تنتقل السلطات الصينية من بيت إلى آخر وتعرض أموالاً على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً من أجل الحصول على لقاح ضد كوفيد 19. لكن حتى مع زيادة حالات الإصابة، قال لي ليان شنغ، البالغ من العمر 64 عاماً، إن أصدقاءه قلقون من القصص التي تتحدث عن الحمى والجلطات الدموية والآثار الجانبية الأخرى.
في بكين، قال لي إنه كان متردداً في الحصول على جرعة معززة رابعة، حيث عانى صديقه من الحمى والجلطات الدموية بعد تلقيه التطعيم، مشيراً إلى تلقيه ثلاث جرعات من اللقاح قبل إصابته بكوفيد-19، قائلاً: "عندما يسمع الناس عن مثل هذه الحوادث، ربما لا يكونون مستعدين لتلقي اللقاحات".
بعد أيام قليلة من نوبة مرض إثر إصابة لي بالفيروس، استمرت 10 أيام، ما زال يعاني من التهاب الحلق والسعال، وقال إن الأمر بدا وكأنه "نزلة برد عادية" مع حمى خفيفة، متسائلاً "قيل أيضًا إن الفيروس يستمر في التحور، فكيف نعرف ما إذا كانت اللقاحات التي نتناولها مفيدة أم لا؟".
من جانبها، جددت بكين حملة التطعيم في الوقت الذي تحاول فيه التعامل مع موجة العدوى في جميع أنحاء البلاد بعد تخفيف ما يسمى باستراتيجية "صفر كوفيد".
انضمت الصين إلى دول أخرى في علاج الحالات المصابة بدلا من محاولة القضاء على انتقال الفيروس، حيث ألغت أو خففت القواعد الخاصة بالفحص والحجر الصحي والحركة في الوقت الذي تحاول فيه عكس الركود الاقتصادي. لكن هذا التحول أغرق المستشفيات بالمرضى المصابين بالحمى وصعوبة التنفس.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية عن حملة في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني لرفع معدل التطعيم بين كبار السن من الصينيين، والتي يقول خبراء الصحة إنها ضرورية لتجنب أزمة رعاية صحية. وتعد الحملة أكبر عقبة قبل أن يتمكن الحزب الشيوعي الحاكم من رفع آخر قيود مكافحة الفيروسات الأكثر صرامة في العالم.
وحتى الآن لم تعلن الحكومة عن نتائج اختبار اللقاحات الصينية على الأشخاص الأكبر من 60 عاماً، وهو ما يدفع الكثير من المسنين للخوف من الآثار الجانبية المحتملة، إذ يتردد البعض لأنهم يعانون من مرض السكري والقلب ومشاكل أخرى، بالرغم من تحذيرات خبراء الصحة من ضرورة تلقيحهم بشكل أكثر إلحاحاً.
وخلال عامين أبقت الصين أعداد الحالات المصابة منخفضة من خلال تطبيق استراتيجية "صفر كوفيد" التي عزلت المدن وحبست ملايين الأشخاص في منازلهم، ومع تراجعها عن هذا النهج، تواجه البلاد تفشياً للمرض على نطاق واسع مرت به البلدان الأخرى بالفعل.
6 وفيات خلال ديسمبر/ كانون الأول
سجلت لجنة الصحة ست وفيات فقط من جراء الإصابة بكوفيد – 19 هذا الشهر، ليرتفع العدد الرسمي للبلاد إلى 5241 حالة وفاة.
لا تحصي الصين سوى الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي أو فشل الجهاز التنفسي في حصيلة كوفيد 19 الرسمية، حسبما قال مسؤول صحي الأسبوع الماضي، ويستبعد هذا التعريف المحدود غير المعتاد العديد من الوفيات التي قد تنسبها البلدان الأخرى إلى كوفيد 19.
وتوقع الخبراء وفاة مليون إلى مليوني شخص في الصين حتى نهاية عام 2023.
تطعيم 90 المائة من الصينيين
تم تطعيم أكثر من 90 بالمائة من الأشخاص في الصين، لكن حوالي ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً فقط، وفقًا للجنة الصحة الوطنية.
ويبلغ عدد سكان الصين 191 مليوناً ممن تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، وفقاً لإحصاء عام 2020، وهي مجموعة تشكل بمفردها ثمن أكبر دولة من حيث عدد السكان، قبل بنغلاديش.
(أسوشييتد برس)