الشمال السوري: أزمة المياه تتفاقم في مخيمات النازحين

09 يونيو 2024
مخيم بالقرب من قرية قاح شمال غرب إدلب في 28 أكتوبر 2020 (أحمد الأطرش/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مخيمات النازحين في شمال غرب سورية تعاني من أزمة مياه حادة بسبب توقف المنظمات عن إمدادهم مجانًا نتيجة نقص التمويل، مما أدى إلى انخفاض كبير في كمية المياه المقدمة لكل فرد.
- النازحون يواجهون تحديات متزايدة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يضطرون لشراء المياه بأسعار باهظة واستخدامها في تبريد الخيام للتخفيف من حرارة الصيف، مما يزيد من معاناتهم.
- حلول مقترحة لأزمة المياه تشمل حفر آبار في المخيمات وتسليط الضوء على الدعم الدولي مثل المبلغ الطارئ من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الجرب، مع التأكيد على التزام المجتمع الدولي بتحسين ظروف النازحين.

مع ارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم أزمة المياه في مخيمات النازحين في منطقة شمال غرب سورية، التي تضم أكبر تجمع للمخيمات في البلاد، بعدما توقفت المنظمات عن إمدادها بالمياه نتيجة نقص التمويل.

ويعود توقف إمدادات المياه إلى توقف تمويل المشاريع التي تنفذها المنظمات بالشراكة مع الأمم المتحدة. وتوزع المنظمات المياه مجاناً للنازحين في المخيمات. وتقول النازحة في مخيم الرحمة في منطقة دير حسان خولة العثمان إن دعم المياه تراجع تدريجياً. وتقول لـ"العربي الجديد": "قبل ثلاثة أعوام، كنا نملأ الخزان لدينا بسعة 1000 ليتر، ونملأ الأواني. بعدها، بدأت المنظمة التي تمدنا بالمياه بخفض الكمية، لتبلغ 30 ليتراً لكل فرد". تضيف: "الكمية كانت كافية إلى حد ما. لكن في الوقت الحالي، نواجه أزمة حقيقية مع تقنين المياه لأقل من احتياجاتنا بكثير، ولا نعلم إن كان دعم المياه سيقطع تماماً عن المخيم. تأمين المياه وتأمين الخبز يستهلكان الكثير ويثقلان العائلة بالأعباء".

وتضاعفت حاجة عائلة عمر البكرو، النازح المقيم في مخيمات قاح، للماء كما يقول خلال حديثه لـ "العربي الجديد". وبعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ في الفترة الحالية، بالتزامن مع توقف دعم المخيم بالمياه من قبل منظمات المجتمع المدني، اضطر إلى شراء الماء، ما زاد من المعاناة. ويقول إنه راح يشتري كل خمسة براميل من المياه بـ60 ليرة تركية، وهي لا تكاد تكفي عائلته المؤلفة من ستة أشخاص أكثر من ثلاثة أيام مع التقنين الأقصى لها، من خلال الأعمال المنزلية وتقليص عدد مرات الغسيل والاستحمام في الوقت الذي يحتاج فيه المرء للاستحمام اليومي في هذا الجو الحارق داخل الخيام.

ويشير إلى أن المياه هي العامل الوحيد لديهم للتخفيف من شدة الحر عبر سكبه في أرض الخيمة ورشها من الخارج كل برهة من أجل الحصول على بعض الرطوبة، ويناشد المعنيين، نظراً إلى أحوال النازحين الفقراء ممن ضاقت بهم السبل في تأمين قوت أطفالهم والعمل على تأمين المياه للمخيمات، وجعلهم في مواجهة مباشرة مع الأمراض وضربات الشمس وقلة النظافة وانتشار الأوبئة.

ويرى النازح حميد عبد الغني المقيم في مخيمات أطمة أن حل الأزمة يكون بحفر آبار للمخيمات، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم يعد النازح يقوى على شيء بعد كل هذه السنوات، حتى المياه أصبحنا عاجزين عن تأمينها. نرجو أن تكون لدينا بئر في المخيم تزود الأهالي بالمياه، وإن كانت على نفقتنا الخاصة، للخلاص من الأزمة".

ولنقص المياه العديد من العواقب على النازحين في المخيمات، لا سيما أنه واحد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية، منها الجرب الذي يفاقم أعداد المصابين به في مخيمات المنطقة. وسبق للاتحاد الأوروبي أن خصص مبلغاً طارئاً لمكافحة الجرب في منطقة شمال غرب سورية، كما أعلن أواخر الشهر الماضي. وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية أنّ دعمها جهود منظمة الصحة العالمية يعكس التزامها بمعالجة الأزمات الصحية في المنطقة وتحسين الظروف المعيشية للسكان. وكشفت أن التمويل الطارئ للحد من انتشار مرض الجرب سيعزز المرونة الصحية في المنطقة.

في هذا السياق، صرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية دان ستونيسكو: "نحن نقف متضامنين مع الشعب السوري، وسنواصل دعم المبادرات التي تعزز الصحة والكرامة والرفاهية".

المساهمون