الفلسطينية ياسمين جناجرة.. نجاح في الثانوية العامة رغم الإعاقة

31 يوليو 2022
تمكنت ياسمين جناجرة من النجاح باجتهادها ودعم أسرتها (العربي الجديد)
+ الخط -

فرحة الطالبة ياسين جناجرة (18 عاماً) من قرية طلوزة شمال مدينة نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة بالنجاح في امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" لهذا العام والتي أعلن عن نتائجها أمس السبت، لا توصف، فهي تعاني منذ ولادتها من إعاقات شديدة في أطرافها العلوية والسفلية، كادت تكون حائلاً دون تجاوزها هذه المرحلة.

ومع انهماك ياسمين في استقبال المهنئين، لا تفارق الابتسامة وجهها، فيما لا تنفك عن توجيه الشكر إلى كل من دعمها وساندها، خاصة والدتها التي رافقتها طيلة المراحل الدراسية، وصولاً لتحقيق هذا النجاح، إذ حصدت علامة 75 بالمائة في الفرع الأدبي من الثانوية العامة، برغم إعاقتها.

الصورة
الفلسطينية ياسمين جناجرة (العربي الجديد)
انتصرت ياسمين جناجرة على كل العراقيل (العربي الجديد)

وتتنقل ياسمين على كرسي متحرك يعمل بالكهرباء، فيما تجد صعوبة بالغة في تحريك يديها وقدميها، وراعت وزارة التربية والتعليم ذلك، وخصصت لها معلماً خلال فترة الامتحانات لتدوين إجاباتها.

تقول ياسمين لـ"العربي الجديد": "سعيدة جداً بنجاحي، فقد كان اجتياز الثانوية العامة حلماً بالنسبة إلي، وإنني أحمد الله على ذلك، كنت على ثقة أنني سأنجح، لذلك طلبت من عائلتي قبل يوم من إعلان النتائج تعليق البالونات، وتجهيز الحلويات والمشروبات، ولم يتأخروا دقيقة في تلبية طلباتي، لأنهم أيضاً يؤمنون بقدراتي".

الصورة
الفلسطينية ياسمين جناجرة (العربي الجديد)
فرحتها بالنجاح لا توصف بعد مجهوداتها (العربي الجديد)

وعن فترة الاستعداد التي سبقت الامتحانات، تقول ياسمين: "اجتهدت في إنهاء معظم المناهج الدراسية فهماً وحفظاً، وكنت أسهر حتى ساعة متأخرة من الليل برفقة والدتي، ولم أكن أتردد بالاتصال بالمرشدين التربويين الذين كانوا يتابعونني، وكذلك بالمعلمات اللواتي كنّ لا يبخلن بالحضور إلى بيتي، لشرح ما يلزم من دروس".

الصورة
الفلسطينية ياسمين جناجرة (العربي الجديد)
كانت محاطة بأسرتها ومدرسيها (العربي الجديد)

أما عن فترة الامتحانات، فلم تكن سهلة على ياسمين، نظراً للضغط النفسي ورهبة الثانوية العامة، وكذلك لظروفها الصحية ووضعها الجسدي، " إدارة مدرستي ومديرية التربية والتعليم في نابلس وفروا لي كل الظروف والمناخ المناسب حتى أؤدي الامتحانات، وقد افتتحوا لي قاعة خاصة بمدرسة بنات طلوزة الثانوية يوجد بها (مدون)، ومراقب".

الصورة
الفلسطينية ياسمين جناجرة (العربي الجديد)
كانت ياسمين متأكدة من نجاحها (العربي الجديد)

أما فرحة والدتها هالة عبد الهادي سمارة فلا تقلّ عن فرحة ياسمين، وهي تحاول أن تمنع نفسها عن البكاء، لكن الدموع كانت تغلبها كلما نظرت إلى ابنتها التي تعيش، كما تقول الأم، "أجمل أيام حياتها التي قد تنسيها، ولو مؤقتاً ما مرت به من أحوال".

"هي ابنتي الوحيدة ورفيقتي وكل حياتي، رافقتها في مرحلة العلاج منذ الصغر، وفي رياض الأطفال والصفوف الأساسية، كنت أستمد منها العزيمة والصبر، فالله قد حباها بنفسية رائعة ومعنويات عالية ولسان طليق وعقل واع متفتح"، تؤكد الأم.

الصورة
الفلسطينية ياسمين جناجرة (العربي الجديد)
محاطة بدعم أسري كبير (العربي الجديد)

وتضيف: "والد ياسمين قبل وفاته أوصى الجميع بها، واليوم الكل يسعى لرضى الله ثم رضاها، إنها شابة غير متطلبة تدرك وضعها لكن تؤمن بقدراتها على تجاوزه".

كانت الأم تراجع مع ابنتها المادة الدراسية قبل كل امتحان، وتذهب معها إلى القاعة، وتبقى في الخارج حتى تنتهي من تقديمه، ومن ثم تحاولان معاً تقييم الأداء، ثم تعودان مسرعتين إلى البيت للبدء من جديد بالاستعداد للامتحان التالي.

واليوم تطمح ياسمين أن تدرس تخصص التربية الخاصة، وتقول لـ"العربي الجديد": "لا نبالغ إن قلت إن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى دعم أكبر، وإلى تحسين ظروفهم، وإجراء التعديلات البنيوية لدمجهم في المجتمع، ولأنني واحدة منهم أريد أن أقف معهم وأتخصص في هذا المجال".

المعيق الكبير اليوم أمام ياسمين هو التنقل، لذا هي توجه دعوة لمساعدتها في توفير مركبة مؤهلة لنقلها من قريتها إلى الجامعة في مدينة نابلس، وتوضح: "إن مركبات النقل العام ليست مصممة لمراعاة احتياجاتنا، وهناك معاناة في الصعود والنزول منها، إضافة إلى التكلفة المرتفعة وهذا سيثقل كاهل عائلتي. أتمنى أن يلقى ندائي آذاناً صاغية".

المساهمون