الكويت تستعدّ لعام دراسي وسط كورونا

17 سبتمبر 2021
مراهقة كويتية تحصل على لقاح فايزر قبل بدء العام الدراسي (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -

تسود حالة من الارتباك في الكويت في ظل استعدادات وزارة التربية والطواقم التعليمية والمدارس العامة والخاصة لبدء العام الدراسي الجديد المقرر في الثالث من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إذ يعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة لأول مرة منذ شهر مارس/ آذار عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقررت وزارة التربية وضع مدونة لقواعد التعليمات الصحية اللازمة للعودة إلى المدارس، إذ سيجري تقسيم الطلاب في الفصل الواحد إلى مجموعتين دراسيتين، تواظب كل مجموعة على الحضور 5 أيام في الأسبوع، أي تحضر مجموعة 3 أيام في الأسبوع الأول ويومين في الأسبوع الثاني، والعكس بالنسبة للمجموعة الأخرى. 
وسيكون اليوم الدراسي موزعاً على 5 حصص، مدة كل حصة 60 دقيقة بالنسبة للمرحلة الابتدائية، و6 حصص بالنسبة للمرحلتين المتوسطة والثانوية. وسيتم إلغاء الحصص الفنية والرياضية حتى إشعار آخر، تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي.
كما اشترطت وزارة التربية تطعيم كافة الطواقم التعليمية والعاملين في المدارس بالإضافة إلى التلاميذ ما فوق 12 عاماً. ومن يرفض التطعيم، يُلزم بإجراء فحص كورونا أسبوعياً. 
وستعقد وزارة التربية دورات للمعلمين والمعلمات في المدارس للإرشادات الصحية والطوارئ الطبية وكيفية التعامل مع فيروس كورونا والمحافظة على صحة التلاميذ مع بدء دوام المعلمين يوم 19 سبتمبر/ أيلول الجاري. كما بدأت الوزارة تنفيذ خطة لتزويد طاولات المدارس الابتدائية نصف الدائرية (طاولات جماعية) بقواطع بلاستيكية تعزل التلاميذ عن بعضهم البعض لتحقيق التباعد الاجتماعي والمحافظة على صحة الطلاب، في وقت سيكون الوضع مختلفاً بالنسبة لطلاب المراحل المتوسطة والثانوية، إذ إن طاولاتهم فردية. 

طلاب وشباب
التحديثات الحية

على الصعيد التعليمي، أقرت وزارة التربية قراراً بتقسيم الدرجات بواقع 40 في المائة للفصل الأول و60 في المائة للفصل الثاني، في ظل احتمال العودة بشكل طبيعي إلى المدارس في الفصل الثاني. ويقول مسؤول بارز في الوزارة، لـ "العربي الجديد"، إنها تخطط لتخفيض حجم المناهج بنسبة 30 في المائة، كون الطلاب سيحضرون لمدة 10 أيام في الشهر فقط، مقارنة بـ 20 يوماً في الشهر خلال فترة ما قبل كورونا. 
وتسود حالة من الارتباك في أوساط إدارات المدارس. ويقول أحد مديري المدارس الحكومية في منطقة الجهراء شمال الكويت لـ "العربي الجديد": "لا نعرف ماذا نفعل، فالإرشادات غير واضحة والاستعدادات ضعيفة جداً بسبب عدم وجود عمالة كافية لتنظيف المدارس وتعقيمها بالإضافة إلى تقسيم الفصول بحسب ما تشترطه وزارة التربية". 

 التلاميذ ما فوق 12 مجبرون على أخذ اللقاح (ياسر الزيات/ فرانس برس)
التلاميذ ما فوق 12 مجبرون على أخذ اللقاح (ياسر الزيات/ فرانس برس)

ويؤكد مدير المدرسة أن وزارة التربية خصصت 500 دينار كويتي (نحو 1500 دولار أميركي) لكل مدرسة للتجهيز. إلا أن هذا المبلغ لا يبدو كافياً، الأمر الذي اضطر الكثير من إدارات المدارس إلى الطلب من الجمعيات التعاونية ومختاريات المناطق المساعدة. 
ويقول معلم اللغة العربية في منطقة العاصمة التعليمية لـ"العربي الجديد"، عبد الرحمن الرشيدي: "نعم، هناك ارتباك لكنه طبيعي نظراً لأننا نعيش هذا الحدث لأول مرة، وتم إخبارنا من قبل الوزارة أكثر من مرة بضرورة التطعيم والتأكد من سلامة الطلاب بشكل دوري، كما سيجري بحسب ما أُرسلت لنا دورة إرشادية لتعليمنا كيفية التعامل مع الطلاب صحياً". 
يضيف الرشيدي: "ما يخيفني ليس العودة إلى الدراسة بل أسلوب بعض المعلمين المتطرف في وسائل التواصل الاجتماعي والذين ينشرون الشائعات ونظريات المؤامرة، إذ إنني أتعجب كيف يمكن استئمان الأبناء عند هؤلاء الذين يرفضون الاعتراف بوجود المرض أصلاً". 
وبلغ عدد الطلاب المطعمين من الشريحة ما بين 12 إلى 15 عاماً نحو 80 في المائة بحسب ما أكدته صحف كويتية، فيما لا يزال الاستدلال متعذراً بالنسبة للمعلمين الذين يرفضون الحصول على اللقاحات. ويعد رفض الكثير من المعلمين والتلاميذ الذين تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، الحصول على اللقاح، من أكثر الأسباب التي تربك وزارة التربية، ما اضطرها إلى وضع شرط الخضوع لفحص أسبوعي للتأكد من سلامة المعلم أو الطالب غير المطعم. إجراء يواجه بمعارضة شديدة من قبل المجتمع المعادي للتطعيم في الكويت، والذي ينتشر بين فئة واسعة من المعلمين بحسب ما يقوله مسؤول في وزارة التربية لـ "العربي الجديد". ويوضح أن مسؤولي الوزارة حاولوا استصدار قرار من مجلس الوزراء يلزم جميع المعلمين بالتطعيم، وإلا فإنهم يصبحون متغيبين عن أعمالهم. لكن مجلس الوزراء رفض ذلك بحجة "كلفة هذا القرار السياسية أمام مجلس الأمة، بالإضافة إلى تهديدات النواب المتكررة بالمساءلة السياسية في حال إجبار المعلمين أو الموظفين على تلقي اللقاحات". 

إلى ذلك، يقول النائب في مجلس الأمة الكويتي شعيب المويزري: "نرفض إجبار تطعيم الطلاب والمعلمين واللقاح غير معتمد وغير فعال ولن نسمح بإجراء فحوصات لأولادنا كل أسبوع". ويصف وكيل مدرسة في محافظة الأحمدي محمد الحميدان تصريحات النائب شعيب المويزري بأنها "شعبوية ذات طابع انتخابي تهدف إلى جذب أصوات المجتمع الرافض للتطعيم". 
في هذا السياق، تقول سعاد العلي، وهي والدة لثلاثة طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية، لـ "العربي الجديد"، إن أبناءها حصلوا على جرعتين من اللقاحات واستكملوا تطعيماتهم، مؤكدة: "لن أغامر بصحة أبنائي من أجل نظريات المؤامرة المجنونة"، داعية المعلمين الذين يرفضون الحصول على اللقاحات إلى تغليب حس المسؤولية لديهم والمحافظة على صحتهم وصحة الطالب. 

المساهمون