انتخابات الرئاسة الإيرانية: هذا ما قاله المرشحون عن المرأة والحجاب

22 يونيو 2024
المرأة الإيرانية حاضرة في مناظرات انتخابات الرئاسة، 14 أبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مسعود بزشكيان، المرشح الإصلاحي، انتقد بشدة الطريقة التي تُعامل بها المرأة في إيران وخصوصًا فيما يتعلق بالحجاب، مؤكدًا على رفضه للعنف والإجبار وضرورة تغيير النظرة تجاه المرأة وإشراكها في المناصب القيادية.
- المرشح المحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي وعد بسحب لائحة الحجاب والعفاف من البرلمان إذا فاز، معتبرًا خلع الحجاب كسلوك احتجاجي ودعا إلى معالجة القضية بطرق غير متشددة واحترام النساء.
- محمد باقر قاليباف، المرشح المحافظ، دافع عن لائحة الحجاب والعفاف لكنه أكد على ضرورة التصدي لهذه القضايا بدون عنف وباحترام، مشيرًا إلى فشل المؤسسات المعنية بالحجاب والثقافة في أداء واجبها وأهمية مكافحة العنف ضد المرأة.

المرأة الإيرانية وقضاياها، وفي مقدمتها الحجاب، كانت صلب المناظرة الانتخابية الثالثة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية، الليلة الماضية، دون اقترابهم من قضايا أكثر حساسية على هذا الصعيد وتقديم حلول والتطرق إلى الاحتجاجات التي أشعلت النساء شرارتها أواخر 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني على خلفية اتهامها بانتهاك قواعد الحجاب

  • بزشكيان ينتقد فرض الحجاب على المرأة الإيرانية

من المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، المزمع إجراؤها يوم الجمعة المقبل، كان المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، قد وجه أكثر من غيره انتقادات لطريقة التعامل مع قضايا المرأة الإيرانية. ثم المرشح المحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي.
وأعلن بزشكيان رفضه لمعاملة المرأة الإيرانية بعنف لإجبارها على الالتزام بالحجاب، قائلا إن "التعامل مع مسألة الحجاب لا ينبغي أن يكون مشفوعا بالعنف والقوة والإجبار ولا يمكن لنا أن نطلب منهن بالإجبار ارتداء ما نرغب به"، مضيفا أن "النساء والبنات هن شريكات الرجال في الحياة، فلا ينبغي أن نضع عقبات أمام تقدمهن".

مسعود بزشكيان: لا يمكن من خلال القانون تغيير سلوك الناس

وفيما يعمل البرلمان الإيراني المحافظ على سن قانون بشأن الحجاب والعفاف بناء على مشروع تقدمت به الحكومة تحت مسمى "النور"، أكد بزشكيان أنه "لا يمكن من خلال القانون تغيير سلوك الناس، وكما لم ينجحوا سابقا (في إشارة إلى العهد الملكي قبل ثورة 1979) في نزع الحجاب عن الإيرانيات بالقوة، نحن أيضا لن نستطيع فرض الحجاب عليهن بالقوة".
كما انتقد المرشح الإصلاحي، نظراءه المحافظين واتهمهم بالتزام "الصمت" تجاه ما يجري في الشوارع من ممارسات قال إنها "مخجلة" بحق إيرانيات غير محجبات وعدم تسجيلهم اعتراضا على توقيف سيارات بحجة وجود غير محجبات فيها، متسائلا عن الطريق الأنسب لحث غير المحجبات على الالتزام بالحجاب. مضيفا أن هذا الغرض لم يتحقق رغم الإنفاقات الهائلة على المؤسسات التربوية والدينية والمذهبية، "فهل يمكننا فعل ذلك اليوم بهذه الطريقة التي اخترناها؟"
ودعا بزشكيان إلى تغيير النظرة تجاه المرأة الإيرانية وإشراكها في المناصب والمسؤوليات، قائلا ردا على تصريحات المرشحين المحافظين بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها: "إننا لم نستطع حل مسألة العنف ضد النساء والآن نتحدث عن ضرورة احترامهن، الاحترام يجب أن يكون على الصعيد العملي وليس الكلامي". منتقدا رئيس بلدية طهران المرشح الرئاسي عليرضا زاكاني لوجود "حراس الحجاب" في محطات المترو في العاصمة. 

  • بور محمدي يعد بسحب لائحة الحجاب

من جهته، وعد المرشح المحافظ المعتدل، رجل الدين مصطفى بور محمدي بسحب لائحة الحجاب والعفاف من البرلمان الإيراني، اذا ما فاز في الانتخابات، عازيا مظاهر خلع إيرانيات حجابهن في المجتمع إلى أنه سلوك احتجاجي. ودعا بور محمدي إلى العمل بطريقة "لا يتم إقحام الشرطة وقوات الباسيج في مشاهد مريرة"، في إشارة إلى مشاهد التصدي لغير الملتزمات بالحجاب.
وأضاف بور محمدي أن "الحجاب أمر شرعي وقانوني" وارتداءه "همّ جاد" في المجتمع، قائلا إنه رغم مرور أكثر من 40 عاما على الثورة، وفي ظل الكمية الكبيرة من الإنفاق الحكومي "لكن لم نصل إلى المستوى المطلوب" في الحجاب. متسائلا: "من المقصر؟ من يستحق التوبيخ؟ المنفذون والمربون والقائمون بالأعمال والخطباء أو الشعب والشباب والشابات والنساء؟"، معربا عن قلقه مما وصفه بأنه "غزو ثقافي" أجنبي، قائلا إن "كثيرا من الأساليب والأنماط التي لا نرغب بها نابعة من العناد والاحتجاج"، وداعيا إلى عدم الدخول في مواجهة مع النساء واحترامهن.

بور محمدي: الحجاب موضوع معقد ودقيق، لا يمكن التعامل معه بتخبط وبأساليب متشددة

وتابع أن "الحجاب موضوع معقد ودقيق، لا يمكن التعامل معه بتخبط وبأساليب متشددة، غير مثمرة"، قائلا: "نحن لم نصدق النساء فكيف سيصدقننا؟".
وأوضح أن "كثيرين يتحسرون على واقع الحجاب قبل تطورات عام 1401(الإيراني)"، في إشارة إلى ما قبل الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر 2022 على خلفية وفاة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب، حيث إنه في تلك الفترة، كان واقع الحجاب في المجتمع أفضل مما أصبح عليه بعد الاحتجاجات إثر انتشار ظاهرة خلع الحجاب. 

  • قاليباف: نزع الحجاب "آفة"

من جهته، دافع المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، عن لائحة الحجاب والعفاف التي يبحثها البرلمانيون، قائلا إنها تتظرق إلى الحجاب من منطلق "إيجابي". مضيفا أن "اللبس السيئ وعدم ارتداء الحجاب يشكلان آفة للأسرة والمجتمع، لا ينبغي أن نسمح بذلك، لكن كيف؟"، مؤكدا أنه لا يمكن التصدي لغير المحجبات "من دون احترام وبعنف"، مضيفا أن التعامل بهذه الطريقة "مدان". موضحا أن 32 مؤسسة إيرانية تعتني وفق القانون بالحجاب والثقافة، "لكنها لا تقوم بواجبها ليختزل الأمر لدى الشرطة، ثم تحدث مشاهد لا يرغب أي منا بها ويجب أن نتصدى لها". مشيرا إلى مكافحة العنف ضد المرأة الإيرانية في مشروع قانون بهذا الشأن، قائلا إن البرلمان بصدد إقرار هذا المشروع الذي يتصدى للظلم والاضطهاد بحق المرأة، وقد أقرته لجان برلمانية.

  • قاضي زادة هاشمي: التمييز هو المسألة

بدوره، انتقد المرشح الرئاسي أمير حسين قاضي زادة هاشمي، تصريحات مرشحين بشأن المرأة، في إشارة غير مباشرة إلى بزشكيان وبور محمدي، متهما إياهم بـ"استغلال انتخابي لموضوع المرأة"، مضيفا خلال المناظرة أن "التعامل مع موضوع المرأة شعاريا ليس بأمر صحيح، فإيران مهد الأسرة والمرأة أكبر رأس مال اجتماعي"، ومنتقدا نظرة الغرب إلى المرأة من منطلق جنسي، حسب قوله.

وتابع المرشح الإيراني أن "المرأة ليست قضية وإنما فرصة ومحركة وهموم النساء ليست الحجاب وهذه مغالطة، فمورس بحق النساء ظلم تاريخي، بعضها بدافع تحجر وبعضها بدافع الحرية"، مضيفا أن "قضية نسائنا اليوم هي التمييز". داعيا إلى إنهاء التمييز بحق النساء قائلا إنهن "يشكلن اليوم القوة الأساسية" في المجتمع، مشيرا إلى أن نحو 95 في المائة من النساء الإيرانيات متعلمات، وكثير منهن متخرجات من الجامعات، لكن كثيرات منهن عاطلات من العمل، "لأن المشاغل خُطط لها على أساس رجولي". موضحا أن 40 في المائة من 3.5 ملايين رياضي إيراني هم من النساء، "لكن كم خصصنا من إمكانيات رياضية للنساء؟". 

  • جليلي يتهم الأعداء بإثارة قضايا المرأة

من جهته، تناول المرشح الرئاسي المحافظ سعيد جليلي، موضوع المرأة وقضاياها، بالتركيز على دورها في انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. متهما من وصفهم بأنهم أعداء إيران بالتركيز على موضوع المرأة في إيران خلال السنوات الأخيرة وإثارة قضاياها، قائلا إن هذا التركيز "مرده إلى أن المرأة نقطة قوة للثورة الإسلامية التي يمكنها من خلالها استعراض نجاحاتها"، وفق قوله. منتقدا الحضارة الغربية، قائلا إنها "وصلت إلى المأزق في موضوع المرأة وتواجه تحديات جادة"، مشيدا بسياسات بلاده تجاه المرأة، قائلا إن الجمهورية الإسلامية قدمت "نموذجا جديدا" للنساء، داعيا إلى عدم تجاهل دورهن والاهتمام بربات البيت. مضيفا أن "الحجاب هو لأجل حضور النساء في المجتمع"، داعيا إلى صون هذا اللبس. 

  • زاكاني يتحدث عن دور اجتماعي للمرأة

ووجه المرشح المحافظ عليرضا زاكاني، انتقادات لبزشكيان بسبب تصريحاته حول المرأة، واتهامه لزاكاني بإنشاء "حراس الحجاب" في محطات المترو. قائلا إن التصدي لغير الملتزمات بالحجاب "لا يمكن أن يتم إلا عبر الاحترام"، متحدثا عن ضرورة الدور الاجتماعي للمرأة. مضيفا أنه قد أعد رزمتين بشأن نمط الحياة والتقدم والازدهار في البلد، تطرق فيهما إلى موضوع المرأة ودورها. مؤكدا على أهمية الأسرة في المجتمع، وضرورة الالتزام بالحجاب كأمر شرعي وقانوني، قائلا: "لا أحد يحق له التدخل في خصوصية الأفراد".

المساهمون