أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية، اليوم الثلاثاء، عن نزوح أكثر من 70 ألف مدني من بلدات الشرقاط والحاج علي والقيارة (65 كلم جنوب الموصل)، مؤكدةً أنهم يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة.
فيما قال ناشطون ومنظمات مجتمع مدني تُعنى بشؤون النازحين، إن أكثر من 35 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الحر والعطش الشديدين خلال نزوحهم هرباً من العمليات العسكرية على مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية من الجيش وقوات الشرطة الاتحادية في قضاءي بيجي والقيارة.
وتسعى القوات الحكومية من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية لتحرير تلك المناطق واستعادتها من قبضة تنظيم "الدولة" بعد إحكام فرضها حصاراً كاملاً على تلك المناطق، لكن آلاف الأسر هربت خوفاً من بطش التنظيم الذي وضعهم أمام خيار الموت جوعاً أو قصفاً بسبب العمليات العسكرية.
وكشفت جمعية الهلال الأحمر العراقية، في بيان اليوم، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أنّ "أعداد النازحين من مناطق الشرقاط وحاج علي والقيارة ارتفعت إلى أكثر من 70 ألف نازح يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة وسط موجة الحر الشديدة، وأكثر من 30 ألف نازح منهم متواجدون في مخيم ديبكة في منطقة مخمور (65 كلم جنوب نينوى)".
وأضاف البيان أن "أكثر من 40 ألف نازح اتجهوا إلى مدينة تكريت، غالبيتهم يعيشون في الأماكن العامة وعند أقاربهم، فضلا عن بعض النازحين الذين انتقلوا إلى كركوك أو إقليم كردستان، وتم توزيع أكثر من 120 ألف وجبة غذاء ومياه شرب على النازحين، كما نشرت فرق للدعم النفسي والإسعاف الأولي بغية التخفيف من معاناتهم".
وتوقعت الجمعية زيادة عدد النازحين في الأيام القادمة وزيادة التحديات الإنسانية لسكان الشرقاط والقيارة.
من جهته، قال رئيس منظمة العراق للنازحين، جاسم العلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع الإنسانية للنازحين والهاربين من القيارة والشرقاط (جنوبي نينوى) باتت صعبة، وهي أشبه ما تكون بالموت البطيء، لأن النازحين في كل الأحوال يموتون بسبب تنظيم داعش الذي يمنع خروجهم من مناطق سيطرته وحصار القوات العسكرية من الخارج".
وتابع "المنظمة سجلت رسمياً مقتل نحو 35 مدنياً، غالبيتهم نساء وأطفال، من الشرقاط والقيارة، خلال رحلة نزوحهم، في وقت فخّخ فيه تنظيم داعش أغلب الطرق بالعبوات الناسفة وعند خروج النازحين انفجرت فيهم، فيما توفي آخرون بسبب العطش الشديد.