أطلقت المنظمة الدولية للهجرة أوّل نداء سنوي عالمي لها، اليوم الاثنين، لجمع 7.9 مليارات دولار أميركي في عام 2024 الجاري، من أجل التعامل مع النزوح السكاني المتزايد بكلّ أشكاله.
وقالت المديرة العامة لهذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، إنّ التمويل ضرورة من أجل "إنقاذ الأرواح، وحماية الأشخاص الذين ينزحون، وإيجاد حلول للنزوح، وتسهيل ممرّات آمنة لهجرة نظامية".
وبيّنت بوب، التي تولّت منصبها في أكتوبر/تشرين الأول 2023 لتصير المرأة الأولى على رأس المنظمة الدولية للهجرة، أنّ "الهجرة غير النظامية والقسرية وصلتا إلى مستويات غير مسبوقة، والتحديات التي نواجهها تزداد تعقيداً".
أضافت المسؤولة الأممية أنّ "الأدلة دامغة على أنّ الهجرة، عندما تُدار بطريقة جيّدة، تكون مساهمةً رئيسيةً في الرخاء والتطوّر العالميَّين". وأكدت: "نحن في لحظة حرجة، وقد أطلقنا هذا النداء للمساعدة في الوفاء بوعدنا".
وشدّدت بوب على أنّ "في إمكاننا بذل جهد أكبر ويتوجّب علينا ذلك".
Our world is Our Home. #ActToday and let us continue making a better world for all.
— IOM - UN Migration 🇺🇳 (@UNmigration) January 22, 2024
Today, we launched our Global Appeal: https://t.co/eqV9qNqd8i
Donate: https://t.co/AY1J7S0rLM pic.twitter.com/sty0vTU6ra
المنظمة الدولية للهجرة: 117 مليون نازح مع نهاية 2023
وتسعى المنظمة الدولية للهجرة، التي تتّخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرّاً لها، إلى الحصول على تمويل من الحكومات وشركات القطاع الخاص والمانحين الأفراد، وفقاً لما جاء في ندائها.
وأفادت المنظمة، في تقرير مرفق بنداء اليوم، بأنّ إطلاق جهود التمويل يأتي في وقت بلغ فيه عدد الأشخاص الذين أُجبروا على النزوح 117 مليوناً بحلول نهاية عام 2023، بما في ذلك رقم قياسي بلغ 71 مليون نازح قسري داخلياً.
وصارت الهجرة غير النظامية واللجوء من القضايا السياسية الشائكة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى، في العقد الماضي، إذ يغامر مزيد من المهاجرين ويخوضون رحلات خطرة، خصوصاً عبر البحر الأبيض المتوسط وعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
يُذكر أنّ المنظمة الدولية للهجرة تهدف إلى الحصول على 2.7 مليار دولار لوضع حدّ للنزوح القسري، بما في ذلك النزوح الناتج عن تغيّر المناخ. فقد تسبّبت تداعيات تغيّر المناخ والصراعات والأزمات الاقتصادية في ترك ملايين الأشخاص حول العالم لمنازلهم.
المنظمة الدولية للهجرة: المهاجرون يموتون ويُستغلّون
وتأمل المنظمة الدولية للهجرة أن تحصل على التمويل المطلوب من الجهات المانحة الفردية وكذلك القطاع الخاص والحكومات. ويأتي ذلك ضمن خطة استراتيجية تحت إشراف مديرتها العامة. وتهدف الخطة إلى إفادة 140 مليون شخص من المهاجرين أو المجتمعات التي تستقبلهم.
لكنّ نداء المنظمة الدولية للهجرة السنوي يأتي في وقت تحجّم حكومات مانحة كبرى موازناتها، أو تعمل على تخفيض النفقات الخاصة بالمساعدات.
في سياق متصل، ندّد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بما أسماه "أزمة تمويل حادة ومشؤومة". وقال غريفيث إنّ النداء الذي كان قد أطلقه لجمع 57 مليار دولار في عام 2023 لم يحقّق إلا ثلث المبلغ المطلوب، الأمر الذي تسبّب في أسوأ عجز في التمويل منذ سنوات، وهو بالتالي يسعى إلى الحصول على 46 مليار دولار في عام 2024.
The evidence is overwhelming that migration, when well-managed, is a major contributor to global prosperity and progress.
— Amy Pope (@IOMchief) January 22, 2024
Getting the job done requires greater investment from governments, the private sector, individual donors and other partners.
➡️ https://t.co/1pZddnqyOs https://t.co/qV1QiFawWp
وفي حديثها أمام الصحافيين، اليوم الاثنين، قالت بوب إنّه يتوجّب على الوكالات الإغاثية، المنظمة الدولية للهجرة مثالاً، أن تخطّط للهجرة المستقبلية بدلاً من مجرّد التعامل مع موجاتها عند حدوثها. وأوضحت أنّ "الأدلة التي لدينا تظهر أنّ مجرّد ردّ الفعل يعني أنّ مزيداً من الناس سوف يموتون ويتعرّضون للاستغلال في أثناء هجرتهم. وسوف يسمح لنا هذا النداء بإنقاذ مزيد من الأرواح والعمل معاً بمسؤولية كبرى".
وبحسب بيانات المنظمة، فإنّ نحو 281 مليون مهاجر دولي، من عمّال يدويين إلى أصحاب وظائف إدارية، يساهمون في نحو 10 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي.
ويقدّر مشروع "المهاجرون المفقودون" الذي يأتي تحت مظلة المنظمة الدولية للهجرة أنّ نحو 60 ألف شخص لقوا حتفهم أو اختفوا في أثناء رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر في السنوات التسع الماضية، مثل العبور من شمال أفريقيا (ليبيا خصوصاً) عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)