الجليد البحري قد يختفي من القطب الشمالي صيفاً في أوائل العقد المقبل

07 يونيو 2023
انحسار هذا الجليد يمكن أن يُعزى بشكل أساسي إلى انبعاثات غازات الدفيئة (Getty)
+ الخط -

خلص باحثون في دراسة حديثة إلى أن القطب الشمالي قد يكون خالياً من الجليد البحري في الصيف في بدايات العقد المقبل، أي في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً في السابق، حتى في ظل سيناريو لانبعاثات منخفضة من غازات الدفيئة.

واستخدم العلماء المقيمون في كوريا الجنوبية وكندا وألمانيا بيانات الرصد من عام 1979 إلى 2019، لإجراء عمليات محاكاة جديدة. وخلصوا في بحثهم، الذي نشرت نتائجه مجلة "نيتشر كومونيكيشنز"، الثلاثاء، إلى أن "النتائج تشير إلى أن أول سبتمبر/ أيلول من دون جليد بحري سيحلّ في وقت مبكر بين عام  2030 إلى 2050، مهما كانت سيناريوهات الانبعاثات".

ماذا يعني عدم وجود جليد بحري؟

عندما يتحدث الخبراء عن عدم وجود جليد، فهذا يعني مساحة تقل عن مليون كيلومتر مربع، لأنه قد يبقى هناك جليد على طول السواحل. ويمتد المحيط المتجمد الشمالي على مساحة تقرب من 14 مليون كيلومتر مربع يغطيها الجليد معظم فترات العام.

ويُعرف بأن سبتمبر/ أيلول هو الشهر الذي يصل فيه الجليد عادة إلى الحد الأدنى السنوي.

ويشير الباحث في جامعتي بوهانغ ويونسي الكوريتين الجنوبيتين، سونغ كي مين، المشارك في إعداد الدراسة، إلى أن الموعد المتوقع "سيكون قبل عقد تقريباً من التوقعات الأخيرة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، أي الخبراء المناخيون المفوضون من الأمم المتحدة.

يعتقد الباحثون أيضاً أن انحسار هذا الجليد يمكن أن يُعزى بشكل أساسي إلى انبعاثات غازات الدفيئة، فيما عوامل أخرى (بينها الهباء الجوي، والنشاط الشمسي والبركاني) لها أهمية أقل بكثير.

ويتكون الجليد البحري من المياه المالحة على سطح المحيط، والذي تجمد تحت تأثير البرد. ولا يتسبب ذوبانه بشكل مباشر في ارتفاع مستوى المحيطات (على عكس مستوى الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية)، ولكن مع ذلك له عواقب وخيمة.

ما أهمية الجليد البحري؟

يؤدي هذا الجليد دوراً مهماً جداً في الصيف، من خلال إعادة عكس أشعة الشمس، ما يجعل تبريد القطب الشمالي ممكناً. لكنّ هذه المرآة العاكسة تتقلص سريعاً، وبالتالي فإن القطب الشمالي يسخن بشكل أسرع بكثير من المناطق الأخرى.

يشير سونغ كي مين إلى أن اختفاء الجليد "سيسرّع من الاحترار في القطب الشمالي، ما قد يزيد الظواهر الجوية المتطرفة في المناطق الواقعة عند خطوط العرض الوسطى، مثل موجات الحرارة وحرائق الغابات".

ويضيف الباحث: "يمكن لذلك أيضاً تسريع الاحترار، من خلال ذوبان التربة الصقيعية، وكذلك قد يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر عن طريق ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند".

ويقول ديرك نوتس، من جامعة هامبورغ، وهو مشارك آخر في الدراسة، إن "هذا سيكون أول عنصر رئيسي نخسره في نظامنا المناخي من خلال انبعاثات غازات الدفيئة". ويأسف لكون "العلماء يحذرون من هذا الزوال منذ عقود، ومن المحزن أن نرى أن هذه التحذيرات في الغالب لم تلقَ آذاناً صاغية".

ويأمل نوتس أن يهتم صناع القرار بنتائج الباحثين "حتى نتمكن على الأقل من حماية المكونات الأخرى لنظامنا المناخي، والحد من الاحترار المستقبلي قدر الإمكان".

(فرانس برس)

المساهمون