"الفن الإسلامي" في قطر.. أوّل متحف آسيوي يحقّق الحياد الكربوني

03 نوفمبر 2022
متحف الفن الإسلامي في الدوحة من الخارج (Getty)
+ الخط -

تلبية لأهداف الحدّ من الانبعاثات، وتماشياً مع خطة العمل الوطنية للتغير المناخي في قطر 2030، حصل "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة على شهادة الحياد الكربوني المعترف بها عالمياً. وهو بهذا أوّل متحف في منطقة الشرق الأوسط وفي آسيا يحقق الحياد الكربوني.

ولتحقيق الحياد الكربوني، خضع متحف الفن الإسلامي لعمليات تدقيق شاملة تهدف إلى قياس انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بعمليات وخدمات المنشأة والتحقق منها. وتقديراً لهذا الإنجاز، أقيم حفل تكريم في المتحف بحضور كبار القائمين على متاحف قطر، وجمعية "ديت نورسك فيريتاس" (دي إن في) بصفتها المنظمة التي أجرت عملية التحقق، والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) التي عملت على المشروع كشريك استشاري لدعمه في تحقيق الحياد الكربوني لفترة مشمولة بالتقرير مدّتها عام واحد، وقد بدأت في عام 2021.

وعلى هامش الفعالية، قالت مديرة إدارة المرافق العامة في متاحف قطر ظبية جمال سيار: "يُعَدّ تغيّر المناخ أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم، وتظهر آثاره السلبية جليّة في كلّ أنحاء العالم وكذلك في قطر. وقد باشرت متاحف قطر، بصفتها إحدى مؤسسات قطر الرائدة، رحلة تحَوُّل متاحفها إلى متاحف منخفضة الانبعاثات الكربونية".

من جهته، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد) يوسف الحر: "تحافظ المتاحف، بصفتها مخازن للتحف، على تراث وثقافة وأرواح الأمم عبر الزمن. والغرض الذي تؤدّيه يرتبط بشكل جوهري بفكرة الاستدامة البيئية التي تهدف إلى الحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة".

وأضاف الحرّ: "أظهرت متاحف قطر، من خلال دعم جهود الحفاظ على البيئة والحفاظ على التراث الثقافي، إشرافاً حقيقياً كمنظمة ذات تفكير مستقبلي تستثمر في مستقبل الأمة وكوكب الأرض. وتفخر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) بكونها شريكاً في رحلة متاحف قطر نحو التنمية منخفضة الكربون".

وعلى الصعيد العالمي، يضع هذا الإنجاز متحف الفن الإسلامي بين بضعة متاحف بدأت عملية التحوّل منخفض الكربون. وفي إطار السعي إلى تحقيق الحياد الكربوني، تعاونت متاحف قطر (المؤسسة التي ينضوي في إطارها متحف الفن الإسلامي) مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير للاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال التغيّر المناخي والاستدامة في المنطقة.

وقد حدّد متحف الفن الإسلامي، بمعاونة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد)، التدخلات منخفضة الكربون من أجل الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، وطوّر خطة للحياد الكربوني. وللتدقيق والتحقق من صحة التزامات/ خطة انبعاثات غازات الدفيئة والحياد الكربوني، عُيّنت "ديت نورسك فيريتاس" المشهورة عالمياً لإجراء تدقيق كطرف ثالث على أساس المعيار الدولي "بي إيه إس 2060". وبعد إتمام عملية تدقيق ناجحة، صادقت "ديت نورسك فيريتاس" على تحقيق متحف الفن الإسلامي في قطر الحياد الكربوني لعملياته وخدماته لعام 2021.

وقال مدير "ديت نورسك فيريتاس" في منطقة شبه القارة الهندية والشرق الأوسط براكاش تيكاري، متحدثاً بالنيابة عن الجمعية: "أصبح الحياد الكربوني محدّداً للالتزام بصافي انبعاثات صفري لخلق تأثير على سلسلة القيمة وفقاً للمعايير الدولية وتنفيذ أفضل الممارسات في مجال الأعمال".

وشمل نطاق الأنشطة المدرجة في تقييم البصمة الكربونية لمتحف الفن الإسلامي الآثار التشغيلية المرتبطة باستهلاك الكهرباء والمياه، وتوليد النفايات، وتنقل الزائرين للوصول إلى المتحف، وغيرها. وفي إطار عملية التقييم، احتُسبت كلّ مصادر انبعاثات غازات الدفيئة الرئيسية باستخدام البروتوكولات الدولية.

وقد برز التغيّر المناخي، الذي يفاقمه ازدياد انبعاثات غازات الدفيئة، كواحد من أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم. ولمعالجة هذه القضية، تُتّخذ إجراءات عديدة على مستويات مختلفة. وقد اعتُمد في هذا السياق اتفاق باريس الملزم قانوناً في مجال تغيّر المناخ العالمي، والذي أُقرّ في مؤتمر باريس للمناخ في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2015، وقد وقّعته 195 دولة.

وينضمّ متحف الفن الإسلامي في قطر، من خلال الحصول على شهادة الحياد الكربوني، إلى عدد قليل من المشاريع التي نجحت في تحقيق الحياد الكربوني لعملياتها وخدماتها في قطر. ولمواصلة رحلتها منخفضة الكربون، أعدّت متاحف قطر خطة حياد كربوني للأعوام العشرة المقبلة. ولتحقيق هذه الغاية، تخطط المؤسسة لتكرار هذه المبادرات مع متاحف أخرى بهدف المساعدة في تحفيز التحوّل منخفض الكربون في اقتصاد قطر.

ومع منح هذه الشهادة لمتحف الفن الإسلامي، من المتوقع أن تسعى مشاريع أخرى في قطر إلى الحصول على شهادة الحياد الكربوني، كجزء من استراتيجيتها المراعية للاعتبارات البيئية والاجتماعية والمتعلقة بالإدارة.

المساهمون