الملاريا.. قاتل أطفال أفريقيا

23 ابريل 2022
الأطفال دون الخامسة هم الأكثر عرضة لمخاطر الملاريا (براين أونغورو/ فرانس برس)
+ الخط -

يلقى سنوياً مئات آلاف الأشخاص حتفهم، معظمهم أطفال في أفريقيا، من جرّاء إصابتهم بـالملاريا، هذا الوباء القديم الذي ينتقل بواسطة البعوض والذي ازداد انتشاره خلال أزمة كورونا الأخيرة. وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بأنّ 627 ألف شخص توفّوا بالملاريا في عام 2020، وهو آخر عام تتوفّر بيانات بشأنه، في زيادة نسبتها 12% مقارنة بعام 2019.

وقبيل اليوم العالمي لمكافحة الملاريا الموافق الإثنين المقبل في 25 إبريل/نيسان، تلقي وكالة "فرانس برس" الضوء على هذا المرض واللقاحات الجديدة المضادة له.

نصف العالم في خطر

يهدّد الملاريا نصف سكان العالم. وتُعَدّ أفريقيا جنوب الصحراء بالإضافة إلى منطقة شرق المتوسط والأميركيتين ومناطق في الهادئ مثل بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان، كلها في خطر.

خفض انتشار المرض

قبل عام 2020، كان العالم يحقّق تقدّماً مطرداً في التعامل مع انتقال عدوى الملاريا وعلاج هذا المرض، خصوصاً من خلال استخدام شبكات البعوض أو الناموسيات المعالَجة بالمبيدات بالإضافة إلى الفحوص والأدوية الفعّالة. وقد تراجعت التكاليف السنوية الناجمة عن هذا المرض بنسبة 27% بحلول عام 2017، مقارنة بما كانت عليه في مطلع القرن الواحد والعشرين، فيما تراجعت الوفيات بأكثر من 50%.

وفي يونيو/حزيران من عام 2021، صادقت منظمة الصحة العالمية على أنّ الصين باتت خالية من الملاريا، لتطوي بذلك صفحة معركة طويلة بدأت في أربعينيات القرن الماضي، عندما كان البلد الآسيوي يسجّل 30 مليون حالة سنوياً. وأتت تلك المصادقة بعد عدم تسجيل الصين أيّ حالة عدوى مصدرها محلي على مدى أربع سنوات متتالية.

انتكاسة

سُجّلت نحو 241 مليون إصابة بالملاريا على مستوى العالم في عام 2020، أي أكثر بـ14 مليون حالة عن العام الذي سبقه، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وكانت ثلثي الوفيات الإضافية المعلنة في 2020، تقريباً، مرتبطة بتعطّل إجراءات الوقاية والفحص والعلاج المرتبطة بالملاريا في فترة انتشار فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2). فكثيرون هم المرضى الذين تجنّبوا التوجّه إلى المستشفيات لتلقّي العلاج أو المراجعة خشية الإصابة بكوفيد-19.

قاتل في أفريقيا

تُسجَّل 95% من مجموع الإصابات بالملاريا و96% من الوفيات الناجمة عنه في أفريقيا جنوب الصحراء. وقد سُجّلت نصف الحالات المعلَنة على مستوى العالم في عام 2020 في أربع دول أفريقية هي نيجيريا (31.9% من الحالات المعلنة) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (13.2%) وتنزانيا (4.1%) وموزمبيق (3.8%).

ضحايا صغار السنّ

يُعَدّ الأطفال دون الخامسة الفئة الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن المرض. وفي عام 2020، سُجّلت نحو 80% من إجمالي الوفيات بالملاريا في القارة الأفريقية لدى هذه الفئة العمرية.

خمسة أنواع طفيليات

تعود السجلات الخاصة بهذا المرض إلى العصور القديمة، وتشمل أعراضه ارتفاع حرارة الجسم والصداع وآلام العضلات، تليها موجات من الشعور بالبرد وارتفاع الحرارة والتعرّق. وتتسبّب خمسة أنواع من الطفيليات بالملاريا لدى البشر، تنتقل كلّها عبر لسعات بعوضة أنثى مصابة. وتتسبب طفيلية يُطلق عليها "متصوّرة منجليّة" بالجزء الأكبر من الوفيات.

علاجات

تتوفّر علاجات وقائية عديدة يمكن أن تساعد على تخفيف حدّة المرض وتجنّب الوفاة وخفض انتقال العدوى. وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ أفضلها، خصوصاً لحالات الإصابة بـ"المتصوّرة المنجليّة"، هي التوليفة العلاجية القائمة على مادة "أرتيميسينين". كذلك يوصى بشدّة بالعلاجات الوقائية بالنسبة إلى النساء الحوامل والأطفال الرضّع الذين يعيشون في مناطق ذات خطورة عالية والمسافرين المتوجّهين إلى هذه المناطق. كذلك تُعَدّ شبكات الأسرّة (الناموسيات) المعالَجة بالمبيدات درعاً واقية زهيدة الثمن وفعّالة في الوقت نفسه.

لقاحات

في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، أوصت منظمة الصحة العالمية بـ"الاستخدام الواسع" لأوّل لقاح في العالم مخصّص للأطفال ضدّ الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء، بعدما أجرت مراجعة لبرنامج تجريبي طُبّق في غانا وكينيا وملاوي. وأظهرت دراسات أنّ لقاح "آر تي إس، إس" المصنّع من قبل شركة "غلاكسو سميث كلاين" البريطانية للصناعات الدوائية، خفّض الوفاة بشكل كبير بين الأطفال من جرّاء الإصابة بطفيلية "المتصوّرة المنجليّة" الأكثر انتشاراً في أفريقيا. وقد تلقّى أكثر من مليون طفل في غانا وكينيا وملاوي حتى الآن جرعة واحدة على الأقلّ من اللقاح، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس.

وثمّة لقاحات أخرى مضادة للملاريا مطروحة من بينها لقاح "ماتريكس-إم" الذي طوّرته "جامعة أكسفورد" البريطانية، وهو الوحيد الذي تخطّت فعاليته عتبة الفعالية التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية عند 75%.

(فرانس برس)