كشفت مصادر عراقية، اليوم السبت، قرب إعادة أكثر من 150 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري الواقع تحت إدارة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، شمالي العراق.
وجاءت هذه الخطوة بعد تأكيد الحكومة العراقية مضيها في مهمة تفكيك مخيم الهول السوري الواقع على بعد 13 كيلومتراً عن حدودها الدولية من جهة محافظة نينوى، واصفة المخيم بأنه "قنبلة موقوتة"، وأنه يساعد على التطرف. كما دعت الدول الأخرى إلى العمل على تسلم رعاياها بأسرع وقت ممكن.
نقل 1000 شخص من مخيم الهول إلى العراق
وقال مسؤول في قيادة العمليات المشتركة العراقية، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "اللجنة الأمنية العراقية الخاصة أنهت تدقيق السجلات الأمنية لأكثر من 150 عائلة موجودة في مخيم الهول السوري، من أجل نقلهم على دفعات إلى مخيم الجدعة في مدينة الموصل هذا الأسبوع"، مبيناً أن "اللجنة الأمنية العراقية ما زالت في مخيم الهول السوري، من أجل التدقيق الأمني للعائلات المتبقية لغرض نقلها في الأيام المقبلة، بعد انتهاء مرحلة التدقيق، وكذلك هناك عمليات تجري داخل المخيم لمعرفة العدد الحقيقي للعوائل العراقية الموجودة داخل المخيم".
وأضاف أن "العائلات المؤمل نقلها إلى العراق هذا الأسبوع يقدر عددها بـ 1000 شخص، معظمهم من النساء والشبان، ولهذا فإن عملية النقل ستكون وفق مرحلتين، خشية من أي خروقات أمنية قد تحدث أثناء عملية النقل، رغم اتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة في هذه العملية".
من جهته، توقع النائب عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، في تصريح صحافي، اليوم السبت، "نقل الـ 150 عائلة في الأيام القليلة المقبلة"، مؤكداً أن "العائلات سيتم تدقيقها أمنياً فور دخولها إلى نينوى عبر منفذ ربيعة الحدودي، وسيتم نقلها بحراسة مشددة إلى مخيم الجدعة".
وفي الأشهر الماضية، عقد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، سلسلة لقاءات مع سفراء دول أجنبية وعربية في بغداد، حثهم فيها على ضرورة استعادة رعاياهم من داخل المخيم الذي وصفه بأنه بات "خطراً على المنطقة"، كما وصف الأعرجي المخيم بأنه "قنبلة موقوتة، نعمل على تفكيكها"، مشيراً إلى أن من بين الموجودين في المخيم "أكثر من 20 ألف شخص دون سن 18 عاماً".
ويضم مخيم الهول نحو 7 آلاف عائلة عراقية، إضافة إلى ما يقارب هذا العدد من السوريين، وأكثر من 10 آلاف من نحو 20 جنسية مختلفة، وهذا المخيم يبعد عن الحدود العراقية – السورية نحو 13 كيلومتراً فقط.
وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها في العراق، إذ وجّهت اتهامات إلى تلك العائلات بالارتباط بتنظيم "داعش"، ولا تُعَدّ العائلات التي تُعاد من مخيم الهول، جميعها من العائلات المحسوبة على ما يعرف في العراق بـ"عوائل داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هناك منها عائلات نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.