الجفاف يجتاح العراق

09 يوليو 2021
يزداد وقع التغيّر المناخي على المزارعين (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

 

في صيف كلّ عام، يزداد وقع التغيّر المناخي على المزارعين ومربي المواشي في العراق، إذ يجدون أنفسهم مرغمين على النزوح وبيع أراضيهم بعد نفوق أعداد كبيرة منها وابتلاع المباني ما تبقّى من أراض صالحة للزراعة. وفي هذا البلد ذي المناخ الصحراوي القاسي حتى قبل التحولات المناخية الصعبة، شكّلت الأهوار في الجنوب ملاذاً لقطعان الجواميس التي تلجأ إلى مياهها العذبة عادة للاحتماء من درجات حرارة تفوق الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف. وفي أقصى الجنوب، شكّل شطّ العرب، المنفذ الوحيد للعراق على البحر، جنّة للملّاحين وسط بساتين النخيل العامرة. لكنّ الوضع شبه مأساوي اليوم، فقد تسبّب تراجع المياه في نهرَي دجلة والفرات، خصوصاً بسبب السدود التي تبنيها تركيا وإيران وامتلاء مجاريهما بكمّ هائل من نفايات المدن التي يعبرانها، في كارثة في شطّ العرب، حيث بدأت الملوحة تتسرّب إلى الأراضي الزراعية وتقتل المحاصيل.

وفي الأعوام الماضية، تسبّبت ملوحة المياه في تحويل آلاف الهكتارات إلى أراضٍ بور، وفي دخول مائة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف عام 2018. وتُعَدّ ملوحة المياه إلى جانب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ضربة قاضية للقطاع الزراعي العراقي الذي يشكّل نسبة خمسة في المائة من إجمالي الناتج الداخلي ويوظّف 20 في المائة من إجمالي اليد العاملة في البلاد. وفي الإجمال، تضرّر سبعة ملايين عراقي من نحو 40 مليوناً، من "الجفاف والنزوح الاضطراري"، وفق ما ذكره الرئيس العراقي برهم صالح في تقرير أصدره عن التغيّر المناخي.

ويطاول التصحّر 69 في المائة من أراضي العراق الزراعية، بحسب ما يقول مدير قسم التخطيط في دائرة الغابات ومكافحة التصحر المهندس الزراعي سرمد كامل لوكالة "فرانس برس". وإزاء اجتياح الجفاف والتصحّر والتزايد المطّرد في أعداد السكان، فإنّ الأرض الزراعية هي الضحية الكبرى. يُذكر أنّ جفاف الأنهر والأهوار صار واضحاً بالعين المجرّدة ويتسارع بشكل مطّرد في بلد شهد منذ 40 عاماً حروباً وأزمات متتالية أضرّت بالبنى التحتية، فبات العراق يفتقر إلى مقومات التأقلم مع مناخ لا ينفكّ يزداد قساوة.

(فرانس برس)

المساهمون