الجزائر تقرر توسيع تدريس الإنكليزية في المرحلة الابتدائية

29 يونيو 2024
تسعى الجزائر لدعم تعليم اللغة الإنكليزية في المدارس، 4 نوفمبر 2020 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الحكومة الجزائرية تقرر توسيع تدريس اللغة الإنكليزية في المرحلة الابتدائية، معلنة تثبيتها رسميًا في المقرر المدرسي للسنة الخامسة، استكمالًا لتثبيتها في الصفين الثالث والرابع خلال العامين الماضيين، في خطوة تهدف لتعزيز حضور الإنكليزية وتحييد الفرنسية تدريجيًا.
- تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية وطنية لتعديل نظام التعليم وتعزيز اللغة الإنكليزية منذ الطور الابتدائي، مع توظيف أكثر من 50 ألف معلم لغة إنكليزية وفتح تخصص أستاذ التعليم الابتدائي للغة الإنكليزية، استجابة للتحولات العصرية والتكنولوجية.
- الحكومة تعلن أيضًا عن تقليص المواد الدراسية للسنة الأولى ابتدائي مع الحفاظ على مواد الهوية الوطنية، وتسعى لتوسيع رقمنة التعليم وزيادة استخدام الألواح الإلكترونية في المدارس، مع تجهيز 1700 مدرسة ابتدائية إضافية بالألواح الإلكترونية للعام الدراسي المقبل.

قررت الحكومة الجزائرية توسيع تدريس اللغة الإنكليزية وتثبيتها رسميا في المقرر المدرسي للسنة الخامسة والأخيرة من المرحلة الابتدائية، بعدما كانت قد ثُبّتت في غضون العامين الماضيين على التوالي في المقرر المدرسي للصفين الثالث ثم الرابع ابتدائي.

وقال وزير التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد، في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة افتتاح أولمبياد الرياضات، أنه "تقرر تنصيب اللغة الإنكليزية في السنة الخامسة من التعليم الابتدائي العام المقبل، بعدما سبق تثبيتها في الصفين الثالث والرابع ابتدائي"، في خطوة بالغة الأهمية تجعل اللغة الإنكليزية ضمن البرنامج التعليمي في الجزائر من الصف الثالث وحتى نهاية التعليم الثانوي.

الإنكليزية تحضر والفرنسية تتراجع في الجزائر

وتأتي الخطوة الجديدة ضمن مزيد من الخطوات التي تقوم السلطات الجزائرية بتنفيذها لتعزيز تدريس اللغة الإنكليزية منذ الطور الابتدائي لغةً أجنبيةً ثانيةً وإلزاميةً بدءا من السنة الثالثة ابتدائي، في إطار توجه وطني لتعديل نظام التعليم وزيادة حضور الإنكليزية في المتن الدراسي والتحييد التدريجي للغة الفرنسية، في سياق ما يصفه خبراء الشأن التربوي في الجزائر بـ"الانتقال اللغوي"، بعدما كانت اللغة الفرنسية تسيطر على مختلف دواليب الإدارات الجزائرية ويوميات الجزائريين.
وفي 20 يونيو/حزيران 2022، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن قرار"اعتماد اللغة الإنكليزية، بدءا من الطور الابتدائي، بعد دراسة عميقة للخبراء والمختصين"، وفي أغسطس/آب 2023 وعشية الدخول المدرسي للعام الجاري، أعلنت وزارة التربية الجزائرية توظيف أكثر من 50 ألف معلم لغة إنكليزية، من بين خريجي المعاهد والجامعات في اللغة الإنكليزية، لتدريس تلاميذ الصف الابتدائي. وتحسبا لزيادة حاجة المدارس والمؤسسات التعليمية إلى أساتذة اللغة الإنكليزية مع توسيع تدريسها، قررت الحكومة فتح تخصص أستاذ التعليم الابتدائي للغة الإنكليزية في المدارس العليا.

وتعتقد الحكومة الجزائرية أن التحولات القائمة في سوق العمل، وتحولات العصر الناتجة عن التطور التكنولوجي والثورة الرقمية، التي تطغى فيها اللغة الإنكليزية، تفرض تمكين التلاميذ والأجيال الجزائرية المقبلة من التكيف مع هذه التحولات، لكنه يدخل في نفس السياق ضمن رغبة سياسية تتقاطع مع تطلع شعبي وتاريخي واسع إلى استبعاد اللغة الفرنسية الطاغية في المعاملات الإدارية في الجزائر منذ استقلال البلاد عام 1962. إذ ظلت عدة أطراف وقوى سياسية ومجتمعية تطالب بوضع حدّ لاستمرار هيمنة اللغة الفرنسية وإحداث قطيعة نهائية مع هذا الوضع، وتعزيز اللغة العربية، واللغة الإنكليزية لغةً ثانيةً.

على صعيد آخر، أعلن وزير التربية عبد الحكيم بلعابد تقليص المواد بالنسبة للسنة الأولى من التعليم الابتدائي. مع الحفاظ على مواد الهوية الوطنية، استجابة لقلق مجتمع أولياء التلاميذ بشأن كثافة البرامج والمقررات المدرسية بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، ما يؤدي إلى ثقل المحفظة، وتسعى الحكومة لمعالجة ذلك إلى توسيع رقمنة التعليم وزيادة استخدام التلاميذ الألواح الالكترونية، حيث تقرر أن تُجهَّز خلال بداية العام الدراسي المقبل 1700 مدرسة ابتدائية إضافية بالألواح الالكترونية، ما يسمح بالتحميل المجاني للكتاب الرقمي، وتتطلع الحكومة إلى بلوغ سقف خمسة آلاف مدرسة مزودة بالتقنيات الجديدة.