الحرّ الشديد في الصيف.. مخاطره وطرق الوقاية منه

22 يونيو 2024
يعيش العالم على وقع الطقس الحار، في نيويوك، 20 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- العالم يواجه موجة حر شديدة، خصوصًا في الشرق الأوسط ودول الخليج، حيث تجاوزت درجات الحرارة 49 درجة مئوية، مع تحذيرات من تداعيات التغير المناخي وزيادة كثافة ومدة موجات الحر.
- موجة الحر تسبب مشكلات صحية خطيرة مثل الجفاف، ضربات الشمس، والسكتة القلبية، مع تأثيرات سلبية على الأطفال، كبار السن، والنساء الحوامل.
- منظمة الصحة العالمية توصي بإجراءات وقائية مثل تجنب التعرض للشمس في أوقات الذروة، شرب كميات كافية من السوائل، وارتداء ملابس فضفاضة للوقاية من تأثيرات الحر الشديد.

تجتاح العالم موجة من الحرّ الشديد، إذ تخطّت درجات الحرارة في العديد من المناطق في الشرق الأوسط، وتحديداً دول الخليج، حاجز 49 درجة مئوية مع بداية فصل الصيف. ولم تتوقف تحذيرات الخبراء من خلال أبحاث ودراسات أجنبية وعربية من تداعيات التغيّر المناخي الناجم عن الغازات الدفيئة جراء حرق الوقود الأحفوري، وغيرها من العوامل التي جعلت موجة الحر أطول وأكثر كثافة، خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يزداد حدة سنوياً، ما له انعكاسات سلبية على صحة الإنسان، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.

فيما يلي نرصد أهم الأمراض المرتبطة بموجة الحرّ الشديد وسبل الوقاية منها، من خلال إضاءات ونصائح كل من اختصاصيي الصحة العامة الدكتور محمد الجردي، والدكتورة ميراي مطر، لـ"العربي الجديد".

مخاطر الحرّ الشديد

تؤثر موجة الحرّ الشديد والطقس الحار تأثيراً كبيراً على كل مكونات المجتمع، وقد تؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بها، خاصة بين المرضى وكبار السن وضعاف المناعة والأطفال والنساء الحوامل، بل توصف بكونها من بين أكثر المخاطر الطبيعية. وفي الفترة من 1998 إلى 2017، توفي أكثر من 166000 شخص بسبب موجات الحر، بما في ذلك أكثر من 70000 شخص لقوا حتفهم خلال موجة الحر عام 2003 في أوروبا فقط، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. هذه الأرقام، تشير إلى أن الأمراض المرتبطة بالحرارة لها انعكاسات عديدة على الصحة العامة.

يقول اختصاصي الصحة العامة محمد الجردي: "يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إصابة الأشخاص بالجفاف والإرهاق أو الإجهاد الحراري، وضربة الشمس. ويضيف: "لارتفاع درجات الحرارة انعكاسات عديدة على الصحة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، أثينا في 12 يونيو 2024 (Getty)
ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، أثينا في 12 يونيو 2024 (Getty)

ويشرح: "من أبرز الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان بسبب موجات الحرّ الشديد:

  • الجفاف: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسبب إصابة الأشخاص بالجفاف، وهو فقدان الجسم للماء أكثر مما يتم استهلاكه، بحيث يفرز الجسم في فصل الصيف، وتحديداً مع الحرارة الشديدة، الكثير من السوائل، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، خاصة إن لم يتناول كميات ضرورية من السوائل، وتحديداً المياه.
  • ضربات الشمس: تعدّ ضربات الشمس الأكثر شيوعاً في فصل الصيف، وتحدث عندما لا يستطيع جسم الإنسان التحكم في تنظيم درجة الحرارة داخل جسمه، ولذا ترتفع درجته بسرعة، ولا يستطيع الشخص تبريد جسمه.
  • الإرهاق الحراري والتعب: يشعر الكثير من الناس بالتعب والكسل بسبب درجات الحرارة المرتفعة. وبحسب تعريف مجلة الطب الأميركية، فإن الإنهاك أو الإرهاق الحراري هو مرض يمكن أن يحدث عندما يصبح الجسم ساخناً جداً، بشكل مفرط، لا يمكن التحكم فيه، يمكن أن يحدث ذلك عند العمل أو ممارسة الرياضة بالخارج في يوم حار ورطب، أو قضاء الكثير من الوقت في بيئة شديدة الحرارة.

وفق الجردي، يؤدي الإنهاك أو الإرهاق الحراري إلى حصول توسع في الأوعية الدموية، ومن ثم قد يسبب ذلك حصول الدوار والتعب.

  • السكتة القلبية: من غير المستبعد أن يؤدي الجو الحار، بحسب الجردي، إلى حصول السكتة القلبية، إذ يعمل القلب بسبب الحر الشديد والجفاف بجهد أكثر من المعتاد، ما قد يؤدي إلى حصول السكتة القلبية.
  • صعوبة في التنفس: يمكن أن يؤثر الطقس الحار على جودة الهواء، إذ إن الطقس الحار يسبّب زيادة السخونة في الهواء، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين في الهواء، الأمر الذي يعرض الناس إلى مشكلات في التنفس.
  • الطفح الحراري، أو الحساسية وتقشر الجلد والإصابة بالحروق: وفق ما يوضح الجردي، فإن تأثيرات الحرارة المرتفعة لها انعكاسات على الجلد، وقد تسبّب حصول حساسية وانتشار للبثور والحب على البشرة، وهو ما يطلق عليه عادة باسم "حب الحرارة" . ويضيف: "يحدث الطفح الحراري عندما يتعرق الجسم أكثر من المعتاد، وعادة ما تكون مناطق كالرقبة وتحت الإبطين، وأعلى الصدر من أكثر المناطق التي تشهد تعرقاً وطفحاً جلدياً، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالحريق، والحكة. ويمكن أن تسبّب هذه الحالة حدوث التهابات جلدية، وتورماً وغيرها من الأمراض.
  • مشكلات صحية أخرى: من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى الإصابة بالحروق، خاصة إن لم يتخذ الإنسان أساليب الوقاية، ومن أبرزها وضع مراهم الحماية أو الوقاية من الشمس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى حصول مشكلات صحية أخرى، حتى وإن لم يتعرض الإنسان للحرارة بشكل مباشر، إذ يتأثر مرضى الكلى، والقلب، النساء، من خلال حصول تغييرات في الدورة الشهرية، وإمكانية حدوث ولادة مبكرة عند الحوامل.

ما هي إجراءات الوقاية؟

تضع منظمة الصحة العالمية مجموعة من الإجراءات الأساسية التي لا بد للحكومات من تعميمها على مواطنيها، على غرار عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر في حالات الحرّ الشديد، وتناول السوائل، وهو ما تشير إليه اختصاصية الصحة العامة الدكتورة ميراي مطر لـ"العربي الجديد". 

أهمية وضع مراهم الشمس في الصيف، 2023 (Getty)
أهمية وضع مراهم الشمس في الصيف، 2023 (Getty)
قضايا وناس
التحديثات الحية

وتقدّم مطر سلسلة من الإرشادات التي قد تساعد في الحماية من أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة، وتأثيراتها على الكبار والصغار، أهمها:

الحرص على عدم الخروج وقت الظهيرة، في ساو باولو، 9 يونيو 2024 (Getty)
الحرص على عدم الخروج وقت الظهيرة، في ساو باولو، 9 يونيو 2024 (Getty)
  1. تجنب الخروج عند الظهيرة: وتحديداً بين الساعة 12 و2 بعد الظهر، إذ تكون أشعة الشمس عمودية، وتصبح الحرارة في ذروتها، ومن هنا، ينصح سيدات المنزل وربّاته بشراء احتياجاتهن أو القيام بعملية التسوق خلال ساعات الصباح الأولى أو في المساء. كذلك، من المهم للأطفال، وكبار السن، عدم الخروج في هذه الفترة الزمنية. أما ما يخص الأشخاص الذين يتحتّم عليهم الخروج في هذه الفترة للضرورة، يفضل السير في أماكن الظل، لأن درجة الحرارة تكون أخف نسبياً، أو استخدام وسائل النقل.
  2. تناول الكثير من السوائل: حتى ما يخص الأشخاص الذين لا يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس، أي الموجودين في المنزل، لأن الحرارة تختبئ في جدران المنازل الإسمنتية، وتبقى لساعات طويلة، وهو ما يجعل مكان الإقامة أكثر سخونة. ولذا، يفضل دائماً تناول السوائل للوقاية من الحرارة سواء داخل المنزل أو المكتب أو خارجه، لأن السوائل تساعد في مواجهة الجفاف.
  3. الاستحمام والسباحة: يمكن للمسنين والصغار أيضاً الذين يشعرون بتأثيرات ارتفاع درجات الحرارة الاستحمام أكثر من مرة لتبريد أنفسهم، أو اللجوء إلى السباحة متى تيسرت للحفاظ على رطوبة الجسم ووقايته من الحرارة وتأثيراتها.
  4. تجنب الأطعمة الحارة: تزيد الأطعمة الحارة من معدل ارتفاع درجات الحرارة في الجسم، أي المأكولات التي تحتوي على الكثير من التوابل والحر، أو الأطعمة الدسمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، لأن هذه المأكولات من شأنها أن ترفع درجات الحرارة في جسم الإنسان، وقد تؤثر على الصحة العامة، وبدلاً من ذلك، من المهم تناول أطعمة خفيفة، وبعض أنواع الفواكه الصيفية، على غرار البطيخ، الشمام، العنب.
  5. وضع مراهم خاصة للوقاية من الشمس: للحفاظ على صحة البشرة، بالإضافة إلى ارتداء ثياب فضفاضة، والابتعاد عن الألوان الداكنة، لأنها تزيد من حرارة الجسم، كما أنَّ من المهم وضع نظارات شمسية، لأن الحرارة المرتفعة قد يكون لها انعكاسات على البصر.
المساهمون