العراق يحذر من خطورة موجة كورونا الرابعة

16 يناير 2022
السلطات تطالب العراقيين بوعي أكبر (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

مع إعلان وزارة الصحة والبيئة في العراق دخول البلاد في مرحلة الموجة الرابعة من وباء كورونا التي تترافق مع احتمال تسجيل إصابات بمتحوّر "أوميكرون" سريع الانتشار، يتخوف المواطنون مجدداً من تكرار فقدان السيطرة على الأزمة مع تراجع الخدمات الصحية، لكن الوزارة أكدت استعدادها لمواجهة الموجة الجديدة. 
وشهد العراق خلال الموجات السابقة من الوباء وظهور المتحورات وبينها "دلتا" حالة من عدم السيطرة على الملف الوبائي، بتأثير المستشفيات والأسرّة القليلة وغياب الدعم اللوجستي للأطباء، ما أفضى إلى تزاحم المصابين في الردهات، وأدى إلى مشاكل كثيرة وحوادث حرائق خلّفت عشرات القتلى في مستشفيات مثل ابن الخطيب والحسين بالناصرية العام الماضي.
وأكد مدير عام دائرة الصحة العامة رياض عبد الأمير، أن "السلطات تراقب الوضع الوبائي الذي زادت حالاته الموجبة في الأسابيع الأخيرة، ما يعني أننا دخلنا في الموجة الرابعة من جائحة كورونا، وأن المواطنين يجب أن يعوا خطورة هذه الموجة التي تشهد ظهور متحوّر جديد سريع الانتقال". 

كوفيد-19
التحديثات الحية

واعتبر أن "الفيروس ما زال خطراً، ويتطلب عدم التهاون معه. وحتى إذا كان متحور أوميكرون الجديد أقل شدة من السابق دلتا، لكنه أسرع انتشاراً 10 مرات في الانتقال، ما يعني أن الإصابات ستكون كثيرة، وسيشغل المؤسسات الصحية عن الخدمات الأساسية، ما سيؤثر على صحة المواطنين. وقد ثبت عملياً بأن الملقحين هم في منأى عن خطورة المتحوّر، فالتطعيم يمنحهم مناعة كافية لتقليل شدة المرض". 
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إلى أن العراق دخل مرحلة جديدة في التعامل مع فيروس كورونا، قد تكون صعبة وتحتاج إلى التزام وقائي وحذر من التعرض لإصابة. وقال لـ"العربي الجديد": "شعرت وزارة الصحة بالخطر قبل نحو شهرين، وكثفت جهودها لإعداد الكوادر الصحية ودعمها لمواجهة الجائحة، وزيادة الأسرة وتوفير المتطلبات اللوجستية للمستشفيات، كما زادت دعواتها لتلقي اللقاح وعدم التجمع في الأماكن المغلقة، وأخذ الجرعة التعزيزية الثالثة من اللقاح لفئات محددة". 
ولفت إلى أن "الالتزام بالوقاية يحد من انتشار الفيروس حتى إذا دخلت متحوّرات جديدة بينها أوميكرون. كما أن الوحدات الصحية في أنحاء البلاد مستعدة للموجة الجديدة، خصوصاً أن عدد الملقحين ارتفع وانخفضت الوفيات إلى أرقام متدنية، لكن قلة الإقبال على اللقاح تشكل عامل قلق، لذا لا بدّ أن يهتم المواطنون بأخذه خصوصاً أنه متوفر بكميات كبيرة". 
ودفع دخول متحوّر أوميكرون الجديد الحكومة المحلية في العاصمة بغداد إلى تقليص فترات الدوام الرسمي في الدوائر التابعة لها إلى النصف. وأكدت في بيان ضرورة التزام الإجراءات الوقائية الصادرة عن اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية التي كانت ناقشت في اجتماع عقدته برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تطورات كورونا في البلاد، في ظل تزايد عدد الإصابات، والجهود الصحية المطلوبة لاحتواء الموجة الجديدة. 
وأصدرت اللجنة توصيات عدة منها إلزام الوافدين المواطنين والأجانب إلى العراق بإبراز حصولهم على لقاحات كورونا، وفحص تشخيص وضع الفيروس (بي سي آر) بنتيجة سالبة أجري قبل 72 ساعة قبل دخول العراق. كما أعلنت قرارات أخرى ترتبط بالوافدين، بينها التشديد على إبراز البطاقة الدولية الخاصة باللقاح. 

دعوات للتلقيح لتجنب المستشفيات (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
دعوات للتلقيح لتجنب المستشفيات (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

لكن المسؤول المحلي في محافظة بغداد، علي حبيب، قال لـ"العربي الجديد" إن "المستشفيات قد لا تستوعب الأعداد المتزايدة للمصابين بفيروس "كورونا خلال الأسابيع المقبلة، إذ إن السلطات الصحية لم تستحدث أقساماً جديدة أو تضِف مزيداً من الأسرّة في المستشفيات سواء في مدينة الطب أو الردهات الوبائية الأخرى".
وتابع: "يتوجه العراقيون منذ العام الماضي إلى منازلهم بعد تأكيد إصابتهم بالفيروس، حيث يتولون رعاية أنفسهم، لأن معظم المستشفيات تعاني من نقصٍ كبير في مادة الأكسجين، كما لا بدّ من تجنب تكرار الحوادث الكارثية مثل الحرائق التي شهدتها مستشفيات في الناصرية وبغداد". 
أما مدير مستشفى الزهراء في بغداد عباس الحسيني فأكد في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "وزارة الصحة استعدت مبكراً للموجة الرابعة، وأوعزت لكل دوائرها باستكمال جهوزيتها للتعامل مع حالات طارئة والزيادة الكبيرة في عدد المصابين".
يضيف: "يلغي اللقاح حتماً الحاجة إلى دخول المستشفى، لذا يجب أن يتوجه جميع المواطنين الذين لم يتلقوه إلى مراكز التلقيح للحصول عليه، وهو متوفر وفعّال وآمن". 

وكان عدد الإصابات تراجع خلال الفترة الأخيرة إلى حوالى 150 يومياً، قبل تسجيل طفرات جديدة، إذ أعلنت وزارة الصحة أخيراً أن عدد الإصابات ارتفع إلى أكثر من 2000 يومياً، كما تراجعت نسب الشفاء، في حين تجاوز عدد الملقحين 9 ملايين شخص. ولم تسجل الوزارة أي حالات خطرة أو مضاعفات لدى الملقحين.