شدّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على ضرورة الإسراع في إجراء تقييم عام للحصيلة التي خلفتها الحرائق المهولة التي شهدتها ولايات عدة في الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل شرقي البلاد. وكلف تبون، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، اللجنة الحكومية المكونة من وزراء الداخلية والفلاحة والسكن بإنهاء عمليات تقييم الخسائر وعمليات التعويض على وجه السرعة، ودعاها للاستعانة بالجيش إذا دعت الضرورة، لدعم القائمين على تقييم الخسائر، وخصوصاً قبل بدء موسم البرد والأمطار.
وتتخوف السلطات الجزائرية من بدء وشيك لموسم الأمطار والثلوج، ما قد يعقد أوضاع العائلات التي خسرت مساكنها، والتي تحتاج الى فترة وتمويل لإعادة ترميمها قبل العودة إليها، بالإضافة إلى قرب الدخول المدرسي المقرر في 21 سبتمبر/ أيلول المقبل. ويتعين أن تكون العائلات قد عادت إلى مساكنها، للسماح أيضاً للأطفال بالالتحاق مجدداً في المدارس.
وأمر تبون وزير الداخلية كمال بلجود والأمين العام لرئاسة الجمهورية عبد الحفيظ علاهم بالشروع الفوري في صرف مساعدات مالية لعائلات شهداء الحرائق، تجنباً لأي تعطيل يمكن أن يلحق بالعملية. يشار إلى أن تبون كان قد صرف مساعدة مالية تقدر بستة آلاف يورو لكل عائلة عن كل ضحية من ضحايا الحرائق، سواء من المدنيين أو العسكريين وأعوان الدفاع المدني الذين قضوا خلال الحرائق.
وخلفت الحرائق أكثر من 160 ضحية بحسب إحصائيات محلية، غالبيتهم من سكان القرى الجبلية في منطقة القبائل، بالإضافة إلى أكثر من 30 عسكرياً قضوا خلال مساعدتهم في عمليات إطفاء، وعدد من عناصر الدفاع المدني. كما دمرت الحرائق عشرات المنازل وأتت على أكثر من 80 ألف هكتار من الأشجار الغابية والأشجار المثمرة وحقول الزيتون والمزارع.
وتقرر خلال اجتماع مجلس الوزراء أن تتكفل وزارة الزراعة بإعادة غرس الأشجار المثمرة والتشجير على أوسع نطاق في المناطق المتضررة مع تنويعها، كما كان ناشطون قد أطلقوا مشروع غرس مليار شجرة حتى عام 2030.