المغرب يبدأ محاكمة مهاجرين سريين على خلفية مأساة مليلية

04 يوليو 2022
مظاهرة في سبتة تنديداً بمأساة مليلية (أنطونيو سمبير/Getty)
+ الخط -

يشرع القضاء المغربي ابتداء من اليوم الإثنين، في محاكمة عشرات المهاجرين السريين، على خلفية ما عاشه السياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور( شمال شرقي المغرب) ومليلية المحتلة، الجمعة الماضية، من أحداث خلفت مقتل 23 مهاجرا وإصابة 76 آخرين وجرح 140 عنصرا من الأمن المغربي، حسب آخر المعطيات الرسمية المتوفرة.

ويواجه المهاجرون الذين اعتقلوا على خلفية أحداث مليلية في 23 يونيو / حزيران الماضي، تهماً ثقيلة، بعد أن أمرت النيابة العامة في المغرب، الإثنين الماضي، بحبس 31 مهاجرا سريا يتحدرون من جنسيات مختلفة احتياطياً، على خلفية عملية اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور ( شمال شرقي المغرب) ومليلية المحتلة، الجمعة الماضية.

وكشف مصدر قضائي مغربي، وفق ما نقلت "وكالة المغرب العربي للأنباء" (حكومية)، بأن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور أودع الإثنين الماضي 31 شخصا من جنسيات أجنبية، إضافة إلى قاصرين مقيمين بصفة غير قانونية، لهم صلة بحادث اقتحام السياج الحديدي لمدينة مليلية، الاعتقال الاحتياطي، في انتظار انطلاق أول جلسة لمحاكمتهم بتهمة تنظيم وتسهيل دخول وخروج أشخاص من وإلى المغرب بصفة سرية وعلى سبيل الاعتياد، وإضرام النار في الغابة، واختطاف واحتجاز فرد من القوات العمومية واستعماله كرهينة والإهانة والعنف ضد موظفين عموميين.

في المقابل، تم تقديم مجموعة ثانية من المهاجرين الموقوفين البالغ عددهم 33 شخصا (29 سودانيا+4 تشاديين)، في حالة اعتقال أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالناظور بتهمة تنظيم وتسهيل دخول وخروج أشخاص من المغرب وإليه بصفة سرية، والإهانة والعنف ضد القوات العمومية والتجمهر المسلح.

وعرف السياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومدينة الناظور منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، محاولات اقتحام لعشرات المهاجرين الأفارقة، وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ"العنيفة والمنظمة"، مشيرة إلى أن المجموعة التي تمكنت من الاقتراب من السياج كانت محملة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.

وتعتبر مليلية، وكذلك سبتة نقطتي عبور معروفتين للمهاجرين السريين الذين يحاولون الوصول إلى الفردوس الأوروبي. وقبل أسابيع من الحدث المأساوي تجاوز عدد المهاجرين، الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد الذي دخل في نفس الفترة من 2021.

ومن أجل مواجهة تدفق المهاجرين السرّيين، شيّدت سلطات مدينتي سبتة ومليلية سياجين شائكين زودتهما بأجهزة لاستشعار الصوت والحركة على مسافة 12 كيلومتراً من مليلية و8 كيلومترات من سبتة. وموّل الاتحاد الأوروبي عبر وكالته لحماية الحدود الخارجية "فرونتكس" تشييد السياجين بكلفة 66 مليون يورو (72 مليون دولار).

ويختبئ أغلب المهاجرين الراغبين في العبور إلى مدينة مليلية المحتلة، في غابة غوروغو في انتظار أول فرصة لاقتحام سياج ثلاثي يبلغ طوله حوالي 12 كيلومتراً.

المساهمون