تقطن فوزية المحمد في خيمة متهالكة قرب مجرى للصرف الصحي في مخيمات كفردريان في ريف إدلب (شمال)، حيث تواجه وغيرها من النازحين خطر الإصابة بالأمراض، وخصوصاً الكوليرا الذي بات منتشراً في المخيمات شمال غرب البلاد. خيمة فوزية بنيت على أرض دفعت بدل إيجارها 150 دولاراً أميركيا على مدى عام، ولا تستطيع في الوقت الحالي تغيير مكان إقامتها بسبب ضيق الحال، لتعيش وسط روائح كريهة وانتشار الحشرات، وتواجه خطر الإصابة بالأمراض من جراء تلوث مياه الصرف الصحي.
تقول لـ "العربي الجديد" إنها كانت قد نزحت من ريف حماة الشرقي إلى مخيمات كفردريان غرب مدينة سرمدا، حيث استقرت مع عائلتها. تضيف: "بسبب قرب مجرى الصرف الصحي من الخيمة، نعاني من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات صيفاً وارتفاع مستوى مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه الأمطار شتاء، الأمر الذي يزيد من احتمال إصابتنا بأمراض عدة، ولا نملك مكاناً آخر نهرب إليه".
ويعيش النازحون وسط ظروف أمنية واقتصادية سيئة بالتوازي مع تراجع تقديم الخدمات في قطاعي الصحة والغذاء. وارتفعت نسبة الإصابة بالكوليرا في عدد من المناطق، ويخشى النازحون استمرار تفشيها.
من جهتها، تقول فاطمة العلي إنها تقطن في خيمة مهترئة وتقضي الكثير من الوقت في إصلاحها وحياكتها. كانت قد خسرت أربعة من أبنائها في قصف لقوات النظام السوري على ريف حماة الشرقي خلال السنوات الماضية، وتعيش الآن مع من تبقى من عائلتها.
وتوضح في حديثها لـ "العربي الجديد": "أعيش مع عائلتي في هذه الخيمة القماشية المهترئة من دون أي عازل للحرارة عدا عن الشقوق الكثيرة التي أغطيها بأكياس النايلون وأخيطها وأضع الحجارة حولها لتصمد قليلاً في وجه الرياح، وأقضي الكثير من الوقت في إصلاحها".
وتطالب المنظمات المعنية بأن ترأف بحالها وتساعدها من خلال منحها خيمة جديدة وبطانيات وخصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء الذي تصبح فيه المعاناة مضاعفة.
حال المخيمات في شمال غرب سورية لا يخفى على أحد. وعلى الرغم من مخاوف السكان من انتشار مرض الكوليرا وتحذيرات المنظمات العاملة في مجال الصحة، ما زالت المساعدات المقدمة أقل مما هو مطلوب. وكشف فريق "منسقو استجابة سورية" عن 19 إصابة بالكوليرا بالإضافة إلى 152 حالة مشتبه بإصابتها في المخيمات.