الصحة العالمية تدرس تصنيف جدري القرود "حالة طوارئ عالمية"

21 يوليو 2022
أكثر من 14 ألفاً و500 إصابة بجدري القرود سُجّلت في 70 دولة (وونغ يو ليانغ/ Getty)
+ الخط -

تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعاً للجنة الخبراء المعنية بجدري القرود، اليوم الخميس، لتحديد ما إذا كانت الزيادة الحالية في عدد الإصابات تدعو إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً. ومن المتوقع أن يستمرّ الاجتماع ساعات بحسب ما أشارت المنظمة لوكالة فرانس برس.

ولجنة الطوارئ هذه مكلّفة بتقييم المؤشرات الوبائية، علماً أنّ الوضع تفاقم في الأسابيع الأخيرة مع تسجيل أكثر من 14 ألفاً و500 إصابة في 70 دولة، وفقاً للأرقام الصادرة عن المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي".

وقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن قلقه من ارتفاع عدد الإصابات بجدري القرود، في مستهلّ الاجتماع، طالباً من خبراء اللجنة توصيات قبل الحسم بشأن إعلان حالة طوارئ صحية تثير قلقاً دولياً. وقال غيبريسوس: "أنا في حاجة إلى توصياتكم لتقييم تداعيات تطوّر هذا التفشّي على الصحة العامة على المدى القريب الفوري وعلى المدى البعيد". يُذكر أنّ غيبريسوس هو المسؤول عن الإعلان الذي يُعَدّ أعلى مستوى تنبيه لدى المنظمة، بناءً على توصيات اللجنة. وشدّد على إدراكه التام أنّ الأمر "ينطوي على مراعاة عوامل عديدة، بهدف نهائي هو حماية الصحة العامة".

وكان غيبريسوس قد شدّد في خلال مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، على أنه "مهما كانت توصية اللجنة، فإن منظمة الصحة العالمية سوف تواصل بذل كلّ ما في وسعها لوقف جدري القرود وإنقاذ الأرواح". يُذكر أنه في أول اجتماع عقدته اللجنة في 23 يونيو/ حزيران الماضي، أوصى خبراؤها بألا يعلن غيبريسوس حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً.

كل ما تودّ معرفته عن فيروس "جدري القرود"

منذ اكتشاف الإصابات الأولى بمرض جدري القرود مطلع مايو/أيار الماضي، بدأت العدوى تنتشر في خارج دول وسط أفريقيا وغربها حيث يستوطن الفيروس، فطاولت كلّ أنحاء العالم، في حين مثّلت أوروبا بؤرته.

وفيروس جدري القرود الذي يتسبّب في مرض يُعرَف بالاسم نفسه، اكتُشف بين البشر في عام 1970، وهو أقلّ خطورة وعدوى من الجدري الذي تم اجتثاثه في عام 1980. وفي معظم الحالات، المصابون هم رجال مثليّون وصغار في السنّ نسبياً ويعيشون بشكل رئيسي في المدن، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وابتداءً من 18 يوليو/تموز الجاري، سجّل المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها 7896 إصابة بجدري القردة. وكانت إسبانيا الأكثر تضرراً مع تسجيلها 2835 إصابة، تلتها ألمانيا مع 1924 إصابة، وفرنسا مع 912، وهولندا مع 656، والبرتغال مع 515، فيما الحالات تعود بمعظمها إلى "مجموعات من الرجال المثليين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و50 عاماً".

وأفادت الخبيرة الرئيسة في جدري القرود في منظمة الصحة العالمية روزاموند لويس، أمس الأربعاء، بأن الرجال في خارج أفريقيا "يمثّلون 99% من الحالات المبلّغ عنها"، وأن 98% من هؤلاء هم "مثليون، خصوصاً أولئك الذين لديهم شركاء متعدّدون أو جدد أو مجهولون".

يُذكر أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع المجتمع المدني ومجتمع الميم (المثليات والمثليون ومزدوجو الميل الجنسي ومغايرو الهوية الجنسانية وأحرار الهوية الجنسانية وحاملو صفات الجنسَين) لتسهيل نشر المعلومات حول المرض.

Image
ما ينبغي معرفته عن جدري القرود: طرق العدوى والأعراض وسبل الوقاية

وتعمل منظمة الصحة العالمية بالتوازي مع الدول الأعضاء والخبراء لتعزيز عمليات البحث والتطوير حول الفيروس. وقال غيبريسوس: "على الرغم من أنّنا نشهد اتجاهاً تنازلياً في بعض الدول، فإن أخرى ما زالت تواجه ارتفاعاً في عدد الإصابات، وقد أبلغت ست دول عن رصدها حالات أولى في الأسبوع الماضي". أضاف أن ثمّة ضعفاً في بعض الدول في ما يتعلق بوسائل التشخيص واللقاحات، الأمر الذي يجعل من الصعب تتبّع انتشار المرض ووقفه، في حين لا تتوفّر كميّة كبيرة من اللقاحات.

من جهة أخرى، أعلنت شركة "بافارين نورديك" الدنماركية، وهي المختبر الوحيد الذي ينتج لقاحاً مجازاً لمكافحة جدري القرود، أول من أمس الثلاثاء، أنها تلقّت طلبية بـ1.5 مليون جرعة، سوف تُسلّم معظمها في عام 2023، من دولة أوروبية لم تسمّها، فيما طلبت الولايات المتحدة الأميركية 2.5 مليون جرعة.

(فرانس برس)

المساهمون