ترك الأفغاني ميرويس أفضلي باكستان وقدم إلى بلاده عام 2002، ولم يخرج منها منذ ذلك الوقت. كان يحب بلاده، وحلم أن يكون رساماً ماهراً وناشطاً اجتماعياً يهتم بالتعليم في البلاد. لكن بعد سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة كابول في منتصف أغسطس/ آب الماضي، دمرت أحلام الكثير من الشباب، من بينهم ميرويس.
حاول وعائلته الخروج إلى أي دولة أوروبية أو الولايات المتحدة الأميركية من خلال عمليات الإجلاء الأميركية من دون أن ينجح. لم يكن يتوقع أن يواجه كم المشاكل التي صادفته في باكستان، فسارع إلى تسجيل اسمه وأسماء أفراد أسرته لدى المنظمات التي تُعنى باللاجئين الأفغان وتأمين خروجهم من باكستان. وتعرّض لملاحقات من الشرطة وقد احتُجز اثنان من أشقائه.
يقول ميرويس لـ"العربي الجديد": "لم أكن أتوقع أن تتغيّر الأحوال في بلادي، وإلا لخرجت قبل أن تسيطر طالبان وتنهار الحكومة. في الأيام الأولى، لم أكن أعرف فعل شيء. وبعد التشاور مع أفراد الأسرة، حاولت الخروج من البلاد ولم أتمكن من ذلك وباءت كل محاولاتي بالفشل. جئنا إلى باكستان على أمل أن نعيش في جو من الاستقرار والراحة، إلا أن الأمور كانت قد تغيرت تماماً"، يضيف: "لدى وصولنا إلى باكستان، تعرضنا لتحقيق في مطار إسلام أباد. وقبل ذلك، لم يتمكن جميع أفراد الأسرة من الحصول على التأشيرة، فبقي بعضنا في كابول. تغيرت باكستان كثيراً وقد واجهنا مشاكل عدة. كنا ندفع الأموال في الفنادق ونحاول إيجاد الطريق إلى الخارج، وقد صرفنا أموالاً كثيرة من دون جدوى. قررت الانضمام إلى شريحة الإعلاميين والناشطين الاجتماعيين الذين يحتجون في إسلام أباد ليقولوا إن حياتهم مهددة في أفغانستان".
لم يكن لأصوات هؤلاء أي صدى في الداخل الباكستاني أو خارج باكستان، حتى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أشارت إلى أنها عاجزة عن فعل شيء، وهو ما خيب آمال كثيرين، من بينهم أفضلي، الذي يقول: "نعيش منذ أشهر تحت أشعة الشمس وبيننا نساء وأطفال انضموا إلى المحتجين بعدما أغلقت كل الأبواب في وجوههم، وبعدما أصبحت الحياة في باكستان صعبة للغاية. وفي موسم الأمطار الذي تشهده باكستان حالياً، تضاعفت المشاكل في وجه اللاجئين الأفغان المحتجين من أجل أن يسمع العالم صوتهم. لكن مع الأسف الشديد، لم يحصل حتى الآن أي تقدم في قضيتهم".