استمع إلى الملخص
- الكوليرا تهدد النازحين في السودان، حيث تم رصد 119 إصابة في مخيمات بولاية كسلا و5 وفيات، وسط تدهور القطاع الصحي وتوقف 70 مستشفى بسبب الحرب.
- الأمم المتحدة تفعّل خطة لمكافحة الكوليرا، وسط دعوات لتجنب كارثة إنسانية في السودان، حيث يعاني الملايين من المجاعة والفيضانات.
أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان شبل السحباني، اليوم الجمعة، تسجيل 28 وفاة في عموم البلاد في الشهر الأخير، من جرّاء الكوليرا التي راحت تنتشر في البلاد. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده السحباني مع ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان كريستين هامبروك، في مكتب المنظمة في جنيف.
وتحدّث السحباني عن موجة جديدة من الكوليرا في السودان، بسبب عدم كفاية المياه والنظافة وخدمات الصرف الصحي في مخيمات النازحين، بالإضافة إلى الفيضانات التي تضرب البلاد، مشيراً إلى أنّ السلطات في السودان أعلنت الكوليرا وباءً في البلاد في 17 أغسطس/ آب الجاري.
وقد لفت ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان إلى تسجيل 658 إصابة بالكوليرا و28 وفاة في خمس ولايات سودانية في خلال الشهر الأخير، أي منذ إعلان رصد الحالات الأولى المشتبه بها. أضاف السحباني أنّ نسبة الوفيات بين حالات الكوليرا في السودان تُقدَّر بنحو 4.3%.
Heavy rain and flooding are putting the health of refugees and IDPs in #Sudan at risk. Today I briefed media with @whosudan on our joint response with partners to prevent spread of #cholera and other diseases in camps & displacement sites.
— Kristine Hambrouck (@KMHambrouck) August 23, 2024
https://t.co/PQ8gpYTcfv pic.twitter.com/UCIyIOOYs6
من جهتها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ الكوليرا التي تتفشّى للمرّة الثانية في خلال الحرب المستمرة في السودان منذ 16 شهراً، تمثّل تهديداً للنازحين. وبيّنت هامبروك أنّ وزارة الصحة السودانية أكدت رصد 119 إصابة بالكوليرا في ثلاثة مخيمات للنازحين بولاية كسلا شرقي البلاد، حتى اليوم، وأشارت إلى أنّ خمسة نازحين توفوا بعدما أُصيبوا بها في الشهر الأخير.
وكان السودان قد أعلن، في 26 سبتمبر/ أيلول 2023، تفشّي الكوليرا في ولاية القضارف شرقي البلاد، قبل أنّ يتمدّد الوباء ليبلغ ولايات أخرى. وقد دفع ذلك الأمم المتحدة، حينها، إلى تفعيل خطة عمل مشتركة لمكافحة المرض، شملت حملات تحصين واسعة النطاق.
ويأتي إعلان انتشار الكوليرا أخيراً في وقت يشهد فيه السودان تدهوراً في القطاع الصحي، مع توقّف نحو 70 مستشفى في مناطق النزاع في 13 ولاية سودانية من أصل 18، من جرّاء الحرب القائمة ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023. وقد أسفرت الحرب عن نحو 19 ألف قتيل ونحو 12 مليون نازح ولاجئ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنّ دعوات أممية ودولية تُطلق في الآونة الأخيرة من أجل تجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت من جرّاء نقص الغذاء بسبب القتال المستمرّ في البلاد. وفي هذا الإطار، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنّ الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "انهيار كارثي" من جرّاء الحرب، وذلك قبل إعلان تفشّي الكوليرا. وأوضحت أنّ "المجاعة والفيضانات والتحديات التي تواجه ملايين الأشخاص الذين يكافحون من أجل التكيّف مع أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد 16 شهراً من صراع وحشي في السودان".
(الأناضول، العربي الجديد)