المحامية تغريد جهشان... 30 عاماً من الدفاع عن أسيرات فلسطين

08 مارس 2022
المحامية الفلسطينية تغريد جهشان (العربي الجديد)
+ الخط -

تنتقل المحامية تغريد جهشان من بيتها في مدينة يافا إلى سجن الدامون على جبل الكرمل في قضاء حيفا، مرة أو عدة مرات أسبوعياً، لمتابعة أوضاع الأسيرات الفلسطينيات، وهن 31 أسيرة ينتظرن الحرية.
ولدت تغريد جهشان في شفاعمرو، وتعيش في يافا منذ أربعين سنة، وتخرجت من جامعة تل أبيب في 1989، ولها ثلاث بنات، وخمسة أحفاد، وهي تواصل الدفاع عن الأسيرات منذ ثلاثين عاماً، إذ تكرر الزيارات للمساعدة في تحصيل حقوقهن من مصلحة السجون.

تقول المحامية جهشان لـ"العربي الجديد": "أزور سجن الدامون مرة أسبوعياً، وأحياناً مرتين في الأسبوع. حالياً، يخوض الأسرى معركة نضالية لنيل حقوقهم، والأسيرات لا يشاركن في هذا النضال لأن اللجنة العليا للأسرى تمنعهن من ذلك حتى لا تضعهن في موقف أكثر صعوبة، وأنا أرى هذا تقليل من دور الأسيرات، والمرأة عموماً بالنضال. لكن القرار يعود للأسيرات".
وتنتقد جهشان حالة التشرذم الفصائلي في داخل السجون: "لم يعد هناك موقف موحد داخل السجون بسبب تباين الفصائل، وهذا الوضع لم نكن نعرفه قبل اتفاق أوسلو، وإلى 2004، كانت إضرابات الأسرى شاملة، واليوم الأسرى غير موحدين، والأمر ينطبق على الأسيرات، فهن جزء من المجتمع الفلسطيني، وهذا لا يساعد على تحقيق المطالب الأساسية".
وأضافت: "أوضاع الأسيرات تحسنت مقارنة مع ما كانت عليه قبل 30 عاماً، لكن لا يزال الوضع بحاجة إلى إنجازات أكبر. هناك أمور تتعلق بالأسيرات مثل قضية الكاميرات في ساحة (الفورة) والتي تحد من حركة الأسيرات، فلا يستطعن ممارسة الرياضة، أو خلع الحجاب".
وتعاني الأسيرات من الإهمال الطبي، وتؤكد جهشان: "يجب توفير طبيبة نسائية مرة على الأقل أسبوعياً كي لا تضطر الأسيرات للذهاب إلى سجن (نفيه تيرتسا) في الرملة، وهناك قضية الأسيرة إسراء جعابيص، والذي حرق 60 في المائة من جسدها، وهي بحاجة إلى متابعة دائمة لوضعها الصحي، لكن هناك مماطلة من مصلحة السجون كي لا يكتمل علاجها".

وأشارت إلى أن "المأساة الكبرى في سجن الدامون تتمثل في أن المبنى لا يصلح، وفي عام 2000 تم إغلاقه لأنه غير ملائم، فجدران الغرف مليئة بالرطوبة، وهذا يؤدي إلى خطر الإصابة بمرض الروماتيزم، وكثير من الأسيرات يعانين من آلام روماتيزمية، كما أن (كانتينا) السجن أسعاره باهظة، ولا يسمح بإدخال الكتب لاستكمال التعليم، فقط كتب أدبية وروايات، وكل كتاب يمر بعملية رقابة لمدة أسبوع قبل إعطائه للأسير".
وتتابع جهشان: "عملنا داخل السجن ليس فقط قانونياً، وإنما مختلط بين القانوني والاجتماعي، فهناك علاقة تواصل مع الأسيرات كمحاولة للدعم، وتربطني مع ممثلات الأسيرات علاقة صداقة، فأنا ألتقيهم أكثر من صديقاتي، وتولدت بيننا روابط عميقة، وما زالت تربطني علاقات حميمة مع أسيرات محررات، ودائما أفضل أيامي هي الأيام التي تتحرر فيها الأسيرات، وتلك الأيام تمنحني الطاقة لمتابعة عملي. وأملي أن تنال جميع الأسيرات الحرية قريباً".

المساهمون