تستحوذ السلطات الصينية على إنتاج عدد من شركات الأدوية من العقاقير الأساسية في مواجهة موجة غير مسبوقة من وباء كوفيد 19 بينما تشهد السوق نقصًا في الأدوية.
وتفرض الصين منذ العام 2020، تدابير صحية صارمة في إطار سياسة "صفر كوفيد" التي جعلت من الممكن حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر والذين لم يتلقّوا اللقاح، ولكن السلطة أنهت غالبية القيود في بداية ديسمبر/كانون الأول، وسط تزايد السخط بين السكان وتأثيرها الكبير على الاقتصاد.
في هونغ كونغ، هناك أيضاً سباق على شراء الأدوية المضادة للأنفلونزا التي لا تستلزم وصفة طبية
ومنذ ذلك الحين، يُسجل تسارع في حالات كوفيد في الصين في الوقت الذي تشهد فيه نقصاً في أدوية خفض الحمى والاختبارات الذاتية، في مواجهة الطلب المتزايد عليها.
وفي ظلّ هذا الواقع، أفادت تقارير محلية بأنّ 11 على الأقل من أصل 42 من شركات تصنيع الأدوية استحوذت الحكومة على جزء من إنتاجها على الأقل.
وأشارت شركة "ويز بيوتيك" المصنّعة لاختبارات المستضدّات في شيامن (شرق)، على حسابها الرسمي، إلى "استحواذ" السلطات المحلية على إنتاجها. وأكد ممثل "ويز بيوتيك" هذا الأمر لوكالة "فرانس برس".
في بكين، أرسلت السلطات موظفين إضافيين إلى ستة من مصنّعي اختبارات المستضدات لمساعدتهم على "زيادة الإنتاج"، وفقاً لمذكّرة من البلدية.
وقال تشو تشيتشنغ، المسؤول في الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات، إنّ هذه القرارات تسمح بـ"تأمين الإنتاج، ولكن الخدمات اللوجستية ما زالت غير منتظمة... في المستشفيات والصيدليات"، مشيرا إلى أنه "لدينا حالة من الفوضى نوعًا ما" بسبب "الشراء المفرط" وطلب أشخاص "ضعف" حاجتهم.
تقول يانيان، البالغة من العمر 32 عاماً، والموظفة في مدينة شتنغدو (جنوب غرب): "عائلتي كلها مريضة ولا يمكنني شراء دواء للحمى".
وأفادت حوالى 12 صيدلية، الخميس الماضي، اتصلت بها وكالة فرانس برس في جميع أنحاء الصين، عن نقص في أدوية خفض الحرارة.
وقالت موظفة عبر الهاتف رافضة الكشف عن اسمها في ينشوان في نينغشيا (شمال): "لم يعد لدينا أيّ منها (أدوية الحمى) منذ أسبوع أو أسبوعين... ما زالت لدي بعض مسكّنات الألم ولكن القليل جداً منها...".
وقال أحد الموظفين في صيدلية في جيلين (شمال شرق)، بالقرب من كوريا الشمالية: "تلقيت للتو 30 عبوة جديدة (من الباراسيتامول) ولم يتبقَّ منها سوى 13 عبوة"، مضيفا "يمكن لكلّ شخص شراء عبوة واحدة فقط"، ناصحاً الناس بـ"الاستعجال" في ذلك.
في ظلّ حالة من التوتر، بدأت مدينة زوهاي الواقعة على حدود ماكاو (جنوب)، بتقييد شراء أقراص الأدوية المخفّضة للحمى إلى ستة أقراص في الأسبوع، بناء على تقديم وثيقة هوية، كما اتخذ عدد من المدن الكبرى بما في ذلك نانكينغ (شرقاً)، وشنغن (جنوباً)، إجراءات مماثلة.
قرب شنغهاي، دعت مدينة هانغتشو (شرق)، سكانها إلى شراء الأدوية بطريقة "عقلانية"، وقالت "لا تخزّنوا بشكل أعمى، أتركوا الأدوية لمن يحتاجها بالفعل".
في هونغ كونغ، المنطقة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي، هناك أيضاً سباق على شراء الأدوية المضادة للأنفلونزا التي لا تستلزم وصفة طبية، رغم الوضع الصحّي المستقر إلى حد كبير والذي لا يضاهي ما تشهده بقية أنحاء الصين.
وقال موظف في صيدلية لوكالة فرانس برس مشترطاً عدم الكشف عن هويته: "الأسبوع الماضي، اشترى الناس حوالى 12 أو عشرين صندوقاً من (باراسيتامول) لإرسالها إلى البر الرئيسي للصين".
وفي تايوان، الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، لوحظ الأمر ذاته، وقالت السلطات المحلية، الخميس، إنّها تدرس وضع قيود.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين، تمتلئ المستشفيات في المدن الكبرى بالمرضى المسنّين. ففي شنغهاي مثلاً، شاهدت وكالة فرانس برس، الخميس، ممرّات قسم الطوارئ مكتظّة، مع وجود المرضى على نقالات وتحت أجهزة التنفّس.
(فرانس برس)