الطحالب تطارد الفارين من حرارة الصيف على شاطئ غزة

03 يوليو 2023
تتكاثر الطحالب بكثافة عالية في درجات الحرارة المرتفعة (الأناضول)
+ الخط -

على بعد أمتار من شاطئ البحر في قطاع غزة، يظهر لون المياه متدرجا بين الأخضر والبني المائل للأسود، نتيجة انتشار طحالب متنوعة الألوان بدأت بالتجمع مؤخرا على سطح مساحات واسعة من البحر، متسببة في تعكير صفو الباحثين عن أماكن مجانية للاستجمام والترويح عن أنفسهم في فصل الصيف، خصوصا مع بدء العطلة الصيفية.

وعادة ما يبدأ ظهور الطحالب تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف وركود حركة البحر، الأمر الذي يساهم في تكاثر الطحالب بكثافة عالية.

الصورة
طحالب على شاطئ غزة (الاناضول)
تظهر الطحالب مع ارتفاع درجة الحرارة (الأناضول)

الفلسطينية ندى عفانة (33 عاما) تقول إنها "تمنع أطفالها من النزول إلى الشاطئ خوفا عليهم من آثار تلك الطحالب"، مضيفة أن "الشواطئ التي توجد فيها طحالب تكون مياهها معكرة، ولا يشجع لونها على النزول إلى البحر".

وأشارت عفانة إلى أنها "في البداية، كانت تعتقد أن تغير لون المياه مصدره مياه الصرف الصحي غير المعالجة، إلا أن الاقتراب من الشاطئ والنظر في المياه يؤكد وجود الطحالب بكميات كبيرة"، موضحة أن "عائلتها تبحث عن مناطق بحرية خالية من الطحالب الخضراء، للاستمتاع بمشهد البحر ومياهه".

مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة أحمد أبو عبدو يقول إن "التغير في لون البحر يرجع لانتشار الطحالب التي تعتبر جزءا من النظم البيئية الموجودة في العالم، سواء كانت المياه مالحة أو عذبة"، مضيفا: "تكاثر الطحالب يعود لعدة عوامل، منها التغيّر المناخي وزيادة درجات الحرارة".

الصورة
طحالب على شاطئ غزة (الاناضول)
الطحالب تعكر صفو رواد الشواطئ في غزة (الأناضول)

وأضاف أن" البحر مرّ بحالة من الركود والهدوء خلال الفترات الماضية، حيث كانت الأمواج منخفضة، ما شكّل عاملا لتكاثر الطحالب"، موضحا أن "ضوء الشمس يساعد أيضا على تكاثر الطحالب، إلى جانب الجريان الغذائي حيث تحتاج الطحالب للمركبات النيتروجينية والفسفور للنمو، والتي تأتي بطبيعة الحال من مياه الصرف الصحي غير المعالج، أو من شبكات تصريف مياه الأمطار التي تحتوي على عوالق عضوية تأتي من المدن إلى البحر".

وبخصوص تصريف مياه الصرف الصحي، قال أبو عبدو إن "البلدية، منذ سبتمبر/ أيلول 2019، حرصت على عدم تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة بشكل مباشر إلى البحر، باستثناء أوقات الظروف غير الطبيعية التي يمر بها القطاع؛ كحرب عام 2021 والتصعيد الأخير" في مايو/ أيار الماضي، ومع ذلك، فإننا نحدد بالتعاون مع مؤسسات حكومية المناطق المسموح فيها بالسباحة، وفقا للمناطق التي يوجد فيها تصريف للمياه غير المعالجة". 

الصورة
طحالب على شاطئ غزة (الاناضول)
الطحالب تؤثر سلبا على البيئة الحيوية داخل البحر (الأناضول)

 وحول خطورة الطحالب، يقول أبو عبدو إن "الطحالب لا تؤثر على صحة وسلامة الإنسان بشكل مباشر كونها غير سامة، وإنما تؤدي لتعكير لون البحر ونفور السكان منه"، مضيفا: "غالبية الزوار يبحثون عن مناطق خالية من الطحالب، ويبتعدون عن الشاطئ ذي اللون الغريب، كما تؤثر الطحالب سلبا على عمليات الإنقاذ البحري".

وأوضح أبو عبدو أن "الطحالب تؤثر سلبا على البيئة الحيوية داخل البحر، حيث تمنع وصول ضوء الشمس إلى الكائنات البحرية الحية، كما تتسبب بمشاكل للمنشآت الخرسانية داخل البحر، أو لمراكب الصيادين خاصة عند التصاقها بالمحرّكات، ما يسبب تلفها".

وعن أماكن تجمع الطحالب، قال أبو عبدو إن ذلك "يتأثر بحركة التيارات البحرية واتجاهها (من الشمال إلى الجنوب)، لذا نجدها قرب المنطقة الجنوبية لألسنة الموانئ، حيث تصطدم بها وتتجمع حولها"، مشيرا إلى أن "لون سطح البحر ينقسم إلى عدة ألوان، حسب نوع الطحالب أو الصبغة الموجودة في النباتات"، موضحا أن "الطحالب الخضراء تعد الأكثر انتشارا، إضافة إلى اللون البني والأصفر والأسود".

وأفاد أبو عبدو بأنه "في الوقت الحالي، يسود على سطح البحر اللون الأخضر المائل للاصفرار، فيما تتلون مناطق أخرى باللون الأسود أو الأصفر، وهو مؤشر على ارتفاع نسبة تعكر المياه"، بحسب قوله.

وأوضح أنه "من المفترض أن ينظف البحر نفسه خلال الأيام القادمة، ويلقي بالطحالب والنفايات الصلبة الموجودة فيه إلى الشاطئ، كما من المتوقع أن تظهر الطحالب مرة أُخرى خلال العام الجاري".

جدير بالذكر أن "البلدية تقوم بأعمال تنظيف دورية لرمال شاطئ البحر كي تبقيها ملائمة للاستجمام على الدوام"، وفق أبو عبدو.

(الأناضول)

المساهمون