العراق: اعتقال 14 ألف متورّط في تجارة المخدرات منذ بداية 2024

22 ديسمبر 2024
من عملية تلف مخدرات في كركوك، شمال العراق، 3 نوفمبر 2023 (علي مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقلت وزارة الداخلية العراقية 14 ألف متورط في تجارة المخدرات وضبطت ستة أطنان من المواد المخدرة منذ بداية 2024، مع إصدار أحكام بالإعدام على 133 متاجراً دولياً.
- تواجه العراق تحدياً أمنياً رئيسياً بسبب انتشار المخدرات، حيث تُعتبر البلاد ممراً لهذه المواد نحو الدول العربية، وتشمل المواد الأكثر انتشاراً الكريستال والكبتاغون والحشيش والهيروين.
- رغم النجاحات الأمنية، لا يزال العراق بحاجة إلى جهود أكبر لمكافحة المخدرات، حيث ترتبط بزيادة الجرائم، مع تحذيرات من تفشي تعاطي المخدرات بين الشباب.

كشفت وزارة الداخلية العراقية، في أحدث بياناتها، أنّ 14 ألف متورّط في تجارة المخدرات وترويجها اعتُقلوا فيما ضُبطت ستّة أطنان من مختلف المواد المخدرة في البلاد، منذ مطلع عام 2024 الذي يشارف على نهايته. وقد أشارت الأرقام، التي نشرتها مديرية مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية في العراق، إلى أنّ أحكاماً بالإعدام صدرت بحقّ 133 متاجراً دولياً" بالمخدرات.

وفي الأشهر الأخيرة، كثّف العراق ما يصفه مسؤولون بأنّه "حرب على المخدرات"، بعد تصنيفات أظهرت أنّ أزمة انتشار المخدرات باتت التحدّي الأمني الرئيسي في البلاد، بعد خطر الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن المتحدّث باسم مديرية مكافحة المخدرات العراقية حسين التميمي قوله إنّ جهدهم تحوّل من عمل شرطة إلى عمل "استخبارات"، الأمر الذي عدّه سبباً في تطوّر ملاحقة عصابات المخدرات في البلاد.

ولم يكشف التميمي تفاصيل أخرى في إطار حصيلة نهاية العام التي قدّمتها السلطات العراقية بشأن الحرب على المخدرات في البلاد، لكنّ مسؤولاً عراقياً في وزارة الداخلية قال لـ"العربي الجديد" إنّ قيمة المواد المخدرة التي صُودرت تصل إلى 200 مليون دولار أميركي، عدا عن سيارات ومواقع وأدوات تستخدمها شبكات الاتّجار بالمخدرات وترويجها في داخل العراق.

أضاف المسؤول العراقي، الذي تحفّظ عن ذكر هويته إذ هو غير مخوّل بالتصريح، أنّ "الجنسيّتَين السورية والإيرانية تتصدّران قائمة جنسيات المعتقلين بجرائم الاتّجار بالمخدرات بعد الجنسية العراقية". وتوقّع انحسار الاتّجار بالكبتاغون في المجتمع العراقي في العام المقبل، وذلك "بعد التغيير الحاصل في سورية" التي تُعَدّ مصدراً رئيسياً له.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وكان تقرير سابق أصدرته مفوضية حقوق الإنسان العراقية قد بيّن أكثر أنواع المواد المخدرة المنتشر تعاطيها في العراق مادة الكريستال التي تعبر من الأراضي الإيرانية، والكبتاغون الذي يعبر من الأراضي السورية المجاورة، بالإضافة إلى الحشيش (القنّب الهندي) والهيروين. وتُعَدّ المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، ولا سيّما أنّ تجارتها قد اتّسعت في الفترة الأخيرة بصورة خطرة، وتحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد في اتّجاه عدد من الدول العربية.

في سياق متصل، قال الناشط العراقي محمد عمر العبيدي، عضو حملة "عوفوها" لمكافحة انتشار الإدمان وتعاطي المواد المخدرة في العراق، لـ"العربي الجديد" إنّه "على الرغم من أنّ الحصيلة المعلنة كبيرة وتدلّل على نجاح أمني مهم، فإنّ العراق ما زال، للأسف، في حاجة إلى عمل أكبر في مجال مكافحة المخدرات". أضاف العبيدي أنّ "من بين مرتكبي 10 جرائم قتل وسرقة وسطو واعتداء، سبعة هم أشخاص يدمنون المواد المخدرة"، ولذلك إنّ "المخدرات يُعَدّ تهديداً أمنياً خطراً للمجتمع، لا يقلّ عن خطر الإرهاب".

وإذ توقّع الناشط العراقي أن "يشهد العراق تحسّناً في مجال انحسار تعاطي الكبتاغون" نتيجة الأوضاع في سورية، فقد شدّد على وجوب أن "تسعى القوى الأمنية العراقية إلى منع إنشاء أيّ بؤر إنتاج في داخل البلاد".

وسبق أن حذّرت وزارة الصحة العراقية من تفشّي تعاطي المخدرات في البلاد، موضحة أنّ "مواد خطرة مثل الكريستال والحشيش والأفيون باتت منتشرة في العراق". أضافت أنّ "الحاجة تبرز إلى وضع خطط استراتيجية لمواجهتها، خصوصاً أنّ المتاجرين بمعظمهم يستهدفون الشبّان من طلاب الجامعات والمدارس".

المساهمون