الكويت تكثّف تلقيح مواطنيها ضد كورونا

07 مارس 2021
مواطن حصل على أحد لقاحات كورونا (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد تعثّرات واجهتها الكويت في ما يتعلق بتلقيح مواطنيها ضد فيروس كورونا، عمدت البلاد في الوقت الحالي إلى تكثيف عملية التلقيح بعد تجاوز المعوقات، متوقعة أن تنتصر في هذه الحرب ضد الوباء

تتصاعد وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا في الكويت بشكل كبير، بعدما كانت قد شهدت تعثّرات مع إعلان وزارة الصحّة بدء عمليات التلقيح. وأشارت وزارة الصحة إلى أنّ 7 في المائة من سكان الكويت تلقوا اللقاح، متوقعة حصول غالبية السكان على اللقاح أواخر العام الجاري. وتعزو وزارة الصحة تزايد أعداد الحاصلين على اللقاح وارتفاع نسبتهم بعد التخبط في المراحل الأولى، إلى وصول أنواع جديدة من اللقاحات بعد لقاح "فايزر" الأميركي. وحصلت الكويت على دفعات من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني - السويدي، كما اشترت لقاح "موديرنا" الأميركي. وتُراجع في الوقت الحالي شراء لقاح "سبوتنيك-في" الروسي بعد التأكد من نتائجه السريرية. في الوقت نفسه، تلفت إلى جهود الكوادر الطبية الضخمة التي تطوعت أعداد كبيرة منها في المساعدة بعملية تلقي اللقاحات. وبدأ وصول اللقاحات في الكويت أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2020. إلا أن التعقيدات التي رافقت عملية تخزين لقاح "فايزر"، كما يقول الطبيب في وزارة الصحة مبارك المبارك، أدت إلى بطء عملية التلقيح. ويوضح أن وزارة الصحة لا تملك مخازن تبريد كبيرة لتخزين اللقاح بحسب درجة الحرارة التي يحتاجها، ما جعل السلطات الصحية تحصر التلقيح في مركز الكويت للتلقيح فقط. ومع وصول دفعات من لقاح "أسترازينيكا"، يوضح المبارك أن وزارة الصحة افتتحت 25 مركزاً صحياً للتلقيح في كافة محافظات البلاد، ما أدى إلى تزايد عدد الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح. كما عمدت إلى تلقيح السجناء ولاعبي كرة القدم وموظفي شركة النفط والجيش والشرطة والقطاعات الحيوية الأساسية. بالتوازي، خصصت فرقاً خاصة لجلب الأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن من بيوتهم إلى مراكز التلقيح ثمّ إعادتهم إليها، وهو "إجراء لا يحدث حتى في دول العالم المتقدمة"، كما يقول المبارك. 

يضيف المبارك أنّ وزارة الصحة ستحصل خلال الشهر الجاري على 800 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، وهو ما سيزيد من وتيرة التلقيح بشكل كبير جداً، بالمقارنة مع الوقت الحالي، بالإضافة إلى لقاح "جونسون آند جونسون"، مؤكداً أن "الكويت ستنتصر في نهاية هذه الحرب". ويرى أنّ البلاد باتت إحدى أكثر الدول أماناً لناحية اللقاحات، لأنّها لم تحصل على تلك المشكوك بنتائجها السريرية حتى الآن. كما دعا إلى تقدير جهود الفرق الطبية وعدم هضم حقوقها، وخصوصاً أن الأيام الأولى للتلقيح شهدت إرباكاً تنظيمياً كبيراً. 
ويمضي عبد العزيز الشمري، الذي كان يدرس تخصص طب الأسنان في أوكرانيا، قبل أن يتخذ قراره بالعودة إلى الكويت لمساندة القطاعات الطبية في حربها ضد كورونا، يومه كاملاً كمتطوع في مركز الكويت للتلقيح، ويتولى تنظيم دخول وخروج المواطنين، وجرد الأسماء والكشوفات. ويقول لـ "العربي الجديد": "الطواقم الطبية تصل الليل بالنهار من أجل إتمام عملية التلقيح والانتهاء من حالة الإغلاق التي فرضت على البلاد بسبب فيروس كورونا". 
ويرى الشمري أنّ الطواقم الطبية تخوض "حرباً وطنية" ضد فيروس كورونا. لكن هذه الحرب لا تلقى أي تقدير من قبل وسائل الإعلام أو المواطنين، بسبب حالة اليأس التي يعاني منها الكثير من الناس. يُضيف: "في الصين، هناك تقدير كبير للطواقم الطبية، وكذلك في الدول الغربية. أما في الكويت اليوم، فإننا نتعرض للتشكيك بل وللتخوين، على الرغم من أنني أعمل من دون مقابل مالي أصلاً، وقطعت دراستي من أجل خوض معركة كورونا". 
ويخشى الطبيب في وزارة الصحة الكويتية عبد الله العنزي، من حالة اليأس العامة التي اعترت الكثير من أوساط الشعب الكويتي وتزايد الشائعات المتعلقة بلقاح كورونا، أو التشكيك بوجود الفيروس أصلاً. لكن العنزي يؤكّد أن السلطات الصحية قد تلجأ إلى تقديم مكافآت تشجيعية لمتلقي اللقاحات، مثل السماح لهم بدخول النوادي والتجول في حال فرض حظر للتجول، وهي مقترحات متداولة ولم تدخل مرحلة التطبيق بسبب عدم التأكد من جدواها الصحية. 

من جهتها، ترى فرح الهندال، وهي متطوّعة في الهلال الأحمر الكويتي، أن هناك معركة وطنية صامتة يخوضها المتطوعون في تنظيم عمليّة التلقيح. لكن هذه المعركة لا تحظى بتقدير إعلامي كافٍ. وتقول إن "هناك شابات يمضين ساعات طويلة في العمل. لكن تجاهل دور الشباب والمتطوعات، هو سمة الإعلام والمجتمع في الكويت"، داعيةً الحكومة إلى تكريم المتطوعين أو تشجيعهم على الأقل. 

المساهمون