أعلنت وزارة الصحة العراقية، يوم الثلاثاء، عن إطلاق حملة تحصين واسعة ضد فيروس كورونا الجديد في المناطق الشعبية والأحياء السكنية في بغداد والمحافظات العراقية كافة، من ضمن خطة الوزارة لرفع عدد متلقّي اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى نحو 10 ملايين عراقي قبل نهاية العام الجاري.
وتواصل معدّلات الإصابة بالوباء تراجعها في البلاد مسجّلة أرقاماً منخفضة مقارنة بالأسابيع الماضية. فقد سُجّل اليوم الثلاثاء نحو 1400 إصابة فقط في عموم مدن البلاد، لكنّ الوفيات ما زالت مرتفعة، ما بين 30 و40 وفاة يومياً. وقد بلغ إجمالي عدد الإصابات في العراق منذ ظهور الوباء فيه نحو مليونَين ونصف مليون إصابة، إلى جانب 23 ألف وفاة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر قوله إنّ "وزارة الصحة أطلقت حملة ميدانية للتطعيم في عدد من الأحياء الشعبية في ضواحي بغداد"، مؤكداً أنّ "حملة التطعيم تشمل المحافظات أيضاً". وأشار إلى أن كوادر طبية وصحية متخصصة تتولى عمليات التحصين في المناطق السكنية، وباشرت ذلك يوم الثلاثاء في منطقة الصدر، الضاحية الشرقية للعاصمة بغداد.
وكانت الوزارة قد حذّرت، الإثنين، من موجة رابعة تضرب العراق في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية مع بدء فصل الشتاء في البلاد. وقال البدر إنّه في حال حدوثها "سوف تشكّل تحدياً كبيراً وعبئاً ثقيلاً على النظام الصحي للبلاد الذي استنزفت موارده وخدماته في خلال الموجات السابقة"، داعياً إلى "اتّخاذ إجراءات احترازية مشدّدة حيال ذلك".
وأكد البدر أنّ "خطة الوزارة للوصول إلى المناعة هي الاستمرار في عمليات التطعيم وزيادة منافذها". وحذّر من أنّ "الخطر ما زال قائماً، سواء في العراق أو بقية دول العالم"، موضحاً، في حديث صحافي، أنّه "مع بدء الموسم الدراسي، هناك قرارات للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية تخصّ الجامعات والمدارس والأساتذة وجميع الموظفين تتضمّن المطالبة بتقديم كارت اللقاح من قبلهم قبل الدخول".
وفي هذا السياق، قال عضو نقابة الأطباء العراقية أحمد المحمدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة تستهدف تحصين ما لا يقلّ عن 10 ملايين قبل نهاية العام الجاري، وهذا أقصى ما يمكن تحقيقه في ظلّ استمرار شرائح كثيرة من المواطنين في عدم الاكتراث بخطر الوباء". وأضاف المحمدي أنّ "العراق حصّن حتى الآن نحو خمسة ملايين و600 ألف فقط، وهذا عدد قليل مقارنة بعدد العراقيين البالغ 41 مليون نسمة. ونحتاج إلى الوصول إلى نصف عدد السكان قبل الحديث عن تجاوز مرحلة الخطر".
وأوضح المحمدي أنّ "الحكومة وفّرت كميات ضخمة من لقاحَ فايزر-بيونتيك وأكسفورد-أسترازينيكا في المستشفيات والمراكز الصحية، ومن الممكن حالياً تلقّي اللقاح المضاد لكوفيد-19 من دون انتظار".
ولم يخفِ المحمدي تأييده "خطوة بعض الوزارات والدوائر الحكومية فرض شرط شهادة التحصين لمن يرغب في الدخول إليها". وبحسب المحمدي، فإنّه "لا بدّ للوزارة أن تستهدف حاليا الجامعات والمعاهد وتنفّذ زيارات ميدانية لها بهدف منح اللقاح للطلاب والعاملين فيها، مستفيدة من بداية العام الدراسي الجديد".