الصحة الجزائرية تُرسل فرقاً طبية لمحاصرة الملاريا جنوبي البلاد

28 سبتمبر 2024
فرق صحية تعاين الأوضاع في منطقة برج باجي مختار، 26 سبتمبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أوفدت وزارة الصحة الجزائرية لجان طبية وخبراء إلى ولايات برج باجي مختار، تمنراست، وإن قزام لمكافحة الملاريا والدفتيريا، مع تجهيز البعثات بالأدوية والأمصال.
- أكدت الوزارة أن حالات الملاريا وافدة من بلدان موبوءة، وتم إرسال طائرة محملة بالأدوية، مع متابعة يومية للوضع وتنسيق بين وزير الصحة وحكام الولايات.
- وجه نواب ونشطاء نداءات استغاثة، وأطلقت السلطات حملات تلقيح للسكان في المناطق المتضررة، مع إرسال فرق طبية متنقلة.

أوفدت وزارة الصحة الجزائرية، الجمعة، لجنة طبية تضمّ خبراء وأطباء على وجه السرعة إلى مناطق في جنوب البلاد، خاصة بولاية برج باجي مختار، لمعاينة الأوضاع المتعلقة بانتشار مرض الملاريا في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى تسجيل عدد من الوفيات، وأكثر من 200 مصاب، وفق أرقام مصالح الصحة.

الملاريا مرض يهدد الحياة وينتقل إلى البشر عن طريق بعض أنواع البعوض. وتنتشر أساساً في بلدان المناطق المدارية ويمكن الوقاية والشفاء منها، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأكد بيان لوزارة الصحة الجزائرية التي أصدرت توضيحات بشأن الوضع الصحي الذي تشهده بعض ولايات الجنوب مع ظهور حالات الدفتيريا والملاريا الوافدة، أنه تم أمس الجمعة إيفاد بعثة ثانية إلى ولاية برج باجي مختار، التي ستصلها بعثة ثانية الأحد المقبل، مجهزة أيضاً بحصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا، كما تم يوم الخميس إرسال بعثة خبراء إلى ولايتي تمنراست وإن قزام، أقصى جنوبي الجزائر، للوقوف على الوضعية السائدة وتوفير حصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا.

والدفتيريا عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية. وعادةً ما تبدأ علاماتها وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة. 

الصحة الجزائرية: الملاريا وافدة من بلدان موبوءة

وشدّدت الصحة الجزائرية على أن "الحالات المسجلة للملاريا في المنطقة، هي وافدة من بلدان موبوءة ، لكون الجزائر حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على المرض"، وأوضحت أنه "تم إرسال طائرة محملة بكميات كبيرة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا، ووسائل الحماية اللازمة إلى كل من تمنراست وإن قزام وبرج باجي مختار"، أقصى جنوبي البلاد.

وأفاد المصدر نفسه، أنه "يجري التكفل بجميع الحالات وفق البروتوكولات العلاجية المعمول بها، وضمان متابعة يومية للوضعية الوبائية"، كما يجري تنسيق مباشر بين وزير الصحة عبد الحق سايحي وحكام الولايات الجنوبية المعنية، بغرض التحكم في الوضعية.

وذكرت مصالح الصحة في برج باجي مختار، أن المصالح سجّلت من فاتح سبتمبر/أيلول الجاري إلى 22 منه، 62 حالة، وفي 23 من الشهر الجاري، سُجل ارتفاع غير عادي في يوم واحد بـ34 حالة، ما رفع عدد حالات الملاريا إلى 193 حالة حتى الآن، بينها 60 حالة في بلدة تيمياوين الحدودية لوحدها.

وقال رئيس وحدة الوقاية من الأوبئة في برج باجي مختار، تاج الإسلام غديري، في تصريحات للصحافيين، أمس الجمعة، إنّ الوضع مازال تحت السيطرة في الوقت الحالي، لكن اللقاحات والأدوية المتوفرة لدى المصالح الصحية قد تنفد في وقت قريب، في حال استمر ارتفاع أعداد المصابين بالمرض، مشيراً إلى أن العدد الأكبر من المصابين هم من البدو الرحل والتجار الذين يسافرون إلى دول الجوار.

وكانت نداءات استغاثة وجّهها نواب في البرلمان الجزائري ونشطاء في الولايات الجنوبية برج باجي مختار وعين صالح وتين زواتين، بعد انتشار الملاريا، وتسجيل عشرات الضحايا، وأظهرت صور وفيديوهات بثها ناشطون من الولايات والبلدات الحدودية التي مسها المرض، وجود ضحايا في المستشفيات ووفيات بسبب الإصابة بالمرض.

وأفاد النائب البرلماني أنراب سيدي الذي يمثل ولاية برج باجي مختار في بيان سابق له، أنه أبلغ يوم الخميس وزير الصحة بشأن "خطورة الوضع الصحي في الولايات الحدودية برج باجي مختار وإن قزام الناتج عن انتشار الملاريا الذي يفتك يومياً بعشرات الضحايا من سكان هذه المناطق وخاصة فئة الأطفال وكبار السن". كما كان النائب في البرلمان غالي لنصاري قد وجّه الخميس، نداء عاجلاً إلى رئيس الحكومة نذير العرباوي "لطلب تدخل عاجل لإيجاد حلول للوضعية الصحية المزرية التي تعرفها مناطق الجنوب الجزائري على غرار مدينتي إن قزام وبرج باجي مختار، حيث شهدت هذه المناطق أمطاراً غزيرة موسمية، مما أدى إلى ظهور مستنقعات مائية تسببت بأمراض على غرار حمى التيفوئيد والملاريا والحمى القلاعية، خاصة لدى البدو الرحل".
وكانت سلطات الصحة في برج باحي مختار قد أطلقت منذ يوم الخميس حملة تلقيح لصالح السكان، وأرسلت فرقاً طبية إلى الأحياء الشعبية لتلقيح المواطنين، كما أعلنت السلطات في منطقة عين صالح بدء حملة تلقيح السبت، تشمل كل أحياء المدينة، عبر فرق متنقلة، بعد وصول كميات من اللقاحات إلى المنطقة.