الحكومة الأردنية تحاول طمأنة المواطنين حول لقاح الحصبة

02 أكتوبر 2023
من المؤتمر الصحافي الذي تناول اليوم الجدال القائم حول لقاح الحصبة المصنّع في الهند (إكس)
+ الخط -

تراجعت وزارة الصحة الأردنية عن تصريحات سابقة حول إلزامية تزويد تلاميذ المدارس بلقاح الحصبة.

وقال وزير الصحة الأردني فراس الهواري إنّ الحكومة لم تفرض قط أيّ لقاح، ولم تجعل التزوّد باللقاحات أمراً إلزامياً حتى خلال أزمة كورونا الوبائية.

وجاء ذلك في مؤتمر صحافي، عُقد اليوم الاثنين، للحديث عن الحملة الوطنية للتحصين، بعد تسجيل خوف وتردّد حيال الحملة الخاصة بلقاح الحصبة التي أطلقتها وزارة الصحة أخيراً، والتي تأجّل تنفيذها إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتستمرّ حتى نهاية عام 2023 الجاري.

وطغى رفض عائلات أردنية تزويد أبنائهم بلقاح حصبة مصنّع في الهند على الشارع الأردني، في الأيام الماضية، في ظلّ تصريحات متضاربة لمسؤولين في القطاع الصحي، خصوصاً مع تداول شائعات أثارت مخاوف إزاء اللقاح الجديد، وتصريحات المؤسسة العامة للغذاء والدواء بأنّ لقاح الحصبة والحصبة الألمانية المصنّع في الهند لم يحصل على إجازة المؤسسة بعد، بالإضافة إلى تصريحات حكومية بأنّ هذا اللقاح بات إلزامياً لتلاميذ المدارس حتى من دون موافقة أولياء الأمور.

وبيّن الهواري، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد اليوم، أنّ 163 شخصاً أُصيبوا بالحصبة في الفترة الممتدة ما بين إبريل/ نيسان ويونيو/حزيران الماضيَين، وقد زُوّد باللقاح المخالطون والمصابون الذي تأكّدت إصابتهم. وإذ قال إنّ انتشار الحصبة في الأردن قليل في الوقت الراهن، أكد أنّ المُشار إليه ليس الأوّل من نوعه وأنّ الحملة ليست الأولى التي ينفّذها الأردن، وتحديداً "برنامج التطعيم الوطني" ووزارة الصحة وكلّ الشركاء.

وأعاد الهواري انتشار الحصبة المذكور إلى أسباب عدّة، أبرزها ثغرات في عمليات التحصين التي قد تنجم عن تردّد في التزوّد باللقاح، يالإضافة إلى تداعيات أزمة كورونا الوبائية على مدى ثلاثة أعوام، التي خفّضت نسبة التحصين إلى 77 في المائة، علماً أن النسبة المعتادة كانت 95 في المائة.

وعن عدم تسجيل لقاح الحصبة المصنّع في الهند، قال المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء نزار مهيدات: "لدينا أدوية كثيرة غير مسجّلة لكنّها مهمة ونستوردها، وكونها غير مسجّلة لا يعني أنّها غير آمنة". وشدّد على أنّه "لن يدخل الأردن أيّ دواء أو لقاح غير آمن". أضاف أنّ أكثر من ثلاثة ملايين جرعة من اللقاح ذاته استُخدمت في عام 2013، موضحاً أنّ فائدة اللقاح أكبر من أضراره الجانبية، و"لا سبب للخوف"، مؤكداً أنه سيحصّن أولاده به.

في سياق متصل، قال وزير الاتصال الحكومي المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهنّد المبيضين إنّ الدولة والحكومة معنّيتان بحماية الأطفال ورعايتهم بموجب القانون، وبالتالي من غير المعقول أن يحصل المواطنون على معلومات عن مصير أطفالهم من أشخاص أو منصّات أو مجموعات لا تستند إلى أيّ ورقة علمية عن شأن يخصّ صحتهم.

من جهته، قال المتحدث باسم نقابة الأطباء الأردنيين حازم القرالة إنّ النقابة معنية بتحقيق الأمن الصحي الوطني والحفاظ عليه، وهي جزء لا يتجزأ من الحملة الوطنية للتحصين، مضيفاً أنّ النقابة تبذل كلّ ما في استطاعتها لنجاح الحملة.

وبيّن باسم زايد، من مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، أنّ "برنامج التأهيل المسبق لمنظمة الصحة العالمية للقاحات يهدف إلى التأكد من أنّ الأدوية واللقاحات التي تشتريها البلدان تفي بمعايير الجودة والسلامة والفعالية، لضمان أنّ هذه اللقاحات المستخدمة في برامج التحصين آمنة وفعّالة".

وأمس الأحد، أعلن رئيس جمعية المهندسين الوراثيين في الأردن رمزي فودة عدم تأييده لقاح الحصبة المستورد من شركة "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا". وقال في تصريحات صحافية إنّ "اللقاح يظهر، في موقع منظمة الصحة العالمية، أنّه في مرحلة ما قبل الاعتماد، أي أنّه ما زال في مرحلة التجارب السريرية". أضاف: "نحن لا نهاجم اللقاحات ولا نهاجم برنامج التطعيم الوطني، نحن نهاجم هذا اللقاح تحديداً لأنّه غير آمن".

وقد حوّلت الحكومة جهتَين إلى وحدة الجرائم الإلكترونية بسبب نشر ما وصفته بأنّه "أخبار كاذبة" ضدّ الحملة الوطنية للتحصين التي أطلقتها وزارة الصحة، بحسب ما لفت الهواري. وقال إنّ الحكومة تعمل عن قرب مع النيابات العامة للمحافظة على الحقوق وملاحقة مطلقي الشائعات والأكاذيب.

وقد سُجّلت بالفعل قضية تحقيقية أمام النيابة العامة تتعلّق بنشر أخبار كاذبة أو معلومات تستهدف الأمن والسلم المجتمعيَّين، وتلخّصت وقائع هذه الشكوى بقيام المشتكى عليه ببثّ تسجيل على منصات التواصل الاجتماعي وبعض التطبيقات المرتبطة بنشر أخبار كاذبة ضدّ الحملة الوطنية للتحصين.

المساهمون