الجزائر تُعلن ترحيل مئات المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم

01 أكتوبر 2020
جهود للحد من تنامي الهجرة السرية (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت السلطات الجزائرية ترحيل مئات المهاجرين من جنسيات أفريقية، وإعادتهم إلى بلدانهم، وتفكيك مخيمات وإقامات فوضوية كان يقيم فيها القادمون من دول الساحل في عدة مدن جزائرية.

وقال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، خلال جلسة مساءلة في البرلمان، اليوم الخميس، إنّ السلطات المختصة رحّلت 1500 مهاجر سري، في إطار الاتفاق الثنائي بين الجزائر والنيجر، كذلك رحّلت العديد من أبناء الجنسيات الأفريقية نحو بلدانهم الأصلية، الذين ينحدرون من 44 جنسية.

وأكد بلجود أنّ "عمليات الترحيل جرت وفقاً للمعايير الدولية، وفي ظل احترام كامل لحقوق المهاجرين"، مشيراً إلى أنّ "السلطات تسعى إلى تقليص عدد المهاجرين السريين في الآونة الأخيرة بفضل مجهودات الدولة".

وتابع أنّ الحكومة تبنت استراتيجية وطنية للحد من ظاهرة الهجرة السرية، في إطار المعاهدات الدولية لاحترام حقوق الإنسان، وقال إنّ "الدولة الجزائرية تتكفل بالنقل والإطعام والإيواء في مراكز خاصة قبل الترحيل، وكذا إخضاع أطفالهم للتلقيح ومنحهم الألبسة"، ويشرف الهلال الأحمر الجزائري على عمليات الترحيل.

عمليات الترحيل تمت وفقا للمعايير الدولية، وفي ظل احترام كامل لحقوق المهاجرين

وأوضح أنّ الجزائر تدعم برنامج العودة الطوعية بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية، وهو ما مكّن من ترحيل عدد كبير من المهاجرين إلى بلدانهم"، وكشف أن السلطات اتخذت عدة تدابير للحد من الهجرة السرية، إذ جرى التحكم في ممرات المهاجرين السريين، ومكافحة شبكات الهجرة والاتجار بالبشر، عبر إقامة حواجز في مختلف شبكات الطرقات الحدودية التي يسلكها مهربو المهاجرين، ومصادرة وسائل النقل، وتسليط عقوبات مشددة على ناقلي المهاجرين إلى الجزائر.

وذكر الوزير الجزائري أنّ السلطات فككت أيضاً المخيمات الفوضوية للمهاجرين في عدد من المدن الجزائرية في السابق، التي تنتشر فيها كل الآفات، وكذا تفكيك الإقامات والورشات والبناءات غير المكتملة، التي يستغلها المهاجرون السريون للإقامة فيها.

الصورة
مهاجرون أفارقة (العربي الجديد)
مهاجرون أفارقة يقيمون في ورشات بناء غير مكتملة (العربي الجديد)

ولفت المسؤول الجزائري، إلى أنّ بعض شبكات الهجرة تهرّب المهاجرين إلى الجزائر، وخاصة النساء والأطفال، بغرض استغلالهم في التسول. 

والعام الماضي، كانت السلطات الجزائرية قد أعلنت رسمياً تحرير 93 طفلاًً قاصراً من جنسيات أفريقية مختلفة دخلوا الجزائر بطريقة سرية؛ بينهم 60 طفلاً من جنسية نيجيرية، كانوا قيد الاستغلال من قبل شبكات الاتجار بالبشر، تجمع عبرهم المال من طريق التسول في شوارع  العاصمة الجزائرية، وقد جنت من ورائهم أموالاً طائلة.

وخصصت الحكومة الجزائرية 30 مليون دولار لمواجهة التهديدات المتصاعدة لظاهرة الهجرة السرية خلال السنوات  المقبلة، بما فيها ترحيل المهاجرين من الجزائر إلى بلدانهم.

وفي نهاية عام 2018 كشف تقرير نشره قسم الهجرة بوزارة الداخلية الجزائرية، أنّ الجزائر صدّت 40 ألف مهاجر أفريقي عن الهجرة السرية عبر حدودها الجنوبية، عندما كانوا يحاولون التسلل عبر حدودها الجنوبية إلى الجزائر مع كل من مالي والنيجر، سواء للإقامة في الجزائر أو  لركوب قوارب الهجرة السرية من الجزائر باتجاه أوروبا.

المساهمون