الفنادق تسعى لتوفير متطلبات النساء بعد تجاهلها لفترة طويلة

02 أكتوبر 2022
تسعى الفنادق لتلبية الاحتياجات الخاصة للنساء اللواتي يمثلن نصف المسافرين بالعالم (Getty)
+ الخط -

بدأت الفنادق تولي اهتماماً بالنساء اللواتي يمثلن نصف المسافرين في العالم، فباتت تسعى لتلبية مطالبهنّ المحدّدة، كتوفير فوط صحية وإمكان إغلاق أبواب الغرف من الداخل وتأمين قائمة طعام أكثر تنوعاً لخدمة الغرف لا تقتصر على الشطائر المعهودة.

وقالت فاليري هوفنبرغ وهي مؤسِسَة "شي ترافل كلوب"، التي تعرّف عن نفسها بأنها أول وكالة تصنيف في العالم متخصصة في تقييم مدى تلبية الفنادق توقعات المرأة واحتياجاتها المتعلقة بخدمات السفر والضيافة، إن "الفنادق صممها رجال لرجال، وهي لم تكيّف خدماتها بالقدر الكافي مع احتياجات النساء الخاصة".

ولاحظت أن "عدد النساء اللواتي يسافرن إلى ازدياد، وهن يمثّلن 64 في المائة من مجمل المسافرين، أما نسبتهنّ من كامل المسافرين لأغراض العمل فتبلغ 52 في المائة"، إلا أن إقامتهن خلال السفر قد تكون مخيّبة لآمالهنّ.

فالشعور بالأمان قد لا يكون متوافراً دائماً، ومستلزمات الراحة ليست مؤمّنة في كل مكان، بحسب ما بيّنت دراسة أجريت لحساب "شي ترافل كلوب" شملت خمسة آلاف امرأة في خمسة بلدان هي: بريطانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة والبرازيل.

وشمل استطلاع "شي ترافل" 70 معياراً تتعلق بالأمان والراحة والخدمات والطعام لتنبيه إدارات الفنادق إلى "المعايير الحقيقية التي تهم النساء"، وهي ليست "الزهور أو اللون الوردي في الديكور ..."، بحسب هوفنبرغ التي أسست مركز "ماري كلير للعمل من أجل المساواة" البحثي، وسبق أن تولت مهمة ممثلة خاصة لفرنسا في الشرق الأوسط.

وتهدف الوكالة إلى تمكين النساء من معرفة المؤسسات التي تحترم هذه المعايير، ومعظمها حالياً من فئتي 4 و5 نجوم، وعددها 50 في أوروبا والشرق الأوسط، من خلال شراكات مع عمالقة القطاع الفندقي كمجموعتي "إنتركونتيننتال" و"أكور"، ويشكّل توفير فوط صحية أحد أبرز مطالب النساء فندقياً.

وقال أنطوان ميدا، مدير فندق "سيتي" ذي النجوم الثلاث في لوكسمبورغ والحاصل على شهادة تصنيف "شي ترافل"، إن "شفرات الحلاقة ورغوة الحلاقة للرجال كانت متوافرة" في غرف الفندق، لكنه لم يكن يؤمّن "الفوط الصحية للنساء، ولا مزيل الماكياج"، فاكتشف أنه "بعيد كلياً من التكافؤ والمساواة".

"تحيز على أساس الجنس وأحكام مسبقة"  

وأضاف ميدا "فندقنا يقع أيضاً بالقرب من محطة القطارات، وبالتالي هي ليست المنطقة الأكثر أماناً للنساء، ونحن أصلاً معتادون على طلب سيارة أجرة لهنّ إلى المطعم".

فثمة طلبات كثيرة تتعلق بالأمن، ومنها مثلاً توفير حضور أمني على مدار الساعة في بهو الاستقبال، وإمكان قفل الغرفة وتزويد بابها منظاراً يتيح التأكد من هوية الطارق.

ونقل موقع "شي ترافل" الإلكتروني عن إيفا (43 عاماً)، التي تعمل في مجال تنظيم الحفلات والأنشطة، قولها "لقد أحكمت إغلاق الغرفة من خلال دعم الباب بالكنبة" بعد أن سألها شخص غريب عند وصولها هل هي بمفردها في غرفتها.

وترى النساء أيضاً ضرورة إخضاع الموظفين لدورات تدريبية على مكافحة التمييز الجنسي والأحكام المسبقة، وتحديد جهة يمكن مراجعتها عند حصول مشكلة، وفقاً للمسح.

أما لجهة مستلزمات الراحة، فترغب النساء مثلاً في توفير مرآة كاملة الطول في الغرفة، وعدد أكبر من الشمّاعات المخصصة لتعليق الثياب، ومجفف شعر حقيقي، وقوائم طعام صحية لخدمة الغرف لا تقتصر على شطائر الـ"كلوب ساندويتش"، ومرشّة الاستحمام التي يمكن حملها باليد لا ذات الرأس الثابت في السقف، بحسب هوفنبرغ.

وأشارت إلى أن "المهندسين المعماريين يعتبرون أنه أكثر جمالية ومثالي للرجال، لكنه ليس كذلك من حيث النظافة للنساء".

وقالت مديرة سلسلة فنادق "أوكو" الحديثة العمر سولين أوجيا ديفيس "عندما أنشأناها عام 2010، لم نكن بحاجة إلى أبحاث سوق لإقامة مساحات مضاءة جيداً ووضع زر لقفل الباب"، وأضافت "يكفي أن تضم فرق التصميم نساء..". 

(فرانس برس)

المساهمون