الحصول على حليب الأطفال... معاناة مستمرة بمناطق سيطرة النظام السوري

29 أكتوبر 2023
تلجأ الشركات إلى حجب حليب الأطفال عن الصيدليات لرفع سعره (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

يعاني السكان في مناطق سيطرة النظام السوري أزمةً مستمرة في توفير حليب الأطفال، ما يجبر بعض الأهالي على استخدام بدائل الحليب.

تشير عبير العبدالله، المقيمة في دمشق، إلى معاناتها في الحصول على حليب الأطفال المناسب لطفلها البالغ من العمر 5 أشهر، قائلة لـ"العربي الجديد":" ألجأ في الوقت الحالي لإطعام طفلي أنواعاً من الفواكه بعد سلقها، مثل التفاح، وبعض الأطعمة المهروسة. طبعاً، ما أفعله نتيجة خبرة سنين، لأن لدي ثلاثة أطفال أكبر منه عمراً، وابنتي الكبرى عمرها 10 أعوام".

لجوء العبدالله إلى بدائل الحليب جاء عقب زيارتها الطبيب بسبب انتفاخ بطن رضيعها، وهو ما أرجعه الطبيب إلى تغيير الحليب بين فترة وأخرى، تقول:" في الوقت الحالي أعتمد على المتوافر وما يمكن الحصول عليه من حليب، إضافة إلى الأطعمة المهروسة واللبن الزبادي".

الصيدلانية نور ناصر توضح لـ"العربي الجديد" أن بعض أنواع الحليب بدأت تعود للصيدليات بكميات معقولة، باستثناء الحليب المخصص للأطفال في الأشهر الستة الأولى، واعتبرت أن انقطاع هذا النوع نتيجة ضعف الطلب عليه، قائلة: "هذا السبب المباشر في قضية فقدان الحليب من الصيدليات"، مشيرة أيضاً إلى أن صناعة حليب الأطفال محلية، والكميات لا تلبي حاجة الأهالي.

أما علاء السيد، وهو والد طفلين، فيشير خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الحليب أصبح متوافراً في الصيدليات بعد انقطاع شبه كليّ لمدة أسابيع، لكن سعره ارتفع جداً، إذ أصبح سعر عبوة الحليب التي لا تكفي طفليه أكثر من ثمانية أيام يتجاوز نحو ثلث راتبه كموظف.

يقول السيد: "أضطر إلى تقنين تناول طفليّ للحليب، لتكفيهما العبوة أطول فترة ممكنة". مضيفاً: "الأزمة ليست وليدة الوقت الحالي، بل هي أزمة مستمرة منذ فترة طويلة، اعتدناها وبدأنا نتأقلم معها، كما تأقلمنا مع أزمات الماء والكهرباء وغيرها من الأزمات الأخرى التي نعيشها. البديل الأفضل بالنسبة إلينا هو اللبن، وغالباً ما نشتري الحليب لتخثيره في البيت، لأنه أفضل وأضمن لصحة الطفلين، ونضمن أيضاً غليه جيداً كي يتعقم".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتعود أزمة حليب الأطفال في الأسواق وفق تقرير نشره، أمس السبت، موقع (أثر برس) الموالي للنظام، إلى محاولة شركات إنتاج حليب الأطفال استغلال السكان، مع تعمّد عدم طرح أصناف معينة من الحليب، وذلك لتسهيل رفع أسعاره، لأن الطلب يكون كبيراً عليه بعد فترة انقطاع.

المساهمون