ترك شير ولي في الأسابيع القليلة الأخيرة الدراسة وذكريات قريته وأصدقائه، وقطع معبر سبين بولدك الحدودي بين أفغانستان وباكستان إلى مدينة كويتا التي انتقل منها إلى إسلام أباد حيث يعمل حالياً في سوق الخضار والفواكه.
يقول لـ"العربي الجديد": "كنت أدرس في مدرسة حكومية بقريتي في منطقة إمام صاحب بولاية قندوز. كانت المعارك مندلعة بين عناصر أجهزة الأمن ومقاتلي حركة طالبان، وتسفر يومياً عن قتلى وجرحى، ثم سيطرت الحركة على كل أفغانستان، واعتقدنا بأن الوضع سيتحسن وسنعيش بطريقة جيدة، لكن ذلك لم يحصل، وساد الفقر والبطالة، وأقالت طالبان جميع موظفي الحكومة، وأغلقت المؤسسات غير الحكومية التي كانت تقدم مساعدات للناس، ويعمل كثيرون فيها أبوابها".
وبسبب الوضع السائد قررت أسرة شير ولي أن تسافر إلى باكستان، الخيار الوحيد أمامها للحصول على عمل ورزق، لكن أخذ جوازات سفر والحصول على تأشيرات باكستانية لجميع أفرادها كان أمراً صعباً، على غرار دفع المال للقبائل وقوات الأمن الباكستانية من أجل دخول البلاد من خلال معبر سين بولدك.
لكن الأسرة تمسكت بإرسال شير ولي إلى باكستان كي يحصل على عمل ويساندها مادياً. ووصل إلى كويتا في 5 مارس/ آذار الماضي، ومكث أياماً مع أشخاص من قريته، لكن الوضع لم يعجبه فتوجه إلى إسلام أباد حيث تعيش أخته الكبيرة مع أقارب آخرين، واستقر فيها وباشر العمل.
لا يتوفر عمل مستقر لشير ولي في سوق الخضار والفواكه بإسلام أباد، وينقل الفواكه والخضار من الحافلات إلى المحلات، وينظف الفواكه، ويساعد صاحب العمل، ويحصل يومياً على أجر يتراوح بين 4 و5 دولارات لا يصرف منه الكثير لأنه يعيش في منزل أخته، ويحاول أن يدخر ما يكسبه ليرسله في نهاية الشهر إلى أسرته الفقيرة التي تعيش بلا دخل.
ويواجه شير ولي مشكلة ملاحقة الشرطة المتواصلة له باعتباره لا يملك بطاقة لجوء أو جواز سفر وتأشيرة، لذا يحتاج إلى دفع بعض المال لإطلاقه كلما أوقفته الشرطة. وهذا الأمر يقلقه كثيراً على غرار أسرته. كذلك يعاني من مشكلة عدم فهمه اللغة الأوردية الرائجة في إسلام أباد، ما يزيد الصعوبات في مكان عمله. وهو مشتاق إلى أسرته وأقرانه في القرية، علماً أن لا أصدقاء له في باكستان، حيث اعتاد منذ مجيئه أن يخرج في الصباح الباكر ويعود في المساء، وعدم تفويت أيام الإجازة، لكسب مزيد من المال لأسرته.