المنظمات العالمية تتضافر لمواجهة مخاطر صحية قد تنشأ في المستقبل

17 أكتوبر 2022
منظمة الصحة العالمية: ثلاثة أرباع الأمراض المعدية الناشئة مصدرها الحيوان (Getty)
+ الخط -

أصدرت المنظمات العالمية لصحة الإنسان والحيوان والغذاء والبيئة أول خطة عمل مشتركة لها، الاثنين، تهدف إلى رصد أي وباء محتمل في المستقبل ومواجهته.

وبعد جائحة كوفيد 19 التي أرخت بثقلها عليها، ضمت الوكالات الأربع جهودها لمكافحة المخاطر الصحية الناشئة من خلال استهداف الروابط بين تدهور النظم البيئية وقصور النظام الغذائي والأمراض المعدية ومقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.

وقالت الوكالات الأربع إن المبادرة التي أطلق عليها اسم "خطة العمل المشتركة لصحة واحدة"، "تهدف إلى إنشاء إطار عمل لحصول تكامل في الأنظمة والقدرات حتى نتمكن بشكل جماعي من الوقاية من التهديدات الصحية وتوقعها ورصدها والاستجابة لها بطريقة أفضل"، مضيفة "تسعى هذه المبادرة لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة".

تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد سكان الأرض إلى ثمانية مليارات نسمة في 2023

وأطلقت هذه الخطة ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، هي منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، إضافة المنظمة العالمية لصحة الحيوان.

ويؤمل من الخطة الخماسية (2022-2026)، أن تعزز التعاون والقدرات والتنسيق، والذي من شأنه أن "يقوي دفاعات العالم ضد أوبئة وجائحات مثل كوفيد-19"، حسبما ذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس.

جدير بالذكر أن ثلاثة أرباع الأمراض المعدية الناشئة مصدرها الحيوان، وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية لدى الإعلان عن الشراكة في أيار/مايو 2021.

وتركز الخطة على توسيع القدرات في مجال الأوبئة الحيوانية المنشأ والمتكررة، والأمراض الحيوانية المنشأ المتوطنة، وأمراض المناطق المدارية المهملة، والأمراض المنقولة بواسطة النواقل، ومخاطر سلامة الغذاء، ومقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية إضافة إلى تركيزها على البيئة.

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن "كل شخص له الحق في بيئة نظيفة وصحية التي هي أساس كل حياة على الأرض"، مضيفة "يوضح الوباء الحالي بشكل لا لبس فيه أن تدهور الطبيعة يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية في جميع المجالات".

وبحسب الخطة، فإن التنمية الاقتصادية كثيرا ما جاءت على حساب الأنظمة البيئية وبيئة صحية ورفاه الحيوان، كما كشفت الجائحة عن "نقاط ضعف على المستويات كلها".

وفيما تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد سكان الأرض إلى ثمانية مليارات نسمة في 2023، فإن تلك الضغوط على الأنظمة الطبيعية "هائلة" ويُتوقع أن تتزايد.

كما أشارت الخطة إلى أن وتيرة ظهور أوبئة مستقبلية "ستزداد وتنتشر بسرعة أكبر وتلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي وتقتل عددا أكبر من الأشخاص مقارنة بكوفيد-19، ما لم يحدث تغيير تحولي في النهج العالمي لعلاقتنا بالبيئة وكيفية التصدي لظهور الأمراض وتداعياتها وانتشارها".

وتأمل الوكالات الأربع بأن تتمكن الخطة من معالجة المسببات الأساسية لظهور الأمراض واعتلال الصحة وتحسين الوقاية من الأمراض والاستعداد لها وتخفيف آثار المخاطر والتهديدات الصحية، مؤكدة أن "الهدف هو بناء أنظمة صحية وغذائية مستدامة والحد من التهديدات الصحية العالمية وتحسين إدارة النظم البيئية".

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة كو دونغيو "ينبغي أن تبدأ مبادرة الصحة الواحدة بإدارة جيدة للأراضي ووقف قطع أشجار الغابات".

وسيتم إطلاق خطة العمل رسميا الثلاثاء في قمة الصحة العالمية في برلين.

(فرانس برس)

المساهمون