أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، بأنّ وكالات الإغاثة تأمل في إجلاء نحو 140 مريضاً عالقين في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في حين ذكرت السلطات الفلسطينية أنّ القوات الإسرائيلية انسحبت لوقت قصير من هذا المستشفى قبل أن تعاود احتلاله من جديد.
ويأتي ذلك بعدما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ الفرق الطبية دفنت في حرم مجمع ناصر الطبي 13 مريضاً توفّوا بسبب انقطاع الكهرباء أو الأكسجين في هذه المنشأة الطبية التي تطبق قوات الاحتلال الإسرائيلي الخناق عليها، في سياق حربه المتواصلة على غزة لليوم 139.
وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ مجمع ناصر الطبي هو ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة بعد مجمّع الشفاء الطبي (شمال) والأوّل في جنوب القطاع، وله أهمية كبيرة وسط الشلل الذي يصيب الخدمات الصحية في غزة، غير أنّه توقّف عن العمل الأسبوع الماضي بعد حصار إسرائيلي استمرّ أسبوعاً أعقبته مداهمة.
وقال رئيس فريق الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف، في إيجاز صحافي اليوم الخميس، إنّ المنظمة وشركاءها نفّذوا حتى الآن ثلاث عمليات إجلاء من مجمع ناصر الطبي الواقع في مدينة خانيونس، كان آخرها أمس الأربعاء، ونُقل منه في خلالها 51 مريضاً في المجمل.
Unbelievable reality in #Gaza as patients are moved from Nasser Medical Complex, a major hospital, to a field hospital.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) February 22, 2024
Dr Sara Al-Saqqa, Gaza's first female surgeon, on the overstretched health system and the choices doctors face.#CeasefireNOW pic.twitter.com/0DXEghFyu6
أضاف ساباربيكوف أنّ "منظمة الصحة العالمية سوف تواصل محاولة إجلاء الأشخاص المصابين بأمراض وبجروح خطرة من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى في الجنوب، بما في ذلك المستشفيات الميدانية التي أُقيمت في رفح" الواقعة أقصى جنوبي القطاع، عند الحدود مع مصر.
لكنّ المسؤول الأممي في الأراضي الفلسطينية المحتلة أشار إلى أنّ "هذه المهمة صعبة جداً وتنطوي على مخاطر كبيرة".
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ القوات الإسرائيلية عاودت اقتحام مجمع ناصر الطبي قبل قليل، بعدما كانت قد انسحبت منه مساء اليوم الخميس وتمركزت حوله مانعةً الحركة منه وإليه. لكنّ أيّ تعليق لم يصدر من الجهات الإسرائيلية حتى كتابة هذا التقرير.
وأوضح ساباربيكوف أنّ أعداد المرضى المتبقّين في مجمع ناصر الطبي تتغيّر على مدار الساعة، إذ إنّ عدداً منهم غادر المستشفى هرباً من القتال في حين توفي آخرون متأثرين بجروحهم.
وكات وزارة الصحة في غزة قد أفادت، أمس الأربعاء، بأنّ 110 مرضى ينتظرون إجلائهم، مضيفةً أنّ ثمانية مرضى لقوا حتفهم قبل أربعة أيام بسبب نقص الكهرباء والأكسجين، محذّرة من أنّ جثثهم بدأت تتحلّل، الأمر الذي يمثّل خطراً على المرضى الآخرين.
وقال ساباربيكوف إنّ في خلال تنفيذ منظمة الصحة العالمية عملية الإجلاء الأخيرة، لاحظت وجود أربعة أطباء وممرّضين في مجمع ناصر الطبي ونحو 12 متطوّعاً يساعدون الطاقم الطبي في إنقاذ المرضى.
يُذكر أنّه لم يتسنَّ للطاقم حتى الآن إعادة توصيل مولّد الكهرباء الرئيسي في مجمع ناصر الطبي المنكوب.
وإذ تحدّثت وزارة الصحة في غزة عن نقص في الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية في هذا المستشفى، لفتت إلى أنّ مياه الصرف الصحي غمرت الطبقة الأرضية منه.
Dr. Hatim is one of around 15 doctors and nurses remaining at Nasser Medical Complex.
— WHO in occupied Palestinian territory (@WHOoPt) February 22, 2024
🔹His priority: patients
🔹His request: peace#CeasefireNOW pic.twitter.com/Z0u58bAcxG
تجدر الإشارة إلى أنّ 13 مستشفى فقط من أصل 34 في قطاع غزة المحاصر والمستهدف يعمل بصورة جزئية أو بالحدّ الأدنى من الإمكانيات، وذلك بعد نحو أربعة أشهر ونصف شهر من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من جوع حاد وانتشار أمراض وسط أزمة إنسانية يصفها مسؤولو إغاثة بأنّها غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وقد نزح سكان القطاع المحاصر والمستهدف بمعظمهم إلى الجنوب، وهم يتكدّسون في منطقة رفح الحدودية مع مصر في الوقت الراهن.
وتحاول إسرائيل تبرير استهدافها المستشفيات في قطاع غزة بادّعاءات مفادها أنّ حركة حماس تحتمي فيها أو تقود عملياتها العسكرية انطلاقاً من تلك المستشفيات، ولعلّ المثال الأوّل والأبرز على ذلك ما حصل في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي يُعَدّ أبرز المنشآت الطبية في القطاع. وتنفي حركة حماس الاتهامات الإسرائيل، مؤكدة أنّ الاحتلال يستخدم مزاعمه تلك ذريعة لتدمير منظومة الرعاية الصحية في غزة.
(رويترز، العربي الجديد)