أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّ السلطات الفلسطينية أبلغتها بأنّه "من المستحيل" إجلاء المرضى الضعفاء من مستشفيات شمالي قطاع غزة، وذلك بعدما أمر الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المنطقة. ووصفت المنظمة إجلاء هؤلاء، بمن فيهم من يحتاجون إلى أجهزة دعم للحياة، بأنّه "حكم إعدام".
وأوضح المتحدّث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، في خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة عُقد في جنيف، أنّ "ثمّة أشخاصاً مصابون بأمراض خطرة، وتعني إصاباتهم أنّ فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي وصلهم بأجهزة دعم الحياة، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي". وأضاف: "لذا فإنّ نقل هؤلاء الأشخاص يعني حكماً بالإعدام. ومطالبة العاملين في مجال الصحة القيام بذلك أمر يتجاوز القسوة".
وأشارت المنظمة، التي حذّرت بالفعل من أنّ المستشفيات في قطاع غزة وصلت إلى نقطة الانهيار، إلى أنّ المستشفيات في جنوب القطاع مكتظة، في حين تجاوز المستشفيان الرئيسيان في الشمال بالفعل طاقتهما الاستيعابية البالغة فيهما مجتمعَين 760 سريراً.
وتابع ياساريفيتش أنّ "المستشفيات لا تحصل على الكهرباء إلا لساعات قليلة يومياً، إذ تضطر إلى ترشيد مخزون الوقود المستنفد والاعتماد على المولدات للحفاظ على الوظائف الأكثر أهمية"، مشيراً إلى أنّ "حتى تلك الوظائف سوف تتوقّف في غضون أيام قليلة عندما ينفد مخزون الوقود كلياً".
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في قطاع #غزة على شفا الانهيار. وكل ساعة تمر تقلل من الفرصة المتاحة لمنع وقوع كارثة إنسانية إذا تعذّر إيصال الوقود والإمدادات الصحية والإنسانية، اللازمة لإنقاذ الأرواح، إلى قطاع غزة على وجه السرعة بسبب الحصار .https://t.co/13R698aTeV pic.twitter.com/phvKvsy6gh
— WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean (@WHOEMRO) October 13, 2023
ورأى ياساريفيتش أنّه سوف يكون لذلك "تأثير مدمّر على المصابين الذين يحتاجون إلى جراحة والمرضى في وحدات العناية المركّزة والأطفال حديثي الولادة الذين يعتمدون على الحاضنات".
يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية حذّرت من أنّ قطاع غزة يعاني كذلك من نقص في بنوك الدم والأدوية في المستشفيات.
وحذّر ياساريفيتش من أنّ "الوقت ينفد لمنع وقوع كارثة إنسانية، في حال لم يُوَفَّر الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الصحية والإنسانية المنقذة للحياة بصورة عاجلة إلى قطاع غزة وسط الحصار الكامل".
ولفت ياساريفيتش إلى أنّه "في ظل الضربات الجوية (الإسرائيلية) الجارية، لم يعد يتوفّر أيّ مكان آمن يمكن للمدنيين الذهاب إليه".
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أمرت سكان مدينة غزة، اليوم الجمعة، بإخلائها والنزوح جنوباً، وهو إجراء بيّنت الأمم المتحدة أنّه يطاول 1.1 مليون شخص، مشدّدة على أنّه سوف تكون له تبعات "مدمّرة".
أونروا: طلب إسرائيل نقل أكثر من مليون مدني في 24 ساعة مروّع
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، بأنّ الأمر الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية بنقل أكثر من مليون مدني من شمالي قطاع غزة في خلال 24 ساعة هو "مروّع".
وقال المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، في بيان، إنّ "نطاق وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكّشف تقشّعر لهما الأبدان"، مشيراً إلى أنّ "قطاع غزة يتحوّل سريعاً إلى حفرة من الجحيم وهو على شفا الانهيار".
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أعلنت "أونروا" عن نقل مركزها وموظفيها إلى جنوبي غزة لمواصلة عملياتها الإنسانية في القطاع. وفي بيان مكتوب، أفادت مديرة الاتصالات في "أونروا" جولييت توما بأنّ الوكالة تحثّ السلطات الإسرائيلية على حماية جميع المدنيين في ملاجئ أونروا، بما في ذلك المدارس.
أضافت توما أنّها "منشآت الأمم المتحدة. لا بدّ من حمايتها في كلّ الأوقات، ولا يجب أن تتعرّض لهجوم على الإطلاق، وفقاً للقانون الإنساني الدولي".
The call from the Israelis Forces to move more than 1 million civilians living in northern 📍#Gaza within 24 hours is horrendous.
— UNRWA (@UNRWA) October 13, 2023
This will only lead to unprecedented levels of misery and further push people in #Gaza into abyss.@UNRWA STATEMENT⬇️https://t.co/XzgFBmHAGG
يونيسف: مليون شخص في غزة من دون أماكن لجوء آمنة
من جهتها، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الجمعة، أنّ مليون شخص في قطاع غزة لا يجدون مكاناً آمناً يلجؤون إليه من جرّاء القصف الإسرائيلي المكثّف المستمرّ على منذ يوم السبت الماضي.
وجاء ذلك في تدوينات نشرتها "يونيسف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد عبّرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة عن شعور بالرعب إزاء المشاهد الواردة من غزة.
وأكّدت أنّ من بين الضحايا الذين سقطوا في غزة، وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة، عدداً كبيراً من الأطفال.
وشدّدت "يونيسف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" على أنّ ما يجري "غير مقبول"، مطالبة بوجوب "توقّف العنف على الفور".
ومنذ يوم السبت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري، تستمرّ آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف قطاع غزة وسكانه، فتقصف المقاتلات الحربية الأحياء السكنية مخلّفة دماراً هائلاً مع سقوط آلاف الضحايا وحركة نزوح جماعي. كذلك، أعلنت سلطات الاحتلال تشديد الحصار على غزة وقطع الكهرباء والوقود والمياه ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات إليه.
وفي هذا الإطار، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس السلطات الإسرائيلية، يوم الاثنين الماضي، باحترام القانون الدولي الإنساني والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات قطاع غزة.
(فرانس برس، رويترز)