طالبت وزارة الاتصالات العراقية، اليوم الأحد، وزارة التربية بإيجاد حلول بديلة لمشكلة تسرّب الأسئلة الخاصة بالامتحانات النهائية لطلبة السادس الإعدادي (البكالوريا)، فيما لم تؤيد قرار قطع خدمة الإنترنت خلال فترة الامتحانات الذي تتخذه وزارة الاتصالات منذ أعوام، ما تسبب بموجة من التندر والسخرية الشعبية من الإجراءات الحكومية للحفاظ على الوضع الآمن خلال فترة الامتحانات.
وذكرت وزارة الاتصالات، في بيان، أن "مجلس الوزراء وجّه بقطع الخدمة لثلاث ساعات يومياً من 17 وحتى 28 سبتمبر/أيلول، بناءً على طلب وزارة التربية، وبهذا الصدد نرجو أن تقوم وزارة التربية بإيجاد حلول بديلة لمشكلة أسئلة الامتحانات، إذ لا تؤيد وزارة الاتصالات قطع خدمة الإنترنت".
قبل ذلك، أعلنت وزارة التربية عن تجربة جديدة لنقل الأسئلة الوزارية خلال الامتحانات التي بدأت اليوم، من خلال البرامج المؤمنة إلكترونياً، مشيرة في بيان إلى أن الإجراء الجديد يمنع تسرب الأسئلة أو التعرض لها، وحفاظاً على سريتها المطلقة، لذلك أقدمت الوزارة على نقل الأسئلة إلكترونياً، تزامناً مع انطلاق امتحانات الدور الثاني للدراسة الإعدادية للعام الدراسي 2022-2023 في عدد من المراكز الامتحانية التابعة لمديريات التربية في بغداد".
وأكدت الوزارة "نجاح التجربة التي تعد الأولى من نوعها في مجال تحديث العملية الامتحانية ومواكبتها التطور التكنولوجي العالمي"، مشيرة إلى أن "الوزارة ستعتمد هذه الطريقة الحديثة وبشكل أوسع في الأعوام الدراسية المقبلة".
في غضون ذلك، انتقد مركز "النخيل" للحقوق والحريات الصحافية، قطع الإنترنت خلال فترة الامتحانات الوزارية للدور الثاني على حساب حقوق الآخرين المكفولة دستورياً وقانونياً، فيما وصف عبر بيان، أصدره المركز، قرار قطع خدمة الإنترنت بـ"التخبط الحكومي".
وأضاف مركز "النخيل" أن "تخبطاً حكومياً واضحاً في إدارة هذا الملف، حيث سبق لوكيل وزارة التربية فلاح القيسي أن اشتكى في تصريح صحافي من أن قطع الإنترنت تسبب بإرباك في عملية التواصل مع المراكز الامتحانية في الخارج"، مؤكداً أنه "لا حاجة إلى قطع الإنترنت من الساعة الرابعة فجراً إلى الثامنة صباحاً كون الأسئلة مؤمنة في هذا الوقت".
حتى نهاية العام ٢٠١٩ خسائر العراق من قطع الانترنت بلغت ٢.٥ مليار دولار وفق احصائيات (The Global Cost of Internet Shutdown)
— تقنية عراقية (@iraqitechs) September 17, 2023
بدل ما تجيبون اعلاميين يطبلولكم ابنوا انظمة بيها حظ للوزارات و جنبوا البلد الخسائر المليارية بسبب عقولكم الواكفة !!! pic.twitter.com/CC75QyFQTZ
وشدد على أنه "لا يحق لأي جهة التجاوز على حقوق المواطنين وأصحاب الأعمال، فهناك عشرات الآلاف ممن تتوقف أعمالهم وتتأثر أرزاقهم، وقد يصل الأمر إلى وقف بعض الإجراءات الصحية المعتمدة على الإنترنت، فضلاً عن تضرر المواقع الإلكترونية الصحافية العاملة على الإنترنت"، لافتاً إلى أن "قطع الإنترنت يتسبب بخسائر مالية كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات في اليوم الواحد".
من جهته، قال المشرف التربوي من العاصمة العراقية بغداد، وسام مصطفى، إن "الإجراءات الحكومية الهادفة لحماية أسئلة الامتحانات تؤثر بشكلٍ كبير في قطاعات كثيرة بالعراق، وتحديداً الشركات الأهلية، وهو إجراء لا يمنع تسريب الأسئلة، لأن حالات التسريب التي حدثت خلال الأعوام الماضية، سبقت عملية غلق خدمة الإنترنت قبل نحو 24 ساعة من موعد الامتحان"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "معالجة هذه المشكلة تكون من خلال العثور على الجماعة التي تقوم بسرقة الأسئلة وتسريبها، وبكل تأكيد فإنها جماعة تعمل داخل وزارة التربية".
حساب "تقنية عراقية"، أشار إلى أنه "حتى نهاية عام 2019 فإن خسائر العراق من قطع الإنترنت بلغت 2.5 مليار دولار وفق إحصائيات (The Global Cost of Internet Shutdown)".
وتعمد وزارة التربية العراقية إلى قطع الإنترنت في أيام الامتحانات للصفوف المنتهية (الثالث المتوسط والسادس الإعدادي) وسيلة لتجنب تسريب الأسئلة والغش، كونها قد تعرّضت لإحراج كبير، إثر تكرار تسرّب أسئلة الامتحانات العام الماضي، ما دفعها إلى تأجيل موعدها مرات بالتزامن مع تسريب الأسئلة. وأربك ذلك الطلاب، وجعل الوزارة تواجه انتقادات كبيرة بشأن عدم قدرتها على ضبط ملف الأسئلة.