلائها على مقاليد الحكم.

وقالت امرأة طُردت من عملها بعدما كانت تتولى منصبا رفيع المستوى في وزارة الخارجية "وكأنني بحكم الميتة".

وأوضحت لوكالة فرانس برس، قائلة: "كنت مسؤولة عن قسم بكامله وكانت الكثير من النساء يعملن معي ... الآن خسرنا جميعا وظائفنا". وطلبت عدم الكشف عن هويتها خشية من رد انتقامي.

وفيما لم يعلن حكام البلاد الجدد رسميا وبوضوح عن سياسات تحظر عمل المرأة، إلا أن قواعد يطبقها مسؤولون بشكل مستقل ترقى إلى إقصائهن من العمل.

وجاء ذلك بعدما أمرت وزارة التعليم، نهاية الأسبوع الماضي، المدرسين والطلاب الذكور بالعودة إلى المدارس الثانوية من دون أن تأتي على ذكر ملايين المعلمات والتلميذات.

وألغت حكومة "طالبان"، وجميع أعضائها من الرجال، الجمعة، على ما يبدو، وزارة شؤون المرأة التابعة للحكومة السابقة واستبدلتها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في خطوة تذكر بتشددها خلال فترة حكمها الأولى.

وتخشى الكثير من الأفغانيات من عدم الحصول على وظائف ذات أهمية.

الإثنين، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى كابول لإجراء محادثات مع قيادة "طالبان"، في وقت ترزح فيه المنظومة الصحية الضعيفة أصلا تحت عبء تعليق المساعدات الإنسانية.

ورغم أن النساء الأفغانيات ما زلن مهمشات، إلّا أنهن اكتسبن حقوقا أساسية طوال العشرين عاما الماضية خصوصا في المدن، حيث أصبحن برلمانيات وقاضيات وقائدات طائرات وضابطات شرطة.

ودخلت مئات آلاف النساء إلى سوق العمل، غالبا بدافع الضرورة، بعدما أصبحت الكثيرات منهن أرامل أو يعولن على أزواج معوقين بعد نزاع دام لعقدين.

لكن منذ عودتها إلى السلطة في 15 آب/أغسطس، لم تظهر "طالبان" أي نية لضمان تلك الحقوق.

متى سيحدث ذلك؟

وعند سؤالهم بإلحاح، يقول مسؤولو طالبان إن النساء أُمرن بالبقاء في المنزل حفاظا على سلامتهن، ولكن سيُسمح لهن بالعودة إلى العمل بمجرد ضمان إمكان الفصل بين الجنسين.

وتساءلت معلمة، الإثنين: "متى سيحدث ذلك؟".

وأضافت "هذا الأمر حصل في المرة السابقة. ظلوا يقولون إنهم سيسمحون لنا بالعودة إلى العمل، لكن ذلك لم يحصل مطلقا".

وعبرت نساء في كابول عن شكوكهن.

وقالت محامية في المحكمة العليا لوكالة فرانس برس، إن "طالبان أبلغتنا بعدم المجيء إلى العمل وانتظار إعلانها الثاني. لكن يبدو أنها لا تريد أن تعود النساء إلى العمل".

وتخشى زميلة لها من أنه بسبب عملها السابق مدعية في محاكمات عناصر "طالبان"، لن يُسمح لها بالعمل مجددا، غير أنها لاحظت بعض التغييرات في النظام.

وأضافت "ليسوا كالسابق، لكن لا نعلم ما إذا كان هذا سيستمر. في السابق لم يُسمح لنا بالخروج من دون محرم، اليوم يمكن أن نأتي بمفردنا".

خلال فترة الحكم الأولى لـ"طالبان" من 1996 إلى 2001، استُبعدت النساء إلى حد كبير من الحياة العامة ولم يكن قادرات على مغادرة منازلهن إلا مع ولي أمر.

الجمعة، في كابول، شوهد عمال يضعون لافتة تحمل عبارة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مبنى وزارة شؤون المرأة بالعاصمة.

في فترة حكمها السابقة عرف وكلاء وزراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجلد النساء اللواتي يمشين بمفردهن.

كذلك هم مسؤولون عن احترام مواعيد الصلاة وحظر حلق اللحى.

وقالت سيدة أعمال إن متجرها في كابول الذي يبيع ملابس غربية الطراز أُغلق فور سيطرة "طالبان". وأكدت السيدة البالغة من العمر 34 عاما، "أبلغونا بأنه لا يجب أن تعمل النساء في متاجر أو أن يدرن أعمالاً تجارية".

 قلق بالغ

تقدمت النساء العديد من الاحتجاجات الصغيرة والمحدودة، لكن "طالبان" خنقت الأصوات المعارضة وفرقت احتجاجات بإطلاق النار وأصدرت تعليمات جديدة متعلقة بالتظاهر.

ولم يرد أي من مسؤولي النظام الجديد، الإثنين، على طلبات من فرانس برس للتعليق.

في هرات، شدد مسؤول في قطاع التعليم على أن مسألة عودة التلميذات والمعلمات إلى المدارس مسألة وقت وليست سياسة.

وقال شهاب الدين ثاقب، لوكالة فرانس برس: "من غير الوضح تماما متى سيحصل ذلك: غدا أو الأسبوع القادم أو الشهر القادم، لا نعلم".

حضرت الطفلة مروة، البالغة من العمر 10 سنوات، حصصها الدراسية، الإثنين، لكن شقيقتها التي تكبرها بست سنوات أجبرت على لزوم المنزل.

وقالت "أريد من الحكومة الجديدة أن تعيد فتح مدرستها. هذا ما أطلبه من طالبان".

وعبرت الأمم المتحدة عن "قلق بالغ" إزاء مستقبل تعليم الفتيات في أفغانستان.

(فرانس برس)

 

المساهمون